كأننا عشرون مستحيل
في اللد والرملة والنقب والجليل
هنا… على صدوركم باقون كالجدار
وفي حلوقكم كقطعة زجاج كالصبار
وفي عيونكم زوبعة من نار
هنا… على صدوركم، باقون كالجدار
نجوع …نعرى….نتحدى
ننشد الاشعار
ونملأ الشوارع الغضاب بالمظاهرات
ونملأ السجون كبرياء
ونصنع الاطفال …جيلا ثأئراً وراء جيل
كأننا عشرون مستحيل
في اللد والرملة والنقب والجليل..
إنا هنا باقون فلتشربوا البحرا..
نحرس ظل التين والزيتون
ونزرع الافكار، كالخمير في العجين
برودة الجليد في اعصابنا
وفي قلوبنا جهنم حمراء
إذا عطشنا نعصر الصخر
ونأكل التراب ان جعنا
ولا نرحل !!
وبالدم الزكي لا نبخل…. لا نبخل
هنا لنا ماض ٍ… وحاضر.. ومستقبل
******
نعم نحن باقون هنا ..
هذه الأرض من الماء إلى الماء .. لنا
هذه الأرض من النهر إلى البحر .. لنا
ومن الفاء إلى النون .. لنا
ومن نشوء الأرض إلى قيام الساعة .. لنا
ومن القلب إلى القلب .. لنا
ومن الآه إلى الآه … لنا
كل دبوس إذا أدمى بلادي ..
هو في قلبي أنا …
نحن باقون هنا …
فهذه الأرض هي الأم التي ترضعنا …
وهي الخيمة، والمعطف، والملجأُ …
والثوب الذي يسترنا …
وهي السقف الذي نأوي إليهِ …
وهي الصدر الذي يدفئنا …
وهي الحرف الذي نكتبه …
وهي الشعر الذي يكتبنا …
كلما هم أطلقوا سهماً عليها …
غاص في قلبي أنا ..
ويا فدائي يا اخر البنادق
ها أنت ترجع مثل سيف متعبٍ …
لتنام في قلب فلسطين أخيراً …
يا أيها النسر المضرج بالأسى …
كم كنتَ في الزمن الرديء صبورا …
كسَرَتْكَ نكبة وطنك ومن رأى …
جبلاً بكل شموخه مقهورا …
ما كان يمكن أن تعيش لكي ترى …
باب العرين مخلّعاً .. مكسورا
فخذ الخريطة …
ورتبها كما تشاء …
فالقارات أنت …
والبحار أنت …
وأنا أنت …
من اسمك تبدأ جغرافية المكان …
ومن عينيك تأخذ البحار ألوانها …
ومن ثغرك يولد الليل والنهار …
ومن إيقاعات رشاشك …
ومن شرايين يديك …
أُولد أنا …
لكي أحيي حلمك …
لكي أغرد معك بأننا …
<< صامدون هنا