اخطب لبنتك قبل أن تخطب لنفسها!!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]"فتاة تتأنق وتذهب ومعها صحبة من الورود الجميلة ومعها والدها يطرقون باب شاب ويطلبون يده".. هذا هو ما يتخيله الناس للأيام القادمة مع تأخر سن الزواج وانتشار ظاهرة العنوسة، وأن الحال سينقلب وستذهب الفتيات لخطبة الشباب.
"اخطب لبنتك قبل أن تخطب هي لنفسها".. هذا الشعار سيحتاج منا أن نعيد النظر فيه، والتفكير في أسباب رفضه؛ فمنذ عدة أجيال مضت في مجتمعنا المصري كان من واجب الأب البحث عن الرجل المناسب الذي يستحق الاقتران بابنته في دوائر المقربين له سواء العائلة أو الجيران أو العمل، خاصة أن المجتمع في هذا الوقت لم يكن يتيح للفتاة مساحة من التواصل الاجتماعي الكافي.
خيال مفرط
وفي المقابل ربما يسأل البعض سؤالا ملحا: لماذا يختار الشاب فقط الفتاة ولا تختار هي؟.. وماذا إذا وجدت من يعجبها أخلاقة وصفاته ماذا تفعل؟.. أسئلة من هذا القبيل تدور في عقول الكثير من الفتيات، وويواجهها الصورة التي يتبرع الإعلام أحيانا بتصديرها لمن تعجب بشاب فتفعل الكثير من الحيل لكي تتعرف عليه وتتحدث معه، ثم لا مانع من أن يتصادقوا بعض الوقت طال أو قصر ثم لا مانع من أن تفتعل هي الكثير من الحيل للإيقاع به وتصبح في هذه الحالة "البنت الشاطرة اللي اصطادت عريس".
وفي عصر التكنولوجيا ربما تفعل شيئا أكثر سهولة من هذا فتضيف شخصا ما يعجبها بروفايله علي الفيس بوك (صفحته الشخصية على الموقع الاجتماعي) ثم لا مانع من الدردشة سويا حتى الإيقاع به.
وهنا يتبادر إلي الذهن سؤال: هل توجد طريقة أكثر احتراما عندما تجد الفتاة شابا ما تعجبها أخلاقه؟..
"كل معروض باير"
بالتأكيد هناك حلول أكثر احتراما، ولنا نموذج رائع في السيدة خديجة عندما أعجبت بأخلاق سيدنا محمد –عليه الصلاة والسلام- ووسطت صديقتها لكي تفاتحه في الأمر، ولكن دعوني أهمس في أذنكم بأننا قد نستند إلي هذه الواقعة ولكن ننفذها بالطريقة الخطأ.. فدعونا نتأمل ماذا فعلت السيدة خديجة جيدا..
السيدة خديجة تعاملت مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في تجارتها ورأت منه أخلاقا حسنة جعلتها تتمني الزواج منه، وتحدثت مع إحدى صديقاتها التي سهلت عليها المهمة ولفتت نظر النبي لخديجة التى كان يتمناها لكنه كان يفكر أنها لن تقبل به لفقره.
القصة معروفة لنا جميعا لكننا لا نطبقها كما يجب، فعندما أرادت السيدة خديجة مفاتحة الأمر مع الرسول لم تذهب هي بنفسها وتطلب منه لكنها وسطت "من تثق به" ليذهب للرسول ويفاتحه في الأمر.
أي إنه بإمكان الفتاة أن توسط من يذهب ويفاتح الشاب الذي أعجبها في أمر زواجها ولفت نظره إليها، لكنها لابد أن تختار الوسيط الصحيح بحيث يكون ذا ثقة يعرفها ويعرف صفاتها وتضمن أن يتكلم عنك بكل صدق وأيضا يجيد التصرف في مثل هذا الموقف من غير أن يسيء لصورتها أمام الشاب.
وإذا كنا قديما نسمع أن الأب عندما يتوسم في شاب الخلق والدين كان يعرض عليه ابنته للزواج، وفي بعض الأوقات كان الأخ أيضا إذا رأى صديقا له يليق بأخته يعرض عليه الأمر، فاليوم إذا حدث ذلك سوف تظهر علامة استفهام كبيرة في رأس الشاب وتنهمر الأسئلة عليه: "لماذا أنا بالذات؟.. هل البنت بها عيب؟.. هل هي لا يتقدم إليها أحد" ويفكر بنظرية المؤامرة أن هناك "تدبيسة" إليه في الطريق، وسرعان مايفكر في الفرار من هذا المأزق بطريقة لطيفة وبعدها يتنفس الصعداء وربما يقطع علاقته بهذا الأخ أو الأب علي الفور، وربما لم يفكر أصلا في البنت وهل تصلح له أم لا وماذا يعرف عن أخيها، ولكن يفكر فقط في صدمته بالموقف.
فالأمر يحتاج بكل ضرورة لتغيير هذه الثقافة التي ننتهجها في الزواج، ونغير الصورة الذهنية عن الموقف ونكف عن استدعاء كل الأمثال الشعبية التي ترعبنا من الموقف مثل " كل معروض باير" وأن من تفعل ذلك لابد أن يكون لديها عيب خطير.