جمادى الأولى هو الشّهر الخامس من التقويم الهجري وسمي بهذا الاسم لأنّ المياه كانت تتجمد فيه بسبب الزّمهرير.
المناسبات الدينية الشهرية - جمادى الأولى
1- ذكرى وفاة السيدة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين (ع)
2- موجز مبسط عن حياة السيدة فاطمة الزهراء (ع)
3- ولادة السيدة زينب (ع)
4) سيرة السيدة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين (ع)
ذكرى وفاة السيدة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين (ع)
عن النبي (ص) إنه قال:
" كأني بها وقد دخل الذل بيتها، وانتهكت حرمتها، وغصب حقها، ومنعت إرثها، وكسر جنبها... وأسقطت جنينها وهي تنادي يا محمداه فلا تجاب، وتستغيث فلا تغاث، فلا تزال بعدي محزونة مكروبة باكية ...". بحار الأنوار: ج 28 ص 38 نقلاً عن أمالي الصدوق 99
السيدة فاطمة الزهراء (ع)، هي بنت النبي محمد (ص)، سماها أم أبيها لأنها قامت بشؤونه بعد وفاة أمها خديجة (ع). توفيت في مثل هذا اليوم سنة 11 للهجرة، أثر المصائب التي حلت بها بعد وفاة والدها (ص)، وهي غاضبة على أولئك الذين غصبوا حقها، ولم يطيعوا قول النبي (ص) فيها: فاطمة بضعة مني من أحبها فقد أحبني ومن آذاها فقد آذاني. ولهذا دفنها الإمام علي (ع) ليلاً لئلا يحضر جنازتها من لا تحب كما أوصته بذلك.
بيان مكتب سماحة المرجع الديني الكبير السيد الحكيم (مد ظله)
حول استشهاد السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)
بسم الله الرحمن الرحيم
أعظم الله أُجورنا وأُجوركم بذكرى مصاب بضعة الرسول (صلى الله عليه وآله) فاطمة الزهراء )عليها السلام(
تمرّ علينا هذه الأيام ذكرى إستشهاد سيدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام, وإنا إذ نقدّم تعازينا لولدها الإمام المهدي المنتظر, عجلّ الله فرجه الشريف، ولجميع الأخوة المؤمنين والأخوات المؤمنات في بقاع المعمورة، نستثمر هذه الفرصة للإشارة إلى جوانب من فضل الصديقة الطاهرة وشخصيتها وسيرتها عليها السلام، فإنها سيدة نساء العالمين وقدوة المرأة المسلمة.
1- أول ما يلاحظ الباحث في القرآن والسنّة إختصاص الزهراء فاطمة عليها السلام من بين أخواتها, بالفضل والرعاية وتميزها عنهن، ففاطمة سيدة نساء أهل الجنة (البخاري)، وهي المشمولة بآية التطهير، وهي التي حسمت السماء أمر زواجها، وهي التي اختصت برعاية رسول الله صلى الله عليه وآله، حتى كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا سافر، آخر عهده إتيان فاطمة، وأوّل من يدخل عليه إذا قدم فاطمة )مسند أحمد). في كل هذه الأحاديث والمواقف وغيرها.. كانت فاطمة عليها السلام تتميز عن باقي أخواتها، مما يكشف عن سرٍّ عظيم كامن في شخصيتها ومقامها عليها السلام.
2- إتسمت حياة الزهراء عليها السلام بالبساطة والقناعة، فلم تستثمر مكانتها من أبيها لتحرجه بمستلزمات الترف والنعيم، بل نجدها على العكس من ذلك قد ضربت مع باقي أفراد اسرتها الأمثلة الرائعة في التضحية والإيثار قربة وإخلاصاً لله تعالى، وكانت آيات سورة الدهر شاهداً خالداً على إيثارها" :ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً * إنّما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شُكوراً."
3- عرفت الزهراء) عليها السلام (بعطفها وحنّوها على إخوة الإيمان حتى انعكس ذلك على عبادتها ودعائها لربها، ففي الحديث عن الإمام الحسن عليه السلام: رأيت أُمي فاطمة عليها السلام قامت في محرابها ليلة جمعة فلم تزل راكعة وساجدة حتى انفجر عمود الصبح، وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتسمّيهم وتكثر الدعاء لهم، ولا تدعو لنفسها بشيء، فقلت لها: يا أُمّاه لِم لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟ فقالت: يا بني الجار ثم الدار. (كشف الغمة إلى معرفة الائمة 2 / 94).
4- لم تتوانَ الزهراء عليها السلام رغم صغر سنها وكونها إبنة الرسول وزعيم المسلمين وقائدهم- من مشاركة باقي المسلمات في دعم المسلمين في المحن والمصاعب التي واجهوها، فقد روى الواقدي- في حديثه عن رجوع النبي صلى الله عليه وآله والمسلمين من معركة اُحُد-: وكنّ جئن أربع عشرة إمرأة، منهن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله يحملن الطعام والشراب على ظهورهن ويسقين الجرحى ويداوينهم(المغازي 1 / 249)
5- لم يكن مقام الزهراء ولا إلتزاماتها الإسلامية العامة تمنعها من إداء دورها في بيتها كزوجة بارّة واُمّ مثالية، فلم تغفل حقّ زوجها ولم تتطاول عليه، بل كانت مثال الزوجة الصالحة في الإخلاص لزوجها واُنسه وتخفيف معاناته خارج البيت. حتى ورد الحديث عن الإمام علي عليه السلام انه قال: فوالله ما أغضبتُها ولا إكرهتُها على أمر حتى قبضها الله عزّ وجلّ، ولا إغضبتني ولا عصت لي أمراً، ولقد كنتُ أنظر إليها فتنكشف عني الهموم والأحزان، وفي هذه المواقف الفاطمية درس للمرأة المسلمة في ضرورة العناية ببيتها وأسرتها مهما كانت إلتزاماتها خارج البيت.
6- إن من مفارقات الدهر التي تعبّر عن مأساة المسلمين أن تواجه البضعة الطاهرة بأنواع المآسي والمحن عقيب رحيل الرسول صلى الله عليه وآله أمام أعينهم وخذلانهم ونكوصهم، فمِن غصْبِ حقها في فدك .. مروراً بمنعها من البكاء على أبيها والتهديد بإحراق دارها .. وانتهاءً بأحداث الهجوم على الدار وكسر ضلعها وإسقاط جنينها وغير ذلك مما حفلت به المصادر التاريخية، فقد روى ابن عبد ربه: فأما علي والعباس والزبير فقعدوا في بيت فاطمة حتى بعث اليهم أبو بكر عمر بن الخطاب ليخرجهم من بيت فاطمة وقال له: ان أبَوا فقاتلهم، فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار، فلقيته فاطمة فقالت: يابن الخطاب أجئت لتحرق دارنا؟ قال: نعم أو تدخلوا فيما دخلت فيه الأمة (العقد الفريد 4 / 259)، إلى غير ذلك من المآسي التي اندثرت أكثر أخبارها كما هي الحالة في ممارسات كل الطغاة. ويكفي دلالة على مدى الآلام والمظالم التي واجهتها فاطمة عليها السلام مارواه ابن حجر العسقلاني ان الرسول صلى الله عليه وآله قال لفاطمة عليها السلام: إن جبرئيل أخبرني أنه ليس امرأة من نساء المسلمين أعظم رزية منك فلا تكوني أدنى امرأة منهن صبراً (فتح الباري 8 / 111)
7- لم تقتصر مواقف الزهراء المبدئية على حياتها، بل سجلت في وصيّتها الخالدة حجة دامغة ودليلاً يهتف بظلامتها تعيشه الأجيال على مرّ العصور، فقد روى البلاذري عن عروة بن الزبير: أن علياً دفن فاطمة ليلاً وغسّلها علي وأسماء وبذلك أوصت ولم يعلم أبو بكر وعمر بموتها (انساب الاشراف 1 / 405)، ومن بين قبور الصحابة وزوجات الرسول بقي موضع قبرها مجهولاً إلى يومنا هذا، ليكون صرخة تهز الضمائر المسلمة الحية، ولتؤكد غضبها وسخطها على القوم، وهي التي قال عنها الرسول صلى الله عليه وآله): إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها وينصبني ما أنصبها (البخاري).
8- كانت الزهراء- في أوج ظلامتها- تنبىء عن مستقبل الأمة القاتم بعد أن أهملت وصية نبيها فقالت مخاطبة نساء المهاجرين والأنصار: ويحهم أفمن يهدي إلى الحق أحقّ أن يتّبع أمّن لا يهدّي إلاّ أن يهدى فمالكم كيف تحكمون، أما لعمري لقد لقحت فنظرةً ريثما تنتج ثم احتلبوا ملأ القعب دماً عبيطاً وذعافاً- أي سما- مبيداً، هنالك يخسر المبطلون، ويعرف التالون غِبّ- عاقبة- ما أسّس الأوّلون، ثم طيبوا عن دنياكم أنفساً واطمئنّوا للفتنة جأشاً وأبشروا بسيف صارم وسطوة معتد غاشم، وهرج شامل، واستبداد من الظالمين، يدعُ فيئكم زهيداً، وجمعكم حصيداً، فياحسرةً لكم، وأنى بكم، وقد عمّيت عليكم أَنُلزِمكموها وأَنتم لها كارهون.