نالت السينما المصرية الحصة الأكبر من جوائز مهرجان روتردام للفيلم العربي.
فإضافة إلى تتويج فيلم "محرم" بالجائزة الأولى حاز فيلم "المسافر" للمخرج أحمد ماهر الصقر الذهبي لمسابقة سينما الضواحي، وحصلت مصر أيضا على الصقر الفضي في مسابقة السينما العربية المستقلة، حيث تمّ إسناد الجائزة مناصفة لفيلمي "السندرة" لمحمد شوقي و"الرحلة" للمخرجة اللبنانية صبا الرافعي.
ويتعرض فيلم "محرم" الفائز بجائزة الصقر الذهبي للمخرجة أمل رمسيس الذي عرض في افتتاح المهرجان مع فيلم "الشرارة" للمخرج التونسي منجي القرحاني إلى القيود التي تكبل المجتمعات العربية والأسباب التي أدت إلى اندلاع شرارة الثورات.
كما فازت السينما المغربية بجائزة "الصقر الفضي" في مسابقة سينما الضواحي، بينما فازت لبنان بالصقر الذهبي لمسابقة السينما العربية المستقلة بالفيلم الوثائقي "عكس السير" للمخرجة ميشال تيان.
المدير الفني لمهرجان روتردام عبد الفتاح روش (الجزيرة نت)
عروض متنوعة
وبشأن الأفلام التي تم عرضها في المهرجان أوضح عبد الفتاح روش المدير الفني للمهرجان للجزيرة نت أن ما يزيد عن ستين فيلما شهدته قاعات العرض بالمهرجان من بين ما يقرب من 400 فيلم وصلت إلى الإدارة.
وخص المهرجان الثورة السورية من خلال عرض عدة أفلام وعقد ندوات متعلقة بالوضع السوري، ونال الفيلم الوثائقي السوري "أزادي" (الحرية) لمخرج سوري مجهول بالصقر الفضي، وهو فيلم يدور حول الثورة السورية، وقال المنظمون إنه لم يتم الإعلان عن منتجيه ومخرجيه خوفا على سلامتهم.
وعن المشاركة السورية قال روش للجزيرة نت "رغم المعوقات والحصار المضروب على المبدعين السوريين تمكنّا من جلب عدة أفلام، ومتحدثين لإنارة المجتمع الغربي بما يحدث في العالم العربي وما تهدف إليه الثورات العربية من حرية وعدالة.
وبين روش أن معوقات عدة اعترضت سير المهرجان منها ضيق الوقت للمبدعين لإعداد أفلامهم مما اضطر المنظمين لتأخير فعالياته من يونيو/حزيران إلى سبتمبر/أيلول ثم عدم حصول الضيوف خاصة من دول الحراك الثوري على تأشيرات".
ونظمت على هامش فعاليات المهرجان أربع ندوات تطرقت إلى أربعة مواضيع هي: "مسار الثورتين التونسية والمصرية" و"نظرة على الثورة السورية"، و"الإسلام الراديكالي بعد عشر سنوات من أحداث 11 سبتمبر"، و"دور فيسبوك في الثورات العربية".
وأكد روش أنه في إطار العمل المشترك لمنظمي المهرجان مع إذاعة هولندا العالمية نظمت مسابقة تحكي روايات عن الثورات العربية وخصصت بالأساس للأعمال الوثائقية القصيرة للمخرجين الشباب والهواة، وصلت إدارة المهرجان حوالي ثلاثين مساهمة عرض منها خمس على هامش المهرجان.
ملصق مهرجان الفيلم العربي بروتردام هولندا (الجزيرة نت)
نفاق غربي
وانتقد هاري فان بومول القيادي في الحزب الأستراكي في كلمة له في المهرجان الأسلوب الانتهازي في تعامل الغرب مع القضايا العربية قائلا "الغرب دعم الحكام العرب لما كانوا في السلطة، ووقف مع الشباب الثائر لما عرف أنهم منتصرون، واليوم يريد أن يضخ أمواله ليضمن له موقعا، ولكن أقول إنه لن يبق إلا جهود الشباب الذين ضحوا بأنفسهم من أجل حريتهم".
من جهته عبرالممثل المصري عمرو واكد -الذي يحضر ضيفا على شرف المهرجان- للجزيرة نت عن إعجابه بالجهود التي قام بها الشباب من أجل نقل صورة الثورات العربية إلى الغرب، مشيرا إلى أن مرحلة ما بعد الثورات ستبرز جيلا كان مغمورا وتصنع آخر موهوبا ليكتسح عالم فنون طالما ظلت محتكرة".
وأبدى واكد -الذي كان ناشطا في اعتصامات ميدان التحرير بالقاهرة- "أنه لم يشعر بنفسه في هذا المهرجان كمصري فقط، بل كان شعوره عربيا خالصا".