تنفذ شركة مشروعا لرفع كفاءة الري في وادي الأردن بكلفة إجمالية تبلغ (4) مليون يورو مقدمة من وكالة التنمية الفرنسية.
وقال مدير شركة ميرة لتطوير اساليب الري الزراعة المهندس ليث الواكد أن المشروع المملوك لسلطة وادي الأردن ينفذ بشقين الأول يختص بعمليات صيانة وتوزيع شبكات المياه والأنابيب مع السلطة لرفع كفاءتها والثاني بتقديم الدعم المباشر للمزارع من خلال تركيب شبكات الري والتي تتحمل الشركة (60%) من تكاليفها بالإضافة للتوعية والمحاضرات.
ويشمل المشروع الذي يستمر (3) سنوات ما يقارب (1200) وحدة زراعية تم تنفيذه في (800) وحدة وما زال العمل جاريا في الباقي كما أنه يعتبر المشروع الوحيد من نوعه الذي يقدم الدعم المباشر للمزارعين الذين يتلمسون الفرق بين الأنظمة التقليدية للري والأنظمة المتقدمة التي يتم تركيبها لهم.
واعتبر الواكد في حديثه مع الصحفيين أثناء جولتهم على المنطقة أن المشكلة تكمن في الأساس في تصميم شبكات ري المياه السابقة والتي كانت تستنزف كميات كبيرة من المياه.
وأشار المهندس الواكد الى أن المشروع حاول أن يكيف المزارعين مع كمية المياه المتوفرة لديهم الآن، مشيرا الى أن كمية المياه هي أقل بأضعاف من كمية المياه التي كانت متوفرة قبل (40) عاما مثلا لذا من الصعب الاستمرار في الري على نفس الطريقة.
واستطاع المزارعون تلمس الفارق بأنفسهم بعد أن تحولوا للري بالطرق الحديثة التي تعتمد على الري بالتنقيط من أجل استغلال أمثل للمياه في ظل شحها من مصادرها.
ويمتد المشروع في منطقة الأغوار الشمالية وعلى طول (40)كم من منطقة العدسيه وحتى منطقة أبو هابيل ويغطي (36) ألف دونم أي ما يقارب (1200) مزرعة وكل مزرعة تحتوي على حوالي (30) دونم مشيرا أن العمل انتهى في (800) مزرعة.
وعلى الرغم من صعوبة تغيير قناعة المزارعين الذين يعملون على الطرق التقليدية منذ مئات السنين، بين الواكد أن عملية التغيير واجهتها بعض الصعوبات في البداية خصوصا أن المزارعين يقومون بالزراعة بذات الطريقة بشكل متوارث، إلا أنه أشار أن الاستعانة بمزارع نموذجية تم تركيب كافة أنظمة الري فيها وتنظيم جولات للمزارعين للإطلاع على آليات الري وإقامة محاضرات توعوية لتشجيعهم على استخدام هذه التقنيات.
ولفت الواكد الى أن كفاءة توفير المياه من خلال استخدام الأنظمة الجديدة يتراوح بين (80-90%) في حين أنه كان سابقا وقبل استخدام هذه الانطمة لا يزيد عن (55%) وأن القياس العالمي لكفاءة توفير المياه هو (80%).
وألمح الواكد أن الشركة تدرس تنفيذ مشروع آخر في المنطقة الشمالية الشرقية للقناة ومن المتوقع أن يخدم المشروع (600) وحدة بكلفة إجمالية تصل إلى (750) ألف دينار.
من جهته، قال المزارع ورئيس جمعية مستخدمي المياه في المضخة (33) في الأغوار الشمالية محمد قاسم قويسم أن برامج تقنين الري التي كانت تقام في السابق لم تكن تحمل الكثير من الفائدة في حين أن المزارع استطاع لمس الفرق والاقتناع بعد بدء تنفيذ المشروع الحالي.
وأضاف قويسم أن عدد المزارعين في منطقته (205) استفاد منهم ما يقارب (190) مزارعا من المشروع، مبينا أن إنتاجهم تحسن بشكل واضح وأنهم جميعا تلمسوا الفرق.
وبوجه بشوش استقبل علي الرياحنه الصحفيين وهو أحد المزارعين المستفيدين من المشروع وصاحب مزرعة ريادية يوجد فيها (5) أنظمة للري، قائلا أن الشجر «يرتوي بشكل أكبر من خلال استخدام هذه التقنيات».
و قال المزارع محمد أحمد صبح والذي يمتلك (100) دونم في المنطقة أنه كان يستهلك في السابق كميات كبيرة من المياه لري أرضه إلا أنه الآن يستخدم كمية أقل بأضعاف وأن الكفاءة في الري أيضا تحسنت بأضعاف.
وقام المشروع بدعم سلطة مياه وادي الأردن بتقديم ما يقارب (150-200) ألف دينا من خلال توفير بعض وسائل التكنولوجيا لتسهيل سير العمل حيث قدم للسلطة (14) سكوتر وسيارتين والأنابيب والمضخات.