الخسوف والكسوف ظاهرة أم آية
لقد جاء في الحديث الصريح الصحيح
من عدة روات في البخاري ومسلم
تكرر فيها قوله صلوات الله وسلامه
عليه : (يخوف الله بهما عباده )
البخاري ومسلم وأبي داؤد والنسائي
وجاء التصريح بأنه آية (ولكنهما من آيات الله )مسلم
كما جاء عند بنحو هذا عند البخاري وبقية المحدثين
بل جاء في رواية أبي داؤد
(فإذا كسفا فافزعوا إلى الصلاة )
ولذا نقول بعد هذا أن الخسوف والكسوف أية تخويف
وليست ظاهرة كونية عادية بل هي شيء غير طبيعي
يكون في الكون يدل بدلالة الظاهر والباطن على يوم القيامة
فأما الظاهر فهو ماثبت علمياً أن الشمس والقمر يقتربان من
بعضهم في الكسوف ويكونان في خط واحد وكلما جاء كسوف
أو خسوف اقتربا أكثر فأكثر وهذا تحقيق لقول الله تعالى:
(وجمع الشمس والقمر) فإذا ثبت علميا هذا وقد ثبت فهذا
يعني أن مجرد الخسوف والكسوف تحذير بقرب قيام الساعة
وأما دلالة الباطن فلأن الكسوف أو الخسوف فيه شدة جذب
كما جاء عند علماء الجيلوجيا فقد تحدث زلازل في القشرة
الأرضية للصفيحة المقاربة للشمس وغير ذلك من الأمور الباطنة
ولكن ليس هناك علاقة طردية أبدا بموضوع الذنوب من كثرتها
أو عدمها أو قلتها بحدوث الخسوف والكسوف فلا يجوز أن
يقال أن الخسوف والكسوف بسبب الذنوب والمعاصي بل هي
آيات تخويف وزواجر تدعوا للتوبة وتذكر بيوم القيامة فقط وليست عقوبة