مواسم التراشق * يوسف غيشان
كما في الكثير من دول العالم، التي تحتفل بمواسمها الزراعية تحتفل اسبانيا بموسم البندورة بمعارك طاحنة واشتباكات عنيفة بواسطة البندورة، وهو احتفال سنوي يهدف الى المتعة والتسويق والترويج السياحي إضافة الى تخفيف نسبة المعروض من البندورة للحفاظ على سعرها في السوق.
وهذه الاحتفالات متعددة الأغراض تعم الكثير من دول العالم ، فهناك احتفالات التراشق بالبرتقال ، وبالعنب وبالزهور والكرز وغيرها،وجميعها تتم على الموسم وتخدم أغراضا متعددة ومتنوعة ، يعني ان المهدور في هذه الاحتفالات لا يعدو عن كونة كلفة تسويق وتثبيتا لأسعار السوق ، ناهيك عن متعته الترويجية والترويجية.
تخيلوا: لو حاولنا أن ننقل هذه التجربة عندنا للاستفادة من فوائدها الجمة، التي قد تحصل، لكننا سوف نعاني من مضاعفات وثارات لن تنتهي الا بانتهاء الخليقة، أو ، على الأقل، بزوال العرب العاربة والمستعربة والمستغربة:
- في موسم التراشق بالجميد ، تخيلوا أننا نتراشق بالجميد اليابس ، لا شك أننا سوف نحول الاحتفال الى بحر من الدماء السائلة من الرؤوس. أذكر أننا في مواسم الثلج ، عندما كنا نتراشق به ، كنا نضع حجرا صغيرا داخل كرة الثلج ونقذفها بإتجاء (الأصدقاء والأحبة) لتحدث الأثر المطلوب الذي لا ينسى الى الأبد، وكنا نسمي هذه العملية (التلويز) ، لكأننا نضع حبة لوز في كرة الثلج..يا للطفولة البريئة!!
- أما الجميد الطري، فسوف نعلن عن مسابقات التزلج على الجميد ، ونظرا لقدراتنا الرائعة على التزلج، فإنك سوف تجد أهالي مأدبا في وادي الموجب ، وأهالي الكرك في وادي ابن حماد وأهالي اربد في الغور الشمالي ، واهالي عمان في وادي الحدادة.
- يا سلام على مواسم الخبيزة واللفيتة والعلت ، لأننا سنحتفل فيها، ليس بالتراشق بالأعشاب بل بالسكاكين والخوص التي نجني بها الأعشاب، وهذا ينطبق على مواسم حصيدة القمح والقطاني ، وما شابهها.
- أما موسم الفقوس ....... فما بدي أحكي!!