اربد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اربد

منتدى معلومات عامة
 
صفحة الاعلاناتالمنشوراتالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر

 

  السلطان الملك الأشرف أبو المفاخر شعبان

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
دلع المنتدى

دلع المنتدى



 السلطان الملك الأشرف أبو المفاخر شعبان Empty
مُساهمةموضوع: السلطان الملك الأشرف أبو المفاخر شعبان    السلطان الملك الأشرف أبو المفاخر شعبان Icon-new-badge27/8/2011, 16:01

السلطان الملك الأشرف أبو المفاخر على مصر سنة 764 هـ

السلطان الملك الأشرف أبو المفاخر زين الدين شعبان ابن الملك الأمجد حسين ابن السلطان الملك الناصر محمد ابن السلطان الملك المنصور قلاوون‏.‏
تسلطن باتفاق الأمير يلبغا العمري وطيبغا الطويل مع الأمراء على سلطنته بعد خلع ابن عمه الملك المنصور محمد ابن الملك المظفر حاجي‏.‏
وهو السلطان الثاني والعشرون من ملوك الترك بالديار المصرية‏.‏
ولما أتفق الأمراء على سلطنته أحضر الخليفة المتوكل على الله أبو عبد الله محمد والقضاة الأربعة وأفيض عليه الخلعة الخليفتية السوداء بالسلطنة وجلس على تخت الملك وعمره عشر سنين في يوم الثلاثاء خامس عشر شعبان سنة أربع وستين وسبعمائة من غير هرج في المملكة ولا اضطراب في الرعية بل في أقل من قليل وقع خلع المنصور وسلطنة الأشرف هذا وانتهى أمرهما‏.‏
ونزل الخليفة إلى داره وعليه التشريف ولم يعرف الناس ما وقع إلا بحق البشائر والمناداة باسمه وزينت القاهرة وتم أمره على أحسن الأحوال‏.‏ ومولد الأشرف هذا في سنة أربع وخمسين وسبعمائة بقلعة الجبل‏.‏
واستقر الأتابك يلبغا العمري الخاضكي مدبر الممالك ومعه خجداشه الأمير طيبغا الطويل أمير سلاح على عادتهما‏.‏
وعندما ثبت قواعد الملك الأشرف أرسل يلبغا بطلب الأمير علي المارديني نائب الشام إلى مصر فلما حضر أخلع عليه بنيابة السلطنة بديار مصر وتولى عوضه نيابة دمشق الأمير منكلي بغا الشمسي نائب حلب‏.‏ وتولى نيابة حلب عوضًا عن الشمسي الأمير إشقتمر المارديني‏.‏ وتولى نيابة طرابلس عوضًا عن إشقتمر الأمير أزدمر الخازن نائب صفد‏.‏
وتولى نيابة صفد عوضًا عن أزدمر الخازن الأمير قشتمر المنصوري الذي كان نائبا بالديار المصرية لأمر وقع منه في حق يلبغا العمري الأتابكي‏.‏ واستقر الأمير أرغون الأحمدي الخازندار لالا الملك الأشرف شعبان‏.‏ واستقر الأمير يعقوب شاه السيفي تابع يلبغا اليحياوي خازندارًا عوضًا عن أرغون الأحمدي‏.‏ ثم استقر الأمير أرنبغا الخاصكي في نيابة غزة عوضًا عن تمان تمر العمري بحكم وفاته‏.‏ ثم ولي الأمير عمر شاه حاجب الحجاب نيابة حماة عوضًا عن أيدمر الشيخي‏.‏ واستقر الشريف بكتمر في ولاية القاهرة عوضًا عن علاء الدين علي بن الكوراني بحكم استعفائه عنها‏.‏ ثم استقر الأمير أحمد بن القشتمري في نيابة الكرك‏.‏ ثم ورد الخبر بوقوع الوباء بمدينة حلب وأعمالها وأنه مات بها خلق كثير والأكثر في الأطفال والشبان‏.‏ ثم نزل السلطان الملك الأشرف شعبان إلى سرياقوس بعساكره على عادة الملوك‏.‏ ثم سمر الأتابك يلبغا خادمين من خدام السلطان الملك المنصور لكلام بلغه عنهما فشفع فيهما فخليا ونفيا إلى قوص‏.‏ ثم في سنة خمس وستين أنعم على الأمير طيدمر البالسي بإمرة مائة وتقدمة ألف بالديار المصرية‏.‏ ثم أخلع على الأمير آسن قجا بنيابة ملطية في ثالث صفر‏.‏
واستقر الأمير عمر بن أرغون النائب في نيابة صفد عوضًا عن قشتمر المنصوري وحضر قشتمر المذكور إلى مصر على إقطاع عمر بن أرغون المذكور‏.‏ واستقر الأمير طينال المارديني نائب قلعة الجبل عوضًا عن ألطنبغا الشمسي بحكم استعفائه‏.‏
ثم أنعم السلطان على جماعة بإمرة طبلخاناه وهم‏:‏ تمربغا العمري ومحمد بن قماري أمير شكار وألطنبغا الأحمدي‏.‏ وآقبغا الصفوي‏.‏ وأنعم أيضًا على جماعة بإمرة عشرات وهم‏:‏ إبراهيم بن صرغتمش وأرزمك من مصطفى ومحمد بن قشتمر وآقبغا الجوهري وطشتمر العلائي خازندار طيبغا الطويل وطاجار من عوض وآروس بغا الخليلي ورجب بن كلبك التركماني‏.‏
ثم وقع الفناء في هذه السنة في البقر حتى هلك منها شيء كثير وأضر ذلك بحال الزراع‏.‏
ثم في هذه السنة فتح الأمير منكلي بغا الشمسي نائب الشام باب كيسان أحد أبواب دمشق بحضور أمراء الدولة وأعيان أهل دمشق وذلك بعد بروز المرسوم الشريف إليه بذلك وعقد عليه قنطرة كبيرة ومد له إلى الطريق جسرًا وعمر هناك جامعًا‏.‏
وكان هذا الباب مغلقًا من مدة تزيد على مائتي سنة كان سده الملك العادل نور الدين محمود الشهيد لأمر اقتضى ذلك فيه مصلحة للإسلام‏.‏
ثم رسم في هذه السنة بإبطال الوكلاء المتصرفين في أبواب القضاة‏.‏
ثم في سنة ست وستين وسبعمائة استقر الأمير قطلقتمر العلائي أمير جاندار في نيابة صفد عوضًا عن الأمير عمر بن أرغون النائب وحضر عمر بن أرغون إلى مصر على إقطاع قطلقتمر المذكور في سابع شهر رجب‏.‏
ثم استقر الأمير عبد الله ابن بكتمر الحاجب أمير شكار عوضًا عن الأمير ناصر الدين محمد بن ألجيبغا واستقر أسندمر العلائي الحرفوش حاجبًا عوضًا عن عبد الله بن بكتمر المذكور‏.‏ ثم أنعم السلطان على الأمير أسندمر المظفري بإمرة مائة وتقدمة ألف بالديار المصرية في سلخ شهر رمضان‏.‏ ثم أنعم على الأمير شعبان ابن الأتابك يلبغا العمري بإمرة مائة وتقدمة ألف‏.‏ ثم استقر الأمير قشتمر المنصوري في نيابة طرابلس واستقر الأمير أزدمر الخازن في نيابة صفد عوضًا عن الأمير قطلقتمر العلائي‏.‏ ثم استقر الأمير ألطنبغا البشتكي في نيابة غزة عوضًا عن أرنبغا الكاملي بحكم وفاته‏.‏
ثم أخلع على الأمير منجك اليوسفي باستقراره في نيابة طرسوس بعد تلك الرتب العالية من تحكمه لما ولي الوزر بالديار المصرية ونيابة طرابلس والشام وقد تقدم ذكر ذلك كله في عدة أماكن وإنما أردنا التعريف به هنا لما تقدم له ولما هو آت وكانت ولاية منجك اليوسفي لنيابة طرسوس عوضًا عن قماري أمير شكار بحكم وفاته في سلخ ذي القعدة‏.‏
ثم أنعم السلطان على جماعة بإمرة طلبخاناه وهم‏:‏ قطلوبغا البلباني وكمشبغا الحموي أحد مماليك الأتابك يلبغا العمري وآقبغا الجوهري أحد اليلبغاوية أيضًا وعلى جماعة بإمرة عشرات وهم‏:‏ سلجوق الرومي وأروس السيفي بشتاك وسنقر السيفي أرقطاي ثم أنعم السلطان على الأمير ألجاي اليوسفي في حادي عشرين شهر رجب بإمرة جاندار‏.‏
وفي هذه السنة وهي سنة ست وستين وسبعمائة عزل قاضي القضاة عز الدين عبد العزيز بن محمد بن جماعة نفسه من قضاء الديار المصرية في سادس عشر جمادى الأولى ونزل إليه الأتابك يلبغا بنفسه إلى بيته وسأله بعوده إلى المنصب فلم يقبل ذلك وأشار على يلبغا بتولية نائبه بهاء الدين أبي البقاء السبكي فولي بهاء الدين قضاء القضاة الشافعية عوضه‏.‏
ثم استقر قاضي القضاة جمال الدين محمود بن أحمد بن مسعود القونوي الحنفي قاضي قضاة دمشق بعد موت قاضي القضاة جمال الدين يوسف بن أحمد الكفري بفتح الكاف‏.‏ وفي هذه السنة أسلم الصاحب شمس الدين المقسي وكان نصرانيًا يباشر في دواوين الأمراء فلما أسلم استقر مستوفي المماليك السلطانية‏.‏
الفرنجة يستولون على الإسكندرية
وفي سنة سبع وستين وسبعمائة أخذت الفرنج مدينة إسكندرية في يوم الجمعة ثالث عشرين المحرم‏.‏
وخبر ذلك أنه لما كان يوم الجمعة المذكور طرق الفرنج مدينة الإسكندرية على حين غفلة في سبعين قطعة ومعهم صاحب قبرس وعدة الفرنج تزيد على ثلاثين ألفًا‏.‏
وخرجوا من البحر المالح إلى بر الإسكندرية فخرج أهلها إليهم فتقاتلوا فقتل من المسلمين نحو أربعة آلاف نفس واقتحمت الفرنج الإسكندرية وأخذوها بالسيف واستمروا بها أربعة أيام وهم يقتلون وينهبون ويأسرون‏.‏
وجاء الخبر بذلك إلى الأتابك يلبغا وكان السلطان بسرياقوس فقام من وقته ورجع إلى القلعة ورسم للعساكر بالسفر إلى الإسكندرية‏.‏
وصلى السلطان الظهر وركب من يومه ومعه الأتابك يلبغا والعساكر الإسلامية في الحال وعدوا النيل وجدوا في الدير من غير ترتيب ولا تعبية حتى وصلوا إلى الطرانة والعساكر يتبع بعضها بعضًا‏.‏
فلما وصل السلطان إلى الطرانة أرسل جاليشًا من الأمراء أمامه في خفية وهم قطلوبغا المنصوري وكوندك وخليل بن قوصون وجماعة من الطبلخانات والعشرات وغيرهم وجدوا في السير وبينما هم في ذلك جاء الخبر بأن العدو المخذول لما سمعوا بقدوم السلطان تركوا الإسكندرية وهربوا ففرح الناس بذلك‏.‏
ورسم السلطان بعمارة ما تهدم من الإسكندرية وإصلاح أسوارها‏.‏ وأخلع السلطان على الشريف بكتمر بنيابة الإسكندرية وأعطاه إمرة مائة وتقدمة ألف‏.‏ وبكتمر هذا هو أول نائب ولي نيابة الإسكندرية من النواب وما كانت أولًا إلا ولاية فمن يومئذ عظم قدر نوابها وصار نائبها يسمى ملك الأمراء‏.‏ ثم أمر يلبغا فنودي بمصر والقاهرة بأن البحارة والنفاطة كلهم يحضرون إلى بيت الأتابك يلبغا للعرض والنفقة ليسافروا في المراكب التي تنشأ‏.‏
وبدأ يلبغا في عمارة المراكب وبعث مراسيم إلى سائر البلاد الشامية والحلبية بإخراج جميع النجارين وكل من يعرف يمسك منشارًا بيده ولا يترك واحد منهم وكلهم يخرجون إلى جبل شغلان وهو جبل عظيم فيه أشجار كثيرة من الصنوبر والقرو ونحو ذلك وهذا الجبل بالقرب من مدينة أنطاكية وأنهم يقطعون الألواح وينشرون الأخشاب للمراكب ويحملونها إلى الديار المصرية‏.‏
فامتثل نائب حلب ذلك وفعل ما أمر به ووقع الشروع في عمل المراكب‏.‏ هذا وقد ثقل على يلبغا وطأة خشداشه طيبغا الطويل فأراد أن يستبد بالأمر وحده وأخذ يلبغا يدبر عليه في الباطن‏.‏
ولقد حكى لي بعض من رآهما قال‏:‏ كانا ينزلان من الخدمة السلطانية معًا فتقول العامة‏:‏ يا طويل‏!‏ حسك من هذا القصير‏!‏ فكان طيبغا يلتفت إلى يلبغا ويقول له وهو يضحك‏:‏ ما يقولون هؤلاء‏!‏ فيقول يلبغا‏:‏ هذا شأن العامة يثيرون الفتن‏.‏ انتهى‏.‏
واستمر يلبغا على ذلك أن خرج طيبغا الطويل إلى الصيد بالعباسة فأرسل إليه يلبغا جماعة من مقدمي الألوف وهم‏:‏ أرغون الإسعردي الدوادار والأمير آروس المحمودي الأستادار وأرغون الأزقي وطيبغا العلائي حاجب الحجاب ومعهم تشريف له بنيابة دمشق‏.‏ فساروا حتى قدموا على طيبغا الطويل وأخبروه بما وقع فلما سمع طيبغا ذلك غضب وأبى قبول الخلعة وخامر‏.‏
واتفق معه أرغون الإسعردي الموادار وآروس المحمودي‏.‏ وهرب طيبغا العلائي وأرغون الأزقي ولحقا بالأتابك يلبغا وأعلماه بالخبر فركب يلبغا في الحال ومعه السلطان الملك الأشرف شعبان بالعساكر في صبيحة اليوم المذكور‏.‏
وقد ساق طيبغا الطويل من العباسية حتى نزل بقبة النصر خارج القاهرة ليأتيه من له عنده غرض فوافاه يلبغا في حال وصوله بالعساكر وقاتله فاقتتلا ساعة وانكسر طيبغا الطويل بمن معه وأمسك هو وأصحابه من الأمراء وهم‏:‏ أرغون الإسعردي وآروس المحمودي وكوندك أخو طيبغا الطويل وجركتمر السيفي منجك وأرغون من عبد الله وجمق الشيخوني وكليم‏.‏
أخو طيبغا الطويل وتلك أخو بيبغا الصالحي وآقبغا العمري البالسي وجرجي بن كوندك وأرزمك من مصطفى وطشتمر العلائي وأرسلوا الجمع إلى سجن الإسكندرية‏.‏ وأخذ يلبغا إقطاع ولدي طيبغا الطويل وهما علي وحمزة وكانا أميري طبلخاناه‏.‏
ثم في يوم الاثنين خامس عشرين شعبان من سنة سبع وستين وسبعمائة باست الأمراء الأرض للسلطان ويلبغا الأتابك معهم وطلبوا من السلطان الإفراج عن الأمراء المسجونين بثغر الإسكندرية المقدم ذكرهم فقبل السلطان شفاعتهم ورسم بالإفراج عن طيبغا الطويل خاصة فأفرج عنه ورسم بسفره إلى القدس بطالًا فسافر إلى القدس وأقام به إلى ما يأتي ذكره‏.‏
ثم بعد ذلك في يوم عيد الفطر رسم السلطان بالإفراج عمن بقي في الإسكندرية من أصحاب طيبغا الطويل فأفرج عنهم وحضروا فأخرجوا إلى الشام متفرقين بطالين‏.‏ وصفا الوقت ليلبغا العمري وصار هو المتكلم في الأمور من غير مشارك والسلطان الملك الأشرف شعبان معه آلة في السلطنة‏.‏
وأنعم يلبغا بإقطاعات أصحاب طيبغا الطويل على جماعة من أصحابه فأنعم على الأمير أرغون بن بلبك الأزقي بتقدمة ألف عوضًا عن قطلوبغا المنصوري وأنعم على طيبغا العلائي السيفي بزلار بتقدمة ألف عوضًا عن ملكتمر المارديني بحكم وفاته وأنعم على أينبك البدري أمير آخور يلبغا العمري بإمرة طبلخاناه واستقر أستادار أستاذه يلبغا‏.‏
ثم استقر الأمير إشقتمر المارديني المعزول عن نيابة حلب قبل تاريخه في نيابة طرابلس عوضًا عن قشتمر المنصوري وطلب قشتمر المذكور إلى مصر‏.‏ ثم استقر الأمير طيدمر البالسي أمير سلاح عوضًا عن طيبغا الطويل في سابع جمادى الأولى‏.‏
ثم استقر طيبغا الأبو بكري دوادارًا كبيرًا بإمرة طبلخاناه عوضًا عن الإسعردي فأقام دوادارًا إلى حادي عشرين شعبان وعزل بأمير بيبغا دوادار أمير علي المارديني بإمرة طبلخاناه أيضًا‏.‏
ثم فرق على جماعة كبيرة بإمرة طبلخانات وهم‏:‏ طغيتمر العثماني وآقبغا الجوهري وقجماس السيفي طاز وألطنبغا العزي وأرغون كتك العزي وقراتمر المحمدي والشهابي هذا قراتمر رأيته وقد شاخ وكان بطالًا يسكن بالقرب من الكبش بعد سنة عشرين وثمانمائة‏.‏
انتهى وآروس بغا الكاملي وطاجار من عوض وآقبغا اليوسفي وألطنبغا المارديني - وهو غير صاحب الجامع ذاك متقدم على هذا - ورسلان الشيخوني واستقر حاجبًا بإسكندرية على إمرة طبلخاناه وعلي بن قشتمر المنصوري وسودون القطلقتمري وقطلوبغا الشعباني ومحمد المهندس التركماني‏.‏
وأنعم على جماعة بعشرات وهم‏:‏ تنبك الأزقي وأرغون الأحمدي وطيبغا السيفي يلبغا وأرغون الأرغوني وسودون الشيخوني وهو الذي صار نائب السلطنة في دولة الملك الظاهر برقوق كما سيأتي ذكره وأزدمر العزي أبو ذقن ويونس العمري ودرت بغا البالسي وقرابغا الصرغتمشي وطاز الحسني وقرقماس الصرغتمشي وطيبغا العلائي وقماري الجمالي‏.‏
ثم في هذه السنة أبطل يلبغا المكوس من مكة والمدينة ورتب عوض ذلك من بيت المال مائتي ثم في سنة ثمان وستين طلب السلطان الأمير منكلي بغا الشمسي نائب الشام إلى الديار المصرية فلما حضره أكرمه وأخلع عليه بنيابة حلب عوضًا عن جرجي الإدريسي لعجزه عن القيام بمصالح حلب مع التركمان فامتنع منكلي بغا من نيابة حلب كونه نائب دمشق ثم ينتقل منها إلى نيابة حلب فأضيف إليه أربعة آلاف نفر من عسكر دمشق لتكون منزلته أكبر من منزلة نائب دمشق فأذعن عند ذلك ولبس الخلعة وتوجه إلى حلب‏.‏
وتولى نيابة دمشق عوضه الأمير آقتمر عبد الغني حاجب الحجاب بالديار المصرية وتولى عوضه حجوبية الحجاب طيبغا العلائي‏.‏ وأما جرجي الإدريسي المعزول عن نيابة حلب فإنه ولي نيابة طرابلس بعد عزل منجك اليوسفي عنها‏.‏
ثامن عشر شهر ربيع الأول من سنة ثمان وستين
المذكورة استقر أرغون الأزقي الأستادار في نيابة غزة عوضًا عن ألطنبغا البشتكي‏.‏ وفي الشهر أيضًا استقر آقبغا الأحمدي المعروف بالجلب لالا السلطان الملك الأشرف عوضًا عن أرغون الأحمدي بحكم نفيه إلى الشام لأمر اقتضى ذلك ونفي معه تمربغا العمري‏.‏
ثم في آخر الشهر المذكور أمسك الأتابك الأمير يلبغا الطواشي سابق الدين مثقالًا الآنوكي مقدم المماليك السلطانية وضربه داخل القصر بقلعة الجبل ستمائة عصاة ونفاه إلى أسوان - وسببه ظهور كذبه له - وولى مكانه مختار الدمنهوري المعروف بشاذروان وكان مقدم الأوجاقية بباب السلسلة‏.‏ كل ذلك والعمل في المراكب مستمر إلى أن كملت عمارة المراكب من الغربان والطرائد لحمل الغزاة والخيول‏.‏ وكانوا نحو مائة غراب وطريدة عمرت في أقل من سنة مع عدم الأخشاب والأصناف يوم ذاك‏.‏
وبينما الناس في ذلك قتل يلبغا العمري بيد مماليكه في واقعة كانت بينهم‏.‏ وخبر ذلك أنه لما كان في مستهل شهر ربيع الآخر نزل السلطان من قلعة الجبل وعدى إلى بر الجيزة ليتوجه إلى الصيد بالبحيرة بعد أن ألزم الأمراء أن يجعلوا - في الشواني التي نجز عملها برسم الغزاة - العدد والسلاح والرجال على هيئة القتال لينظر السلطان والناس ذلك‏.‏
فامتثلوا الأمراء المرسوم الشريف وأشحنوا المراكب العدد والسلاح والرجال الملبسة وضربوا الطبلخاناه بها وصارت في أبهى زي ولعبوا بها في البحر قدام السلطان والأتابك يلبغا‏.‏ وخرج الناس للتفرج من كل فج وكان يوم من الأيام المشهودة الذي لم ير مثله في سالف الأعصار‏.‏
ثم سار السلطان والأتابك يلبغا بالعساكر من بر الجيزة يريدون البحيرة حتى نزلوا في ليلة الأربعاء سادس شهر ربيع الآخر من ستة ثمان وستين وسبعمائة بالطرانة وباتوا بها وكانت مماليك يلبغا قد نفرت قلوبهم منه لكثرة ظلمه وعسفه وتنوعه في العذاب لهم على أدنى جرم حتى إنه كان إذا غضب على مملوك ربما قطع لسانه‏.‏
فاتفق جماعة من مماليك يلبغا تلك الليلة على قتله من غير أن يعلموا الملك الأشرف هذا بشيء من ذلك وركبوا عليه نصف الليل ورؤوسهم من الأمراء‏:‏ آقبغا الأحمدي الجلب وأسندمر الناصري وقجماس الطازي وتغري برمش العلائي وآقبغا جاركس أمير سلاح وقرابغا الصرغتمشي في جماعة من أعيان اليلبغاوية‏.‏
ولبسوا آلة الحرب وكبسوا في الليل على يلبغا بخيمته بغتة وأرادوا قتله فأحس بهم قبل وصولهم إليه فركب فرس النوبة بخواصه من مماليكه وهرب تحت الليل وعدى النيل إلى القاهرة ومنع سائر المراكب أن يعدوا بأحد‏.‏
واجتمع عنده من الأمراء طيبغا حاجب الحجاب وأينبك البدري أمير آخور وجماعة الأمراء المقيمين بالقاهرة‏.‏
وأما مماليك يلبغا فإنهم لما علموا بأن أستاذهم نجا بنفسه وهرب اشتد تخوفهم من أنه إذا ظفر بهم بعد ذلك لا يبقي منهم أحدًا‏.‏
فاجتمعوا الجميع بمن انضاف إليهم من الأمراء وغيرهم وجاؤوا إلى الملك الأشرف شعبان - وهو بمخيمه أيضًا بمنزله بالطرانة وكلموه في موافقتهم على قتال يلبغا فامتنع قليلًا ثم أجاب لما في نفسه من الحزازة من حجر يلبغا عليه وعدم تصرفه في المملكة‏.
وركب السلطان بمماليك يلبغا وخاصكيته فأخذوه وعادوا به إلى جهة القاهرة وقد اجتمع عليه خلائق من مماليك يلبغا وعساكر مصر وساروا حتى وصلوا إلى ساحل النيل ببولاق التكروري تجاه بولاق والجزيرة الوسطى‏.‏ فأقام الملك الأشرف ببولاق التكروري يوم الأربعاء ويوم الخميس ويوم الجمعة فلم يجدوا مراكب يعدون فيها‏.‏
وأما يلبغا فإنه لما علم أن الملك الأشرف طاوع مماليكه وقربهم أنزل من قلعة الجبل سيدي آنوك ابن الملك الأمجد حسين أخي الملك الأشرف شعبان وسلطنه ولقبه بالملك المنصور وذلك بمخيمه بجزيرة أروى المعروفة بالجزيرة الوسطانية تجاه بولاق التكروري حيث الملك الأشرف نازل بمماليك يلبغا بالبر الشرقي والأشرف بالبر الغربي فسمته العوام سلطان الجزيرة‏.‏
ثم في يوم الجمعة حضر عند الأتابك يلبغا الأمير طغيتمر النظامي والأمير أرغون ططر فإنهما كانا يتصيدان بالعباسة وانضافا بمن معهما إلى يلبغا فقوي أمره بهما‏.‏
وعدى إليه أيضا جماعة من عند الملك الأشرف وهم‏:‏ الأمير قرابغا البدري والأمير يعقوب شاه والأمير بيبغا العلائي الدوادار والأمير خليل بن قوصون وجماعة من مماليك يلبغا الذين أمرهم مثل‏:‏ آقبغا الجوهري وكمشبغا الحموي ويلبغا شقير في آخرين‏.‏
واستمر الأتابك يلبغا وآنوك بجزيرة الوسطى والملك الأشرف ومماليك يلبغا ببولاق التكروري إلى أن حضر إلى الأشرف شخص يعرف بمحمد ابن بنت لبطة رئيس شواني السلطان وجهز للسلطان من الغربان التي عمرها برسم الغزاة نحو ثلاثين غرابًا برجالها وكسر بروقها وجعلها مثل الفلاة لأجل التعدية‏.‏
فنزل فيها جماعة من الأمراء ومن مماليك يلبغا ليعدوا فيها إلى الجزيرة فرمى عليهم يلبغا بمكاحل النفط وصار هؤلاء يرمون على يلبغا بالسهام فيردونهم على أعقابهم‏.‏ وأخذ يلبغا ومن معه يرمون أيضًا النفط والنشاب والأشرفية لا يلتفتون إلى ذلك بل يزيدون في سب يلبغا ولعنه وقتاله‏.‏
وأقاموا على ذلك إلى عصر يوم السبت وقد قوي أمر الملك الأشرف وضعف أمر يلبغا‏.‏ ثم اتفق رأي عساكر الملك الأشرف على تعدية الملك الأشرف من الوراق فعدى وقت العصر من الوراق إلى جزيرة الفيل وتتابعته عساكره‏.‏
فلما صاروا الجميع في بر القاهرة وبلغ ذلك يلبغا هرب الأمراء الذين كانوا مع يلبغا بأجمعهم وجاؤوا إلى الملك الأشرف وقبلو الأرض بين يديه‏.‏ فلما رأى يلبغا ذلك رجع إلى جهة القاهرة ووقف بسوق الخيل من تحت قلعة الجبل ولم يبق معه غير طيبغا حاجب الحجاب الذي كان أولًا أستاداره‏.‏
قتل الأميـــــر يلبغـــا
فوقف يلبغا ساعة ورأى أمره في إدبار فنزل عن فرسه بسوق الخيل تجاه باب الميدان وصلى العصر وحل سيفه وأعطاه للأمير طيبغا الحاجب‏.‏ ثم نزل وقصد بيته بالكبش فرجمته العوام من رأس سويقة منعم إلى أن وصل حيث اتجه‏.‏
وسار الملك الأشرف شعبان بعساكره حتى طلع إلى قلعة الجبل في آخر نهار السبت المذكور‏.‏
وأرسل جماعة من الأمراء إلى يلبغا فأخذوه من بيته ومعه طيبغا الحاجب وطلعوا به إلى القلعة بعد المغرب فسجن بها إلى بعد عشاء الآخرة من اليوم المذكور‏.‏
فلما أذن للعشاء جاء جماعة من مماليك يلبغا مع بعض الأمراء وأخذوا يلبغا من سجنه وأنزلوه من القلعة‏.‏
فلما صار بحدرة القلعة أحضروا له فرسًا ليركبه فلما أراد الركوب ضربه مملوك من مماليكه يسمى قراتمر فأرمى رأسه ثم نزلوا عليه بالسيوف حتى هبروه تهبيرًا وأخذوا رأسه وجعلوها في مشعل النار إلى أن انقطع الدم فلما رآه بعضهم أنكره وقال‏:‏ أخفيتموه وهذه رأس غيره فرفعوه من المشعل ومسحوه ليعرفوه أنه رأس يلبغا بسلعة كانت خلف أذنه فعند ذلك تحقق كل أحد بقتله وأخذوا جثته فغيبوها بين العروستين‏.‏
فجاء الأمير طشتمر الدوادار فأخذ الرأس منهم في الليل واستقصى على الجثة حتى أخذها وحط الرأس على الجثة وغسلها وكفنها وصلى عليه في الليل ودفنه بتربته التي أنشأها بالصحراء بالقرب من تربة خوند طغاى أم آنوك زوجة الناصر محمد ابن قلاوون‏.‏
فالقصاص قريب والجزاء من جنس العمل‏.‏
ولما أصبح نهار الأحد عاشر شهر ربيع الأخر وهو صبيحة ليلة قتل فيها يلبغا العمري الخاصكي المقدم ذكره وطلع جميع الأمراء إلى القلعة واستقر الأمير طغيتمر النظامي هو المتحدث في حل المملكة وعقدها ومعه آقبغا جلب الأحمدي وأسندمر الناصري وقجماس الطازي وقبضوا من الأمراء على تمربغا البدري ويعقوب شاه وبيبغا العلائي الدوادار وقيدوا وأرسلوا عشية النهار إلى الإسكندرية‏.‏
ورسم للأمير خليل بن قوصون أن يلزم بيته بطالًا‏.‏ وفي يوم الاثنين حادي عشرة استقر قشتمر المنصوري حاجب الحجاب عوضًا عن طيبغا العلائي‏.‏ واستقر أيدمر الشامي دودارًا بإمرة مائة وتقدمة ألف وناظر الأحباس ولم يعلم قبله دوادار أمير مائة ومقدم ألف‏.‏ ثم قبض على جماعة من الأمراء وهم‏:‏ أزدمر العزي وآقبغا الجوهري وأرغون كتك العزي أيضًا وأرغون الأرغوني ويونس الرماح العمري وكمشبغا الحموي وأرسلوا الجميع في القيود إلى ثغر الإسكندرية فحبسوا بها‏.‏
ثم استقر طيدمر البالسي أستادار العالية‏.‏ ثم أخلع على قجماس الطازي واستقر أمير سلاح عوضًا عن طيدمر البالسي المنتقل إلى الأستادارية‏.‏ وأنعم على قرابغا الصرغتمشي بتقدمة ألف دفعة واحدة من إمرة عشرة‏.‏ ثم في العشرين من الشهر استقر أسنبغا القوصوني لالا السلطان عرضًا عن آقبغا جلب‏.‏ واستقر قراتمر المحمدي خازندارًا عوضًا عن تلكتمر المحمدي‏.‏
وحضر سابق الدين مثقال الآنوكي من قوص بطلب من السلطان وقبل الأرض ونزل إلى داره‏.‏ وفي يوم الخميس ثاني عشر جمادى الأولى قبض على فخر الدين ماجد بن قروينة وسلم لقرابغا الصرغتمشي ليستخلص منه الأموال واستقر عوضه في الوزارة الصاحب جمال الدين عبد الله بن تاج الدين موسى بن أبي شاكر وأضيف إليه نظر الخاص أيضًا وكان أولًا صاحب ديوان يلبغا‏.‏
وفي سادس عشر جمادى الأولى أعيد الطواشي سابق الدين مثقال إلى تقدمة المماليك السلطانية وصرف الدمنهوري المعروف بشاذروان‏.‏ وفي يوم الخميس سادس عشر رجب قبض على قرابغا الصرغتمشي‏.‏
وعندما قبض على قرابغا المذكور ركب الأمير تغري برمش بالسلاح ومعه عدة من الأمراء والخاصكية‏.‏ فرسم السلطان بركوب الأمراء والخاصكية فركبوا في الحال وقبضوا عليه وأمسكوا معه الأمير أينبك البدري وإسحاق الرجبي وقرابغا العزي ومقبل الرومي وأرسلوا إلى الإسكندرية‏.‏
ثم أنعم السلطان على كل من قطلوبغا جركس وأقطاي بتقدمة ألف‏.‏ ومن هذا الوقت أخذ أسندمر الناصري في التعاظم وانضمام الناس عليه‏.‏ فاتفق جماعة من الأمراء العزية مع طغيتمر النظامي وآقبغا جلب على قبض أسندمر ودبروا عليه‏.‏
إلى أن كانت ليلة الأحد سابع شهر شوال من سنة ثمان وستين المذكورة ركبوا نصف الليل‏.‏ وضربوا الكوسات وأنزلوا الملك الأشرف إلى الإسطبل السلطاني وقصدوا مسك أسندمر الناصري وبعض مماليك يلبغا العمري الأشرار‏.‏
وبلغ ذلك أسندمر فمكث في بيته إلى طلوع الشمس‏.‏ ثم ركب من بيته بالكبش فإنه كان سكن فيه بعد قتل يلبغا وتوجه بمن معه إلى قبة النصر ومنها إلى القرافة إلى باب الدرفيل من وراء القلعة فلم يفطن به الأمراء إلا وهو تحت الطبلخاناه السلطانية من القلعة وكبس عليهم من الصوة فهرب أكثر الأمراء وكان غالبهم قد استخدم عنده جماعة من مماليك يلبغا‏.‏
فلما رأى مماليك يلبغا أسندمر ومن معه من خشداشيتهم توجهوا إليهم وتركوا أمراءهم‏.‏
ثم خرج إلى أسندمر آقبغا جلب وطردوا الحاجب ابن اخي آل ملك فقوي أسندمر بهم على الأمراء وصدمهم صدمة هائلة كسرهم فيها كسرة شنيعة وهربوا الجميع إلا ألجاي اليوسفي وأرغون ططر فإنهما ثبتا وقاتلا أسندمر وليس معهما غير سبعين فارسًا‏.‏
فقاتلوا أسندمر وجماعته إلى قريب الظهر فلم يرجع إليهما أحد من أصحابهما فانكسرا وانتصر أسندمر الناصري عليهم وطلع إلى القلعة وقبل الأرض بين يدي الملك الأشرف شعبان فأخلع عليه الأشرف باستقراره أتابكا ومدبر المماليك كما كان يلبغا العمري الخاصكي‏.‏ ثم قبض أسندمر على جماعة من الأمراء وقيدهم وأرسلوا إلى ثغر الإسكندرية فحبسوا بها وهم‏:‏ ألجاي اليوسفي وطغيتمر النظامي وأيدمر الشامي وآقبغا جلب وقطلوبغا جركس وأقطاي وأرغون ططر وقجماس الطازي وجميع هؤلاء مقدمو ألوف‏.‏
ثم قبض على جماعة من الأمراء الطبلخمانات وهم‏:‏ طاجار من عوض ويلبغا شقير وقرابغا شاد الأحواش وقرابغا الأحمدي وقطلوبغا الشعباني وأيدمر الخطائي وتمراز الطازي وآسن الناصري وقراتمر المحمدي‏.‏
ثم أصبح أسندمر في يوم حادي عشر شوال أنعم على جماعة من الأمراء واستقروا مقدمي ألوف بالديار المصرية وأصحاب وظائف فأخلع على أزدمر العزي واستقر أمير مائة ومقدم ألف وأمير سلاح واستقر جركتمر السيفي منجك أمير مائة ومقدم ألف وأمير مجلس واستقر ألطنبغا اليلبغاوي رأس نوبة النوب من إمرة عشرة دفعة واحدة واستقر قطلقتمر العلائي أمير جاندار واستقر سلطان شاه أمير مائة ومقدم ألف وحاجبًا ثانيًا‏.‏
واستقر بيرم العزي دوادارًا بتقدمة ألف وكان جنديًا قبل ذلك فأنعم عليه بإقطاع طغيتمر النظامي ووظيفته وجميع موجوده ومماليكه وحواصله‏.‏ وأنعم على خليل بن قوصون بتقدمة ألف وعلى قبق العزي بتقدمة ألف وعلى أرغون القشتمري بتقدمة ألف وعلى محمد بن طيطق العلائي بتقدمة ألف‏.‏
ثم أنعم على جماعة بإمرة طبلخاناه وهم‏:‏ بزلارالعمري وأرغون المحمدي الآنوكي الخازن وأرغون الأرغوني ومحمد بن طقبغا الماجاري وباكيش السيفي يلبغا وآقبغا آص الشيخوني وسودون الشيخوني وجلبان السعدي وكبك الضرغتمشي وإينال اليوسفي وكمشبغا الطازي وبكتمر العلمي وقماري الجمالي وأرسلان خجا ومبارك الطازي وتلكتمر الكشلاوي وأسنبغا العزي وقطلوبغا الحموي ومأمور القلمطاوي‏.‏
ثم أنعم على جماعة بإمرة عشرات وهم‏:‏ كزك الأرغوني وألطنبغا المحمودي وقرابغا الأحمدي - وهذا غير قرابغا الأحمدي الجلب - وحاجى ملك بن شادي وعلي بن باكيش ورجب بن خضر وطيطق الرماح‏.‏
ثم خلع على جماعة واستقرت جوكندارية وهم‏:‏ مبارك الطازي المقدم ذكره وقرمش الصرغتمشي وإينال اليوسفي‏.‏ وأخلع على تلكتمر المحمدي واستقر خازندارًا على عادته وبهادر الجمالي شاد الدواوين عوضًا عن خليل بن عرام بحكم انتقال ابن عرام إلى نيابة الإسكندرية‏.‏
واستقر أسندمر الزيني في نيابة طرابلس عوضًا عن اشقتمر المارديني وأمسك اشقتمر وحبس بالإسكندرية‏.‏ واستقر طيبغا الطويل الناصري - رفيق يلبغا العمري الخاصكي المقدم ذكره - في نيابة حماة وكان بطالًا بالقدس في تاسع صفر فلم تطل مدته وقبض عليه منها في ذي القعدة واعتقل بالإسكندرية ثانيًا‏.‏
واستهلت سنة تسع وستين والملك الأشرف شعبان كالمحجور عليه مع أسندمر غير أن اسمه السلطان وخليفة الوقت المتوكل على الله وأسندمر الناصري أمير كبير أتابك العساكر ومدبر المملكة ونائب السلطنة مع أمير علي المارديني آلة يتعاطى الأحكام لا غير ونائب دمشق آقتمر عبد الغني ونائب حلب منكلي بغا الشمسي وهو يومئذ يخشى شره ونائب طرابلس منجك اليوسفي ونائب حماة عمر شاه صاحب القنطرة على الخليج خارج القاهرة ونائب صفد أرغون واستمر الأتابك أسندمر على ما هو عليه إلى يوم الجمعة سادس صفر اتفقت عليه مماليك يلبغا الأجلاب وركبوا معهم الأمراء وقت صلاة الجمعة ودخلوا على أسندمر الناصري وسألوه أن يمسك جماعة من الأمراء فمسك أزدمر العزي أمير سلاح وجركتمر المنجكي أمير مجلس وبيرم العزي الدوادار الكبير وبيبغا القوصوني والأمير آخور كبك الصرغتمشي الجوكندار‏.‏
واستمرت المماليك لابسين السلاح وأصبحوا يوم السبت ومسكوا خليل بن قوصون ثم أطلقوه وانكسرت الفتنة إلى عشية النهار وهي ليلة الأحد وقالوا لأسندمر‏:‏ نريد عزل الملك الأشرف وكان أسندمر مقهورًا معهم‏.‏
وبلغ الخبر الملك الأشرف فأرسل في الحال إلى خليل بن قوصون فحضر وركب الملك الأشرف وركب ابن قوصون ومماليك الأشرف الجميع مع أستاذهم وكانوا نحو المائتين لا غير وكان الذين اجتمعوا من مماليك يلبغا فوق الألف وخمسمائة‏.‏
وركب مع الملك الأشرف جماعة من الأمراء الكبار مثل أسنبغا ابن الأبو بكري وقشتمر المنصوري في آخرين وضربت الكوسات واجتمع على السلطان خلق كثير من العوام‏.‏
ولما بلغ أسندمر الناصري ركوب الملك الأشرف أخذ جماعة من مماليك يلبغا وطلع من خلف القلعة كما فعل أولًا في واقعة آقبغا الجلب وتقدمت مماليك يلبغا وصدموا المماليك الأشرفية وتقاتلوا‏.‏ وبينما هم في ذلك جاء أسندمر بمن معه من تحت الطبلخاناه كما فعل تلك المرة فعلم به الأشرفية والأمراء فمالوا عليه فكسروه أقبح كسرة وقرب أسندمر ثم أمسك وتمزقت المماليك اليلبغاوية‏.‏
فلما جيء للأشرف بأسندمر وحضر بين يديه شفعت فيه الأمراء الكبار فأطلقه السلطان ورسم له أن يكون أتابكًا على عادته‏.‏
ورسم له بالنزول إلى بيته بالكبش ورسم للأمير خليل بن قوصون أن يكون شريكه في الأتابكية‏.‏ فنزل أسندمر إلى بيته ليلة الاثنين وأرسل السلطان معه الأمير خليل بن قوصون صفة الترسيم وهو شريكه في وظيفة الأتابكية ليحضره في بكرة نهار الاثنين‏.‏ فلما نزلا إلى الكبش تحالفا وخامرا ثانيًا على السلطان‏.‏
وأجتمع عند أسندمر وخليل بن قوصون في تلك الليلة جماعة كبيرة من مماليك يلبغا وصاروا مع أسندمر كما كانوا أولًا‏.‏ وأصبحا يوم الاثنين وركبا إلى سوق الخيل‏.‏
فركب السلطان بمن معه من الأمراء والمماليك الأشرفية وغيرهم فالتقوا معهم وقاتلوهم وكسروهم وقتلوا جماعة كبيرة من مماليك يلبغا‏.‏ وهرب أسندمر وابن قوصون واشتغل مماليك السلطان والعوام بمسك مماليك يلبغا يمسكونهم ويحضرونهم عرايا مكشفي الرؤوس‏.‏ وتوجه فرقة من السلطانية إلى أسندمر وابن قوصون فقبضوا عليهما وعلى ألطنبغا اليلبغاوي وجماعة أخر من الأمراء اليلبغاوية فقيدوا وأرسلوا إلى سجن الإسكندرية‏.‏
هلال شعبان جهرًا لاح في صفر بالنصر حتى أرى عيدًا بشعبان وأهل كبش كأهل الفيل قد أخذوا رغمًا وما انتطحت في الكبش شاتان ثم جلس الملك الأشرف شعبان في الإيوان وبين يديه أكابر الأمراء ورسم بتسمير جماعة من مماليك يلبغا نحو المائة وتوسيطهم ونفى جماعة منهم إلى الشام وأخذ مال أسندمر وأنفق على مماليكه لكل واحد مائة دينار ولكل واحد من غير مماليكه خمسون دينارًا‏.‏
ورسم للأمير يلبغا المنصوري باستقراره أتابك العساكر هو والأمير ملكتمر الخازندار وأنعم على كل منهما بتقدمة ألف‏.‏ وأنعم على تلكتمر بن بركة بتقدمة ألف عوضًا عن خليل بن قوصون وكان ذلك في سادس عشر صفر‏.‏
ثم أصبح السلطان من الغد في يوم الثلاثاء سابع عشر صفر قبض على يلبغا المنصوري المذكور ورفيقه تلكتمر المحمدي لأنهما أرادا الإفراج عن مماليك يلبغا العمري وقصد يلبغا المنصوري أن يسكن بالكبش فمسكهما الملك الأشرف وأرسلهما إلى الإسكندرية‏.‏ ثم أرسل السلطان بطلب الأمير منكلي بغا الشمسي نائب حلب إلى الديار المصرية فحضرها بعد مدة وأخلع عليه السلطان خلعة النيابة بديار مصر فأبى أن يكون نائبًا فأنعم عليه بتقدمة ألف وجعله أتابك العساكر وتولى نيابة حلب عوضه طيبغا الطويل وكان أخرجه من سجن الإسكندرية ثم زوج السلطان أخته للأمير منكلي بغا الشمسي المذكور فتزوجها وأولدها بنتا تزوجها الملك الظاهر برقوق وعاشت بعد الملك الظاهر إلى أن ماتت في سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة بقاعتها بخط الكعكين من القاهرة‏.‏
ثم رسم الملك الأشرف أن يفرج عن طغيتمر النظامي وأيدمر الخطائي وألجاي اليوسفي وكانوا محبوسين بالإسكندرية فحضروا إلى بين يدي السلطان وقبلوا الأرض بين يديه‏.‏ وخلع السلطان على بكتمر المؤمني واستقر أمير آخور كبيرًا بتقدمة ألف وهو صاحب المصلاة والسبيل بالرميلة‏.‏
ثم رسم السلطان بإحضار الأمير آقتمر عبد الغني فلما وصل آقتمر إلى مصر أخلع عليه السلطان باستقراره حاجب الحجاب بالديار المصرية‏.‏ وكان آقتمر هذا قد ولي نيابة السلطنة بالديار المصرية قبل نيابة الشام وتولى نيابة دمشق بعده بيدمر الخوارزمي قليلًا ثم عزل واستقر عوضه في نيابة دمشق منجك اليوسفي نائب طرابلس واستقر في نيابة طرابلس بعد منجك أيدمر الآنوكي‏.‏ ثم أخلع السلطان على الأمير الأكز الكشلاوي باستقراره شاد الدواوين عوضًا عن بهادر الجمالي‏.‏ ثم أفرج عن الأمير أرغون ططر وأخلع عليه واستقر أمير شكار بتقدمة ألف‏.‏
ثم رسم بإحضار قطلوبغا الشعباني من الشام فحضر بعد مدة‏.‏ ثم في ثامن عشر جمادى الآخرة استقر الأمير آقتمر الصاحبي دوادارًا عوضًا عن آقبغا بن عبد الله بإمرة طبلخاناه‏.‏ واستقر طغيتمر العثماني شاد الشراب خاناه‏.‏
واستقر بشتك العمري رأس نوبة ثانيًا‏.‏
ثم وقع الوباء بالديار المصرية حتى بلغت عدة الموتى في اليوم أكثر من ألف نفس وأقام نحو الأربعة أشهر وارتفع‏.‏
وفي هذه السنة أيضًا وهي سنة تسع وستين وسبعمائة قصدت الفرنج مدينة طرابلس الشام في مائة وثلاثين مركبًا من الشواني والقراقير والغربان والطرائد وصحبتهم صاحب قبرس وهو المقدم ذكره عليهم وكان نائبها وأكثر عسكرها غائبين عنها‏.‏
فاغتنمت الفرنج الفرصة وخرجوا من مراكبهم إلى الساحل فخرج لهم من طرابلس بقية عسكرها بجماعة من المسلمين فتراموا بالنبال ثم اقتتلوا أشد قتال‏.‏ وتقهقر المسلمون ودخل المدينة طائفة من الفرنج فنهبوا بعض الأسواق‏.‏
ثم إن المسلمين تلاحقوا وحصل بينهم وبين الفرنج وقائع عديدة استشهد فيها من المسلمين نحو أربعين نفرًا وقتل من الفرنج نحو الألف وألقى الله تعالى الرعب في قلوب الفرنج فرجعوا خائبين‏.‏ وفي هذه السنة قوي أمر الملك الأشرف في السلطنة وصار تدبير ملكه إليه‏:‏ يعزل ويولي من غير مشورة الأمراء وصار في الفلك من غير منازع ولا معاند وحسنت سيرته وأحبته الرعية إلى الغاية وصار يقصد المقاصد الجميلة مما سيأتي ذكره‏.‏
ثم في أول جمادى الآخرة عزل الأشرف أسنبغا بن الأبو بكري عن نيابة حب بالأمير قشتمر المنصوري‏.‏
ثم قبض السلطان على أرغون العجمي الساقي أحد المماليك السلطانية بسبب أنه سرق أحجارًا مثمنة من الخزانة السلطانية وباعها على الفرنج وفيها حجر يعرف بوجه الفرس فجاء به الفرنج إلى منجك اليوسفي نائب الشام فعرفه وأرسله إلى السلطان وأخبره بخبر أرغون العجمي وكيف باعه للفرنج فصفح السلطان عنه ونفاه إلى الشام‏.‏
ثم في يوم السبت العشرين من شهر رمضان نفى السلطان الأمير آقتمر الصاحبي الدوادار الكبير إلى الشام لأمر وقع بينه وبين الأمير ألجاي اليوسفي‏.‏
وفي تاسع عشر ذي القعدة أحضر الأمير بيدمر الخوارزمي المعزول عن نيابة الشام قبل تاريخه وأدخل إلى قاعة الصاحب بقلعة الجبل وطلب منه ثلاثمائة ألف دينار وكان متولي أمره علي بن محمد بن كلبك التركماني فعصر يوم الثلاثاء حادي عشرين ذي القعدة ثم أفرج عنه ونفي إلى طرابلس بعد أن أخذ منه مائة ألف دينار‏.‏
ولما بلغ الملك الأشرف ذلك عظم عليه وأرسل تقليدًا للأمير اشقتمر المارديني بنيابة حلب على يد الأمير قطلوبغا الشعباني وعزل حيارًا عن إمرة العرب وولاها لزامل‏.‏
ثم أنعم الملك الأشرف في هذه السنة على ألوف بتقادم وطبلخانات وعشرات فممن أنعم عليهم بتقدمة ألف‏:‏ الأمير بهادر الجمالي وبشتك العمري‏.‏ وممن أنعم عليه بإمرة طبلخاناه‏:‏ صراي الإدريسي وبيبغا القوصوني وأحمد بن اقتمر عبد الغني وأحمد بن قنغلي وخليل بن قماري الحموي وطغيتمر الحسيني وحسين بن الكوراني وأرغون شاه الأشرفي‏.‏
وكان أمير الحاج في هذه السنة بهادر الجمالي‏.‏ وحجت في هذه السنة أيضًا خوند بركة والدة السلطان الملك الأشرف صاحب الترجمة بتجمل زائد ورخت عظيم وبرك هائل وفي خدمتها من الأمراء الألوف‏:‏ بشتك العمري وبهادر الجمالي أمير الحاج ومائة مملوك من المماليك السلطانية الخاصكية‏.‏
وكان من جملة ما معها بحرب الحجاز كوسات وعصائب سلطانية وعدة محفات بأغطية زركش وعدة محاير كثيرة بأفخر زينة‏.‏
وحمل معها أشياء كثيرة يطول الشرح في ذكرها من ذلك‏:‏ قطر جمال عليها مزروع خضر وغير ذلك‏.وحجت وعادت إلى الديار المصرية بعد أن احتفل جميع أمراء الدولة إلى ملاقاتها‏.‏ ولما وصلت إلى القلعة أثنت على بهادر الجمالي فأخلع السلطان عليه‏.‏
ثم بعد مدة في يوم حادي عشرين المحرم من سنة إحدى وسبعين وسبعمائة أخلع السلطان على الأمير بهادر الجمالي واستقر به أمير آخور كبيرًا عوضًا عن الأمير بكتمر المؤمني بعد موته واستقر الأمير تلكتمر من بركة أستادارًا عوضًا عن بهادر الجمالي المذكور واستقر أرغون شاه الأشرفي أمير مجلس عوضًا عن تلكتمر المنتقل إلى الأستادارية ثم نقل أرغون شاه المذكور بعد مدة يسيرة من وظيفة أمير مجلس إلى وظيفة رأس نوبة النوب بعد موت بشتك العمري‏.‏
ثم في سنة ثلاث وسبعين عزل السلطان الأمير اشقتمر المارديني عن نيابة حلب بالأمير عز الدين أيدمر الدوادار‏.‏
وفي سنة ثلاث وسبعين المذكورة رسم السلطان الملك الأشرف أن الأشراف بالديار المصرية والبلاد الشامية كلهم يسمون عمائمهم بعلامة خضراء بارزة للخاصة والعامة إجلالًا لحقهم وتعظيمًا لقدرهم ليقابلوا بالقبول والإقبال ويمتازوا عن غيرهم من المسلمين‏.‏ فوقع ذلك ولبسوا الأشراف العمائم الخضر التي هي الآن مستمرة على رؤوسهم‏.‏
وكان السلطان الملك الأشرف قبل ذلك قد استجد في كل سنة عند طلوعه من هذه السرحة وهي توجه السلطان إلى ربيع الخيل أن يلبس الأمراء الخاصكية مقدمي الألوف أقبية حرير بفرو سمور بأطواق سمور بطرز زركش والطبلخانات والعشرات أقبية حرير بطرز زركش منها ما هو بفرو قاقم ومنها ما هو بفرو سنجاب‏.‏
ثم بعد ذلك نزل السلطان في يوم الثلاثاء سادس عشر ذي القعدة سنة أربع وسبعين ووالدته معه وهي متمرضة إلى الروضة تجاه مصر القديمة بمنظرة الأمير طشتمر الدوادار فأقام فيها يوم الثلاثاء والأربعاء وصحبته جميع الأمراء وطلع يوم الخميس إلى القلعة‏.‏
واستمرت أم السلطان متمرضة إلى أن ماتت في ذي الحجة وهي في عصمة ألجاي اليوسفي وصلى عليها ابنها السلطان الملك الأشرف ودفنت بمدرستها التي عمرتها بخط التبانة خارج القاهرة بالقرب من باب الوزير‏.‏
ووجد عليها ولدها الملك الأشرف وجدًا عظيمًا لأنها كانت من خيار نساء عصرها دينًا وخيرًا وصدقة ومعروفًا‏.‏
وكثر الكلام بين السلطان وبين ألجاي اليوسفي حتى غضب ألجاي وخرج عن طاعة الملك الأشرف ولبس هو ومماليكه آلة الحرب ولبست مماليلك السلطان أيضًا‏.‏ وركب السلطان بمن معه من أمرائه وخاصكيته وباتوا الليلة لابسين السلاح إلى الصباح‏.‏ فما كان نهار الأربعاء سابع المحرم كانت الوقعة بين الملك الأشرف شعبان وبين زوج أمه الأتابك ألجاي اليوسفي فتواقعوا إحدى عشرة مرة وعظم القتال بينهما حتى كانت الوقعة الحادية عشرة انكسر فيها ألجاي اليوسفي وانهزم إلى بركة الحبش‏.‏
ثم تراجع أمره وعاد بمن معه من على الجبل الأحمر إلى قبة النصر فطلبه السلطان الملك الأشرف فأبى فأرسل إليه خلعة بنيابة حماة فقال‏:‏ أنا أروح بشرط أن يكون كل ما أملكه وجميع مماليكي معي فأبى السلطان ذلك وباتوا تلك الليلة‏.‏
فهرب جماعة من مماليك ألجاي في فلما كان صباح يوم الخميس ثامن المحرم أرسل السلطان الأمراء والخاصكية ومماليك أولاده وبعض المماليك السلطانية إلى قبة النصر إلى حيث ألجاي فلما رآهم ألجاي هرب فساقوا خلفه إلى الخرقانية‏.‏
فلما رأى ألجاي أنه مدرك رمى بنفسه وفرسه إلى البحر ظنا أنه يعدي به إلى ذلك البر وكان ألجاي عوامًا فثقل عليه لبسه وقماشه فغرق في البحر وخرج فرسه‏.‏ وبلغ الخبر السلطان الملك الأشرف فشق عليه موته وتأسف عليه‏.‏
ثم أمر بإخراجه من النيل فنزل الغواصون وطلعوا به وأحضروه إلى القلعة في يوم الجمعة تاسع المحرم في تابوت وتحته لباد أحمر فغسل وكفن وصلى عليه الشيخ جلال الدين التباني ودفن في القبة التي أنشأها بمدرسته برأس سويقة العزي خارج القاهرة والمدرسة معروفة وبها خطبة‏.‏ وكان ألجاي من أجل الأمراء وأحسنها سيرة‏.‏
ثم قبض السلطان على مماليك ألجاي ونودي بالمدينة أن كل من لقي أحدًا منهم يحضره إلى السلطان ويأخذ له خلعة‏.‏
ثم أخذ السلطان أولاد ألجاي وهم إخوته لأمه ورتب لهم ما يكفيهم واحتاط على سائر موجود ألجاي وأخذ جميع مماليكه وصفح عنهم وجعلهم في خدمة ولديه‏:‏ أمير علي وأمير حاج‏.‏ ثم قبض السلطان على جماعة من الأمراء ممن كان يلوذ بالأمير ألجاي وهم‏:‏ صراي العلائي وسلطان شاه بن قراجا وطقتمر الحسني وعلي بن كلبك وصادره‏.‏
ثم أمسك بيبغا القوصوني وخليل بن قماري الحموي فشفع فيهما الأمير طشتمر الدوادار‏.‏ ثم في آخر صفر رسم السلطان بنفي جماعة إلى البلاد الشامية وهم‏:‏ محمد شاه دوادار ألجاي وخليل بن عرام المعزول عن نيابة الإسكندرية وعلي بن كلبك وآقبغا البشمقدار خازندار ألجاي‏.‏ وكان السلطان في تاسع المحرم رسم لبوري الحلبي الخازندار أن يتوجه إلى طرابلس لإحضار نائبها الأمير عز الدين أيدمر الدوادار الناصري إلى مصر فتوجه بوري إليه وأحضره‏.‏
فلما مثل بين يدي السلطان أخلع عليه باستقراره أتابك العساكر بالديار المصرية عوضًا عن ألجاي اليوسفي وتولى عوضه نائب طرابلس الأمير يعقوب شاه‏.‏ وبعد موت ألجاي أنعم السلطان على جماعة من الأمراء بإقطاعات ووظائف فأخلع على الأمير صرغتمش الأشرفي باستقراره أمير سلاح خاصكيًا يجلس بالإيوان في دار العدل واستقر أرغون الأحمدي اللالا أميرًا كبيرًا برانيًا وأجلس بالإيوان قاله العيني في تاريخه ووافقه غيره‏.‏
قلت‏:‏ فيكون على هذا الحكم تلك الأيام أمير كبير خاص وأمير كبير براني وأمير سلاح خاص وأمير سلاح براني وهذا شيء لم يسمع بمثله‏.‏ انتهى ثم أنعم السلطان على قطلوبغا الشعباني بتقدمة ألف واستقر رأس نوبة ثانيًا‏.‏ قلت‏:‏ وهذه الوظيفة الآن هي وظيفة رأس نوبة النوب‏.‏ ورأس نوبة نوب تلك الأيام قد بطلت من الدولة الناصرية فرج بن برقوق‏.‏
وكانت تسمى رأس نوبة الأمراء وآخر من وليها آقباي الطرنطاوي الحاجب‏.‏ ثم أخلع على جماعة وأنعم عليهم بإمرة طبلخانات وهم‏:‏ أحمد بن يلبغا العمري الخاصكي واقتمر الصاحبي وتمرباي الحسني وإينال اليوسفي وعلي بن بهادر الجمالي وبلوط الصرغتمشي ومختار الطواشي الحسامي مقدم الرفرف‏.‏ قلت‏:‏ وأيضًا هذا شيء لم يسمع بمثله من أن يكون بعض خدام الأطباق أمير طبلخاناه‏.‏ وأغرب من ذلك أن مقدم المماليك في زماننا هذا إقطاعه إمرة عشرة ضعيفة‏.‏ انتهى‏.‏
ثم ندب السلطان الأمير يلبغا الناصري للسفر إلى دمشق لإحضار نائبها الأمير منجك اليوسفي فسار من وقته إلى أن وصل إلى دمشق وأحضر الأمير منجك المذكور‏.‏ ووصل منجك إلى الديار المصرية وصحبته أولاده ومملوكه جركتمر وصهره آزوس المحمودي بعد أن احتفل أهل الدولة لملاقاته وخرجت إليه الأمراء إلى بين الحوضين خارج قبة النصر‏.‏
وطلع إلى القلعة من باب السر وسائر الأمراء والخاصكية مشاة بين يديه في ركابه مثل أيدمر الدوادار ومن دونه بإشارة السلطان‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Princess

Princess



 السلطان الملك الأشرف أبو المفاخر شعبان Empty
مُساهمةموضوع: رد: السلطان الملك الأشرف أبو المفاخر شعبان    السلطان الملك الأشرف أبو المفاخر شعبان Icon-new-badge28/8/2011, 00:14

مجهودك رائع

مشكووووووووووووووووورة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
دلع المنتدى

دلع المنتدى



 السلطان الملك الأشرف أبو المفاخر شعبان Empty
مُساهمةموضوع: رد: السلطان الملك الأشرف أبو المفاخر شعبان    السلطان الملك الأشرف أبو المفاخر شعبان Icon-new-badge28/8/2011, 01:31

لا شكر على واجب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
السلطان الملك الأشرف أبو المفاخر شعبان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سبب انسحاب وفد جامعة السلطان قابوس من المشاركة في المهرجان المسرحي الثالث بجامعة الملك سعود 1434 , اساب وتفاصيل انسحاب وفد جامعة السلطان قابوس عمان من المشاركة في المهرجان المسرحي الثالث لجامعات دول مجلس التعاون الخليجي بجامعة الملك سعود 1434
» دعاء نصف شعبان , دعاء نصف شعبان عمرو خالد , دعاء نصف شعبان 2013 , دعاء نصف شعبان كامل , دعاء نصف شعبان يوتيوب , دعاء نصف شعبان المعظم
» صور وفاة يوسف شعبان الاحد 16-12-2012 , فيديو لحظة وفاة يوسف شعبان , اسباب وتفاصيل وفاة يوسف شعبان , حقيقة وفاة يوسف شعبان , هل مات يوسف شعبان , موت وفاة يوسف شعبان , كيف مات يوسف شعبان
» صورحريم السلطان‎ أبطال مسلسل حريم السلطان , اجمل صور هيام بطلة مسلسل حريم السلطان 2013 , صور هيام بطلة مسلسل حريم السلطان 2013 , جديد صور ابطال مسلسل حريم السلطان 2012 احدث صور لابطال مسلسل حريم السلطان , صور مريم بطلة حريم السلطان
» متى رؤية هلال شهر شعبان 1434 , متى غرة شهر شعبان , متى الاول من شعبان 1434 , غرة شهر شعبان , شهر شعبان 1434 كام يوم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اربد :: المنتدى العلمي :: منتدى التاريخ :: السيرة الذاتية-
انتقل الى: