ترك الفتن والفرار منها
لقد شهدت التأريخ أن من دخل الفتن فانه لا يخرج سالما ، وأن السلامة لا تكون الا في الابتعاد من الفتن
عن المقداد ابن الأسود رضي الله عنه أنه قال: أيم الله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ان السعيد لمن جنب الفتن ، ان السعيد لمن جنب الفتن، ان السعيد لمن جنب الفتن ولمن ابتلي فصبر فوهن )رواه أبو داود.
فالسعادة في اجتناب الفتن ، ولذلك جاء في حديث أبي بكرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (انها ستكون فتن ألا ثم تكون فتنة القاعد فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي اليها، ألا فاذا نزلت أو وقعت فمن كان له ابل فليلحق بإبله ومن كانت له غنم فليحق بغنمه، ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه فقال رجل: يا رسول الله: أرأيت من لم يكن له ابل ولا غنم ولا أرض قال: يعمد إلى سيفه فيدق على حده بحجر ثم لينجو ان استطاع النجاة اللهم هل بلغت ، اللهم هل بلغت ، اللهم هل بلغت فقال رجل: يا رسول الله :أرأيت لو أكرهت حتى ينطلق بي الى أحد الصفين أو احدى الطائفتين تحت تهديد السلاح فضربني رجل بسيفه أو يجيء سهم فيقتلني قال: يبوء بإثمه وإثمك ويكون من أصحاب النار ) رواه مسلم.
تأمل هذا البيان وهذا التفصيل من الرسول عليه الصلاة والسلام وانظر في حال أكثر أهل زمانك ، كم من الناس يخوض في الفتن ويسارعون فيها وعلى هذا مشى سلف الأمة رضي الله عنهم وأرضاهم(فعن حذيفة أنه قيل له: يا أبا عبد الله ماذا تأمرنا اذا اقتتل المصلون؟ فقال : آمرك أن تنظر أقصى بيت في دارك أو من دارك فتلج فيه فان دخل عليك فتقول: هاه بؤ بإثمي وإثمك فتكون كابن آدم)وفي رواية قال قل(إني لن أقتلك، يأتيك بالسيف إني أخاف الله رب العالمين) .
قال ابن تيميه: ( ومن استقرأ أحوال الفتن التي تجري بين المسلمين، تبيّن له أنه ما دخل فيها أحد فحمد عاقبة دخوله، لما يحصل له من الضرر في دينه ودنياه ) ولهذا كانت من المنهي عنه، الدخول في الفتن.