حكم الاشتغال بعلم الجفر وعلم أرقام الحروف
السؤال
نشكركم على هذا الموقع الرائع .. واسمحوا لي أن أضع بين أيديكم سؤالا مهما وهو ..
هناك بعض الناس يتكلمون عن علم يسمى (بعلم الجفر) أو عمل الأرقام والحروف ، ويستندون على هذا العلم بتنبؤات مستقبلية ويتحدث عن وقائع سوف تحدث في الزمن القادم . وعليه:
1. أرجو شرحا لهذا العلم ؟
2. كما قيل إنه ينسب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه؟ هل هذا صحيح أم لا ؟
3. ما حكم من يستند ويعمل بهذا العلم؟ وبماذا تنصح من يستخدم هذا العلم ؟
4. كيف نرد على من يحاول إقناعنا بهذا العلم ويستند إلى أشياء كثيرة منها التنبؤ بالمهدي المنتظر وبالحروب والمجاعات وغيرها ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن علم الجفر أو كتاب الجفر تنسبه بعض الفرق الضالة لعلي أو لجعفر الصادق- رضي الله عنهما- كذبا وبهتانا، ويزعمون أن فيه أسرارا وعلوما خصهما بها النبي- صلى الله عليه وسلم-
فقد ذكر ذلك غير واحد من أهل العلم قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى: " جاء فى الصحيح أنه قيل لعلى رضى الله عنه هل ترك عندكم رسول الله شيئا وفى لفظ هل عهد إليكم رسول الله شيئا لم يعهده إلى الناس فقال لا والذى فلق الحبة وبرأ النسمة إلا فهما يؤتيه الله عبدا فى كتابه، وما فى هذه الصحيفة وفيها العقل وفكاك الأسير وأن لا يقتل مسلم بكافر.
وبهذا الحديث ونحوه من الأحاديث الصحيحة استدل العلماء على أن كل ما يذكر عن علي وأهل البيت من أنهم اختصوا بعلم خصهم به النبى دون غيرهم كذب عليهم مثل ما يذكر منه الجفر والبطاقة والجدول وغير ذلك
وأما علم أرقام الحروف أو أسرار الحروف فقال عنه ابن خلدون في تاريخه " هو المسمى لهذا العهد بالسيميا نقل وضعه من الطلسمات إليه في اصطلاح أهل التصرف من المتصوفة فاستعمل استعمال العام في الخاص و حدث هذا العلم في الملة بعد صدر منها و عند ظهور الغلاة من المتصوفة و جنوحهم إلى كشف حجاب الحس و ظهور الخوارق على أيديهم.. و هو من تفاريع علم السيمياء لا يوقف على موضوعه و لا تحاط بالعدد مسائله"
وهذا النوع من العلوم لا خير فيه، ولا يجوز للمسلم أن يشتغل به أو يضيع وقته فيه
ويكفي في الرد على أصحابها أنها ليست علوما منضبطة ولا تحت قاعدة ثابتة، ولا يشتغل فيها أو يهتم بها إلا من قل اهتمامه واعتناؤه بكتاب الله تعالى وبسنة رسوله- صلى الله عليه وسلم- وبما كان عليه السلف الصالح من هذه الأمة ، وأما أتباع الرسول- صلى الله عليه وسلم- فقد أغناهم الله بما جاء به من العلوم النافعة والأعمال الصالحة عن هذا كله، فلا يعتنون إلا بما ينفعهم في دينهم أو دنياهم، ولا يجعلون هذه الأمور من مطالبهم المهمة لأن ما يطلبونه أعلى وأعظم من هذا النوع من العلوم..