دخــــلت عزلـته الحالكة الظلام ..
وأسمع ..أنين بين دمــع وكلام ..
يندب الدنيا.. ويشتم البشر النيام ..
لا زلت لا أدركه..لا أفهمـه ..ولم تفهمه الانام..
يضيع بين الالم ..وغدر الدنيا وبين السقـام ..
ويعزف مقطوعة بالناي..بعثرت الكوابيس بين الاحلام ..
لا زلت ..لا أدركه..لكن أستمع لنبض قلبه ..يناسق الانغام ..
غموض..يحيطه..أسأله ..يجيبني صمت ذابح .بعلامات الاستفهام؟؟؟
لازال يدفن حزنــه بقلبه ..و يلف جسده بكفنه..وعلى ارض بارده مبتلة ينام
أمـره غريبـــ
عزفه كئيبـــ
مريض بلا طبيبـــ
وحيد..بلا حبيبــ
ينــادي بلا صوت ..ولا مجيبـــ
يشعـر بوجودي ..ويلح على الصمت العجيبــ
***
متألم ..ويؤلم حتى حجرنه..البارده الصغيره ..وبدمه خط على الجدران..
خط..أنا ..من عاش ماض لا ينتسى..بل ذكــر حتى النسيان ..
وكلما أقتربت ..سمعت صوت قطرت تتساقط ..ظننتها من العينان ..
ظننتها دموعه ..تهطـل ..وتهز كل هدب..وتحـــرق باللوعة الأجفــان..
فأقتربت خطوة أخرى..فأذا بتلك القطرات..دم ينزف من الشريان..
كان يحتضر..وينزف من جرح عميق في صدره..كان قريبا من قلبه ذاك المكان..
أحمر الدم على أبيض الكفن ..كان منظــرا..أبكى حتى ضحكتي..اه منك يا زمان..
أسأله:ماللذي يضنيك وعلى الارض يبكيكــ ويدميكــ يا أنسان؟ كنت بسؤالي أرجوا من الصمت أن ينطق ..فمن الالم ..عجــز حتى اللسـان..
كان يحتضر..وكانت أخر لحظات أنفاسه..نادما على عمره في الماضي والأن ..
فجأة أنطفأت أخـر شمعه في الحجره..وساد الصمت حتى العزف وألألحــان..
وهطلت قطرة من أدمعي..دون شعور ولا وجـــــدان ..
شعرت بذبول ..كأنني عانيت من يتم ..وغرقت في غدر كلمتان ..
موت..وحياة ..سكبا على بشر ذات الألم ..وهما بالمعنى متعاكسان ..
انا ألومك أنت يا موتـ..لقد صلبت الدنيا حال هذا البشر الضمآن ..
وجعلته سجين الوحــده ..رفيق الظلمه ..وحكمه الاعدام ..وسبيله الأحـزان ..
والأن انت ..ياموت..تذيقه ذات العذاب ومعه ضعفــــان...
ربي أرحم روحـــه..التي شربت من كأس الموت بالحياة ..وعند الاحتضار ..
صار موته مرتـــان..
.....................
....................