أجاك البعبع

أجاك البعبع





من منا لم يخوفه أهله بالبعبع حين كان طفلاً ؟

فيسكت إن كان باكياً ويرضى إن كان غاضباً وينام في لمح لحظة وما زال جفناه يرتجفان

حتى الألم يخاف ويسكن إذا ما سمع بمجيء البعبع

من هو البعبع ؟

ما هو البعبع ؟

لا أحد يعرفه و لم يره يوماً أحد وها قد كبرنا وما زلنا نخافه فهل للأطفال بعبع صغير وللكبار بعبع كبير ؟

أم أنه هو ذاته كان صغيراً على قدر طفولتنا وصار كبيراً على قدر خوفنا وجبننا ؟
‏
في دراسة خاصة جداً جداً حاولت التوصل لماهية البعبع أو شخصه أو جنسه أو نوعه وهل هو أنسي أم جني أم كائن فضائي ؟

لكني لم أتوصل إلى نتيجة واضحة وحين سألت لم أتلق إجابة شافية

فقد اختلفت الإجابات وتنوعت و تلونت الصور وتباينت أشكال البعابيع أي جمع بعبع أم هم البعابع ؟
‏
ويعود السؤال هل لكل شخص بعبعه الخاص أم لكل فئة عمرية أم لكل جنس أم لكل اختصاص أو حالة اجتماعية ؟!
‏
ما توصلت إليه وهو ليس الحقيقة كاملة أن بعبع الأطفال قد يكون كلباً أو ديكاً أو حماراً ممن تسمع أصواتهم عن بعد

وقد يكون لعبة بشعة أوشخصاً بشعاً أو قطعة صوف أو وبر أسود أو ما شابه .
‏
أما بعبع النساء فقد يرتدي بدلة أو كلابية

قد يكون ذا لحية أو شارب وقد يحمل جوّالاً أو مسبحة وقد يكون شبحاً ليس له معالم ثابتة

يتزين بوجه ذي تجاعيد أو مفاصل مهترئة أو شعر أشيب أوغطاء رأس وعينان شريرتان .
‏
أما بعبع الأهالي فله تسميات عدة

قد يكون اسمه ( إعدادية أو ثانوية أو جندية أو عزوبية ) فهل هو أوهي بعبعاية أي مؤنث بعبع أم بعبوعة؟!
‏
أما عن بعبع الذكور على اعتبار أن الأطفال فئة خاصة ليست مصنفة مع الإناث أو مع الذكور

إذاً بعبع الذكور قد تكون له شارة أو قبعة أو كرسي دوار وقد يحمل في يده أو في مكان آخر جوالاً أو... أو.

وقد يكون راجلاً أو راكباً ... أو راكباً ...أو راكباً ... وقد تكون له يدان أو عشرة أيد أو مئة

كلها يمنى ما عدا واحدة و قد يعرف البعبع أنه بعبع وقد لا يعرف وقد يعرفه الآخرون وقد لايعرفونه

تكتشف ذلك عندما تكون وسط مجموعة كبيرة وتتجرأ و تسأل عن البعبع

لتجد الجميع يخرسون وينظرون إلى بعضهم بعضاً بقلق فيساورك الشك بأن أحدهم هو البعبع أو أكثرهم أو كلهم ؟! .
‏
السؤال الآن هل للبعبع بعبع المنطق يقول نعم وهم الأكثر خوفاً لأنهم الأكثر معرفة بشعابهم وهكذا

فإن لكل شخص أكثر من بعبع فإن كانت امرأة متزوجة مثلاً فهي تحت رعب بعبع النساء وبعبع الأهالي وبعبع الذكور

على اعتبارها زوجة وأماً وهكذا يتضح أنهم أكثرية فماذا تفعل الأقلية لتتخلص من رعبها الدائم برأيكم ؟

أما أنا فرأيي أن نختصر الزمن ونكون بعابيع فإن لم نعرف فلننتقِ بعبعاً على ذوقنا ونصير له يدأ أو رجلاً أو عيناً أو أنفاً

فإن لم نستطع نعود كما البداية لكن دون خوف .
‏
هل توافقوني الرأي؟