رفض محافظ البنك المركزي السابق فارس شرف الاتهامات التي وجهها له رئيس الوزراء معروف البخيت اليوم قائلا "لا يحق لاحد ان يصنف الاردنيين على قاعدة هذا ليبرالي وهذا غير ليبرالي " مبديا استغرابه للجوء الرئيس لهذه الدفوع التي لا تقنع احدا ..
وقال" انا لا اختبىء خلف حصانتي كشريف انا محصن كمواطن ويحميني القانون وعلينا ان نسأل البخيت من اختبىء خلف حصانته كعين وانا اؤكد ان مرجعيتي هي القانون والملك وجل ما يهمني هو مصلحة الوطن" .
وقال شرف خلال لقاء جمعه بعدد من الصحفيين مساء الثلاثاء في بيت والده عبدالحميد شرف "انا مواطن اردني وانتمائي للوطن وللملك" .
ورفض شرف ما اسماه "اشكال التنميط غير الايجابي" الذي استخدمه رئيس الوزراء معروف البخيت في حديثه للصحفيين اليوم, مضيفاً: لم اكن يوماً من الايام ضد دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة ..
وبين شرف انه في الفترة التي خدم فيها في البنك عمل على مأسسة دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة , بحيث قام بتبني سلسلة من الاجراءات التي تصب في دعم هذه المشاريع .
ورفض شرف اتهامه بالتفرد في قرار البنك المركزي مبيناً ان القرارات المهمة كان يجري تناولها وتدارسها داخل البنك المركزي من قبل الموظفين المختصين واقوم بدوري بالتعبير عنها واعلانها بصفتي الوظيفية .
واوضح ان موقعه كمحافظ للبنك المركزي يحتم عليه ان يتخذ قرارات حاسمة لحماية السياسة النقدية وتوازنها واستقرارها في البلاد.
وقال ان قانون البنك المركزي مبني على قرارات يتخذها المحافظ بنفسه , وانه بدوره كمحافظ كان يطبق القانون الذي لايسمح بتفويض هذه الصلاحيات لاي كان وذلك بهدف المحافظة على الاستقرار النقدي وحماية التوازن الاقتصادي واستيعاب السياسات الاقتصادية للحكومة لتأمين استدامة الاقتصاد .
ونفى شرف ان يكون قد دفع باتجاه رفع الاسعار او طالب الحكومة بذلك, مؤكداً ان الدعم الذي تقوم به الحكومة على بعض السلع والخدمات يذهب الى الاغنياء وتحدث عن نسبة ٨٠٪ من الدعم تذهب لغير مستحقيها.
واضاف ان اهم غاية من غايات البنك المركزي المنصوص عليها في القانون هو حماية استقرار الاسعار, متسائلا " هل يعقل ان ادفع باتجاه رفعها على المواطنين وذوي الدخول المحدوده ودوري هو ضمان استقرارها " .
واستطرد قائلاً "لم ار قراراً من الحكومة وحتى هذا اليوم يتضمن في جوهره دعما للمشاريع الصغيرة والمتوسطة وانتظر ان تتخذ الحكومة اي قرار بهذا الاتجاه وبظني انها لن تفعل، حل مشكلة اقتصادنا يكمن بتحقيق النمو الاقتصادي فلا يمكن توزيع ثروة غير موجودة "
وافاد شرف "الكلام سهل يا دولة الرئيس ولكن التطبيق العملي على ارض الواقع هو ما يحتاج الى ارادة والى ادوات وسياسات ناجعة تكون قابلة للتطبيق ".
اما عن اتهامه بدعم اقتصاد السوق الحر بين شرف انه مع الاقتصاد الحر كون اقتصاد المملكة قائم على هذه النظرية وان الملك يدعم هذا التوجه بكل قوة كما ان الاردن تبناها منذ سنوات طويلة .
ولفت : "تبني سياسة السوق الحر لا تعنى الاضرار بذوي الدخول المحدودة وكنت ولا زلت اطالب بدعم الفقراء وايصال الدعم لهم وليس للأغنياء وكنت اعتقد ان الاولية هي مكافحة الفساد بكل اشكاله وتحديدا بالقطاع المصرفي وهذا ما سيعود بالفائدة على كل القطاعات".
وعن الحظوة التي قال البخيت انه يتمتع بها ، قال شرف "هذا غير صحيح ان تعيين محافظي البنك المركزي يتم وفق القانون ..ولم يحدث ان عين اي محافظ لمدة اقل من 5 سنوات على اقل تقدير وذلك لضمان استقرار واستقلالية السياسية النقدية ومنع تغول اي سلطة على سلطة البنك المركزي" واضاف "لا يجوز ان يقول رئيس الوزراء ان العقد ومدته وضع ليحقق مصالح شخصية ومكاسب مالية واطماع بالمنصب وهذا بالمناسبة كلام لا يصح ان يخرج من رئيس وزراء " واكد انه قبِل بهذا المنصب لانه معنيٌ بخدمة القطاع العام والوطن وليس بحثاً عن المكاسب وانه لم يتم تعينه بشكل خارج عن المألوف.
ورفض شرف التخمينات والاشاعات التي يتم تداولها حول اسباب استقالته وقال" لا اعرف السبب المباشر الذي دفع الحكومة لاقالتي وانا لا اجيب على الشائعات " مستهجناً الاسلوب والطريقة التي رافقت ما حدث.
وأكد شرف أنه علم باستقالته من خلال المواقع الالكترونية موضحا "اتصل بي البخيت بعد وقت قصير من قرأتي للخبر وطلب مني تقديم استقالتي .. رفضت الأمر في البداية وذلك احتراماً لقانون البنك المركزي وصونا لاستقلالية وحصانة شاغل هذا المنصب حيث لا يسمح قانون البنك المركزي بإقالة المحافظ من اي جهة كانت خارج نصوص المواد ٢٠-٢٢ من قانون البنك المركزي ، هناك حكمة من استقلالية البنك المركزي فلا يمكن ضمان الاستقرار النقدي والمصرفي دون ذلك ".
وتابع "في اليوم التالي تفاجأت بوجود طوق أمني من أفراد الأمن الوقائي وجرى منع نائب المحافظ خلود السقاف من دخول المبنى وفور علمي بهذه الاجراءات غير المفهومة قررت تقديم استقالتي لحماية المؤسسة ولمنع تطور الموقف على نحو يضر بالاقتصاد الوطني".
واعتبر شرف ان هذه الاجراءات الامنية تعتبر خطراً على البلد وعلى هذه المؤسسة الوطنية التي كان من الاجدى حماية سمعتها ومكانتها "..
وانهى بالقول "ان ما حدث هو جريمة واعتداء على استقلالية البنك المركزي وهذه سابقة خطيرة لم اسمع انها حدثت في اي دولة في العالم ومع ذلك احترمت قرار الدولة ولم اعلق الا بعد سيل الاتهامات التي وجهها لي رئيس الوزراء "..
العين ليلى شرف :تعثر الاصلاح والاعتداء على المؤسسات سببان رئيسان لتقديمي الاستقالة
وبدورها بررت العين ليلى شرف تقديم الاستقالة بالقول "استقلت بسبب قناعتي بتعثر مسيرة الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي في البلاد ولانني لمست انه لا توجد جدية في حسم القضايا التي تحتاج الى اصلاح سريع "
واضافت " هناك تراجع كبير وتأخر في معالجة الفساد المستشري لذلك وجدت انه لا بد من الاستقالة ..نعم هناك علاقة بين استقالتي واستقالة فارس الا ان القضية كانت بالنسبة لي ليست مرتبطة بكون فارس ابني ولكن المؤسف في الامر هو الطريقة التي اقيل فيها محافظ البنك المركزي في الاردن حيث يأتي ذلك في اطار الاعتداء على المؤسسات واخرها البنك المركزي"