خربطيطة مواطنين * كامل النصيرات
كم أحب صاحب العطوفة ..لأنه دائما يعطف على نفسه و يرفع شعاراً جميلاً ( أنا أولاً ) ..!!
كم أحب صاحب السعادة ..لأنه يتعب في إسعاد نفسه ..و الحقيقة أنه لا يرفع شعار (أنا أولاً ) مثل صاحب العطوفة بل يرتفع هو بشحمه و لحمه فوق الشعار ..!!
كم أحب صاحب المعالي ..لأنه لا يتعالى على نفسه ..ودائما متواضع معها ..ودائما يشوف طلباتها ..و الحقيقة أنه مش مخلّيها ناقصها إشي ..!!
كم أحب صاحب الدولة ..ليس لأنه حشر نفسه في خانة ( إما رئيس وزراء و إما لا ) ..بل لأن كل صاحب دولة لدينا صار ( صالوناً سياسياً ) لديه محبون و أتباع و لديه شلّة إعلاميّة ..و الجميل في المحبين و الأتباع و الشلة إنهم ( ليس فقط يقبلون الرأي الآخر ) بل من السهولة عليه أن ينطوا للرأي الآخر ..وبذلك ينطون من صاحب دولة إلى صاحب دولة ..!!
الله الله كم أكره المواطن الذي ليس صاحب عطوفة ولا صاحب سعادة ولا صاحب معالي ولا صاحب دولة ..!! و لماذا أحبه ..ما ييجي من وراه إلا المصايب و المشاكل ..طول النهار يتذمّر ..بل إن سلامك عليه خمس دقائق ورطة ما بعدها ورطة ..دائماً هذا المواطن الذي بلا ألقاب يريد منك أنت المواطن مثله الذي بلا ألقاب أن توصله إلى واحد من المواطنين الذين يحملون ألقاب ( صاحب كذا و كذا ) ..!!
..وإذا ناديت على أحدهم باسمه العادي كما ينادي عليك هو ..فإن طبقات من الكشرة الفخيمة تحتل مساحات وجهه ؛ هذا إذا لم يشطبك إلى الأبد من قائمة المواطنين العاديين الذين من الممكن أن يضحك في وجوههم يوما من الأيام على سبيل الصدقة لا أكثر..!!