ظهر اتجاه جديد في مطلع القرن الحادي والعشرين عندما انتقل الكثير من الأميركيين من مناطق ريفية إلى مراكز حضرية، وهناوللمرة الأولى، لم يعد الأطفال يمثلون عبئا ماليا بل اصبحو قادراعلى المساهمة في رخاء العائلة
استمر الأميركيون في رغبتهم في الإنجاب خلال الـ 50-75 عاما التالية. ولكن ما هو الحافز الذي كان يقف وراء ذلك؟ بالطبع كانت هناك أكثر من مجرد رغبة في المزيد من الأطفال. ويحلل ريان مورفي في قناة «فوكس» الأميركية هذه التوجهات من خلال أحاديثه مع العشرات من الآباء ودراسة الكثير من ا لأبحاث الطبية للوقوف على الأسباب التي تدفع الأميركيين إلى الإنجاب. وظهر من خلال ذلك البحث عدة منافع مهمة تقف وراء الرغبة في الإنجاب.
تقليل ضغط الدم
الأطفال يقللون من ضغط الدم. كشفت دراسة حديثة أجريت في جامعة بريغهام يونغ أن الإنجاب ربما يساعد على تقليل ضغط الدم. وقام باحثون بدراسة ما يصل إلى 200 رجل وامرأة متزوجين ومتابعة ضغط الدم على مدار 24 ساعة، ووجدوا أن الأزواج الذين لديهم أطفال لديهم قراءات ضغط دم منخفضة مقارنة بمن ليس لديهم أطفال. وتقول الباحثة البارزة جوليان هولت لونستاد «على الرغم من أن رعاية الأطفال ربما تتضمن متاعب يومية، فإنها تولد شعورا بوجود هدف وسط ضغوط الحياة. وارتبط ذلك بنتائج صحية أفضل. ولا يعني ذلك أنه كلما زاد عدد الأطفال، سيكون ضغط الدم أفضل، بل ترتبط هذه النتائج بفكرة الإنجاب بغض النظر عن عدد الأطفال أو حال العمل».
الحصول على خصومات ومكان افضل في مواقف السيارات
الاطفال يساعدونك على الحصول على خصومات ضريبية كبيرة. كانت الوسيلة الوحيدة للحصول على أموال عن طريق الأطفال تعتمد على إرسالهم إلى مناجم الفحم. ولكن في الوقت الحالي وبفضل خدمة العائد الداخلي، فإن أطفالك يجعلونك تستحق بعض المدخرات الضريبية القيمة جدا - وتعد هذه ميزة متضمنة في عملية الإنجاب الأطفال يوفرون لك مكانا أفضل في ساحة انتظار السيارات.
القدرات العقلية
الأطفال يحافظون على قدراتك العقلية. على عكس الاعتقاد الشائع، لا يدفع الأطفال آباءهم إلى الجنون. وفي الواقع يزعم باحثون في مؤسسة الصحة العقلية التايوانية أنهم يحافظون على قدرات الآباء العقلية لفترة طويلة. وأجرت المؤسسة أخيرا مقابلات مع 1084 شخصا كبير السن اختيروا بصورة عشوائية ووجدوا أن كبار السن ممن ليس لديهم أطفال سجلوا درجات في استطلاع خاص بالصحة العقلية أقل بـ6.4 نقطة مقارنة بمن لديهم أطفال. ويقول توم يانغ، الباحث الرئيسي في الدراسة «تظهر النتائج أن الأشخاص الذين لديهم أطفال يكونون أكثر سعادة ولديهم شعور أكبر بالرضا ومرتاحين عاطفيا مقارنة مع من ليس لديهم أطفال».
تجديد الرغبه بالمعرفه الأطفال يجددون رغبتك في المعرفة. يستطيع من لديهم أطفال التأكيد على أن الكلمة الأفضل للطفل هي كلمة «لماذا؟»، حيث يرغب الأطفال بصورة مستمرة في معرفة الإجابة عن عدد من الأسئلة المماثلة التي قد تتعب الذهن. ويطرحون تساؤلات مثل: «لماذا تلمع أعين القطة في الظلام؟»، و«لماذا يبدو الجو منعشا عندما يسقط المطر؟» و«لماذا يحكم أبي وأمي غلق غرفة النوم الخاصة بهما في ليالي أيام الجمعة»؟ وربما لا تكون لديك إجابة شافية على كل هذه التساؤلات (أو على ثلثيها تقريبا)، ولكن من المؤكد أن هذه الأسئلة ستجعلك تفكر في رد يبدو منطقيا. وعندما يكبر ابنك ستستعيد ما تعلمته من خلال تعليمه جداول الضرب والأسماء والمعلومات العامة المختلفة.
الجاذبية والاحترام الأطفال يجعلونك جذابا. سيقول لك أي أب إنه لا توجد وسيلة لجذب انتباه الجنس اللطيف أفضل من التمشي داخل الحديقة ومعك طفل جميل على عجلة أطفال. بل وأقول لك إن الطفل غير الجميل يفيد أيضا، حيث تتفاعل معظم النساء مع إحساس الوالد بالالتزام وسلوكه الحسن أكثر من الطفل نفسه. من كان يعلم أن عجله أطفال سعرها 200 دولار يمكن أن تجذب النساء أكثر من سيارة رياضية قيمتها 200.000 دولار؟
الأطفال يعطونك مبررا. دائما ما يشتكي غير المتزوجين من أن أصدقاءهم ممن لديهم أطفال ليس لديهم وقت للخروج كثيرا. وعلى الرغم من أن هذه الملحوظة صحيحة نوعا ما، فإنهم يعجزون عن إدراك أن الكثير من الآباء يستخدمون أبناءهم كعذر مناسب للتهرب من بعض المناسبات الاجتماعية غير المرغوب فيها. ولذا عندما يقول صديق لك إنه لا يستطيع حضور مناسبة ما لأن ابنه يعاني من السعال، فهناك احتمالية كبيرة بأنه لم يكن يرغب في الحضور بالأساس.
الأطفال يرفعون من احترامك لنفسك. كل من لديه أطفال يعرف مقدار الشعور بالرضا الذي يشعر به المرء عندما يقال له «أنت أفضل أب في العالم كله». ويمكن لهذه الأمور الإيجابية أن يكون لها تأثير كبير على تقديرك لذاتك، ويتيح ذلك لك إنجاز المهام كنت تظن من قبل أنها مستحيلة.
التفتح والسعادة الأطفال يذكرونك بالوقوف لتشم رائحة الورود. متى كانت آخر مرة تقف فيها لتنظر إلى النجوم أو ترقد على ظهرك لتشاهد السحاب؟ يحب الأطفال هذه الأنشطة طوال الوقت، وعند قيامهم بذلك يستحثونك كي تشارك معهم. ستندهش عندما ترى كيف أن تفكيرك يتغير عندما تشاهد العالم بأعين أطفالك.
الأطفال يجعلونك تشعر بقدر أكبر من السعادة. كثيرا ما يشك الآباء في أن أبناءهم سيجعلونهم يشعرون بقدر أكبر من السعادة، والآن يوجد شيء يدعم هذه المزاعم، إذ أجرى معهد ماكس بلانك للأبحاث الديموغرافية دراسة وجدت علاقة مباشرة بين الأطفال والشعور بالسعادة بالنسبة للآباء ممن تجاوزوا الأربعين من العمر. وأجرى الباحثون مسحا شمل 200 ألف والد في 86 دولة في الفترة بين 1981 و2005، ورأوا أنه بداية من سن الأربعين يشعر الآباء الذين لديهم ما بين طفل إلى ثلاثة أطفال بالرضا أكثر ممن ليس لديهم أطفال. وبعد سن الخمسين، كان الآباء أكثر سعادة ممن ليس لديهم أطفال، بغض النظر عن عدد الأطفال. ولم تكن الأسباب التي سيقت في هذه الدراسة مفاجئة كلية، حيث إنه يسهل رعاية الأطفال كلما
كبروا. ويقول ميكو ميرسكيلا، مؤلف الدراسة «ربما يكون الأطفال