سبع مرايا للأنوثة.. \ نجم الدين سمان
لا أنثى سِوَى... في الحُلْمِ!.
وحولي... نساءٌ
كأطيافِ الضوءِ في الظلِّ.
كلُّ واحدةٍ جميلةُ... ذاتِها
تأخذني إليها... مُفْرَداً
وتٌغادرني؛ مهزوماً... كُلِّي.
الأولى: وَعْلَةٌ... في سهولِ اللهْ
شموعُ ملائكةٍ
أجراسُ الندى
هديلُ يَمَامٍ
بياضُ الفُلِّ.
روحي... لأجلها خُلِقَتْ
لأجسادِ أنوثتها... جسدي
لولاها... ما كُنْتُ
ما كانتْ... لولايْ
ولا اختار ربِّي لحبِّها... إلاّيْ
عَبَرْتُ عُمْرَها... وَجْداً
كما لَوْ أنّي... ماؤُهَا
كما لو أنها... ضِفَّتايْ:
امتزاجُ مالحٍ... بالعَذْبِ.
فلمَّا صِرْتُ نِصْفها
وأيقَنَتْ أنها... نِصْفِي
تركتني أَهُشُّ
بنصفِ الذي تركَتْ:
ما تبقَّى لها... مِنْ عُمْري
وتركتها نصفاً
لِيَلُوذَ بها؛ طائِعاً... نِصْفِي!
ثانيتهُنَّ... غزالةٌ
ما زلتُ أعشَقُهَا
كما لو أنَّها... فِيَّ
حنينُ النايِ... للقَصَبِ
غزالةٌ... تدنو
لتَفْلَتَ مِنِّي.
عيناها... غاباتٌ
ويتشهَّى البحرُ... رَفَّةَ الهُدُبِ
كأني رَمْلٌ... لتعبرني إليهِ
وتنسى أثرَ قدميها
كلما ركضتْ.
ودوائِرَ فتْنَتِهَا
كلما استرختْ... من التَعَبِ
تلهو... بما شاءَتْ
لترقصَ فيها... طفلةٌ
قبلَ أنوثتِهَا
وقبلَ رجولةِ... الرَجُلِ.
اكتبُ خَصْرَهَا... مناماتٍ
وتكتبني عيناها باّّّهةِ الماءِ
لم يَكَدْ... يَلْمَسُ جَمْري،
شفتاها... عِنَبٌ
رِضابُهَا... خمري،
زَغَبُ حمامتينِ... نهداها
فِتْنَةُ... الكرزِ
بطنها... مَلْمَسُ غيمةٍ
حوضها... شَهْقةُ غجريّةٍ
صُرَّتُهَا... لُغْزِي.
أقرأ... جَبْهَتها:
مازلتُ... أهواكَ
كأني أعشقُ نفسي... فيكَ
فَكُفَّ... أرجوكَ
عن حُبِّي!.
الثالثة: تُحِبُّني
من غَيْرِ إفْصَاحٍ
وأعشقُ صَمْتها... فيَّ
حُبَّها... من طَرَفٍ
والواحدُ مِنَّا
لا يُثَنِّيْهِ... واحِدُهُ
فإذا التقينا... اثنينِ معاً
والنبيذُ... ثالثُنَا
ارتجفتْ من عِشْقها
خَوْفَ نعجةٍ من... الذِئْبِ!.
لا يَقْتُلُ وَجْدَكِ
يا مَنْ تُحبّينَ
سوى خَوْفِي... مِنْهُ
ولا يُشْفِيْكِ منهُ... سيدتي
سوى حُبِّي
ولنْ أبوحَ... بِهِ
حتى تعترفي أنتِ
لِنَفْسِكِ...
بالذي فيكِ... من حُبِّي!.
الرابعةُ: تعشَقُ جداً... أنوثتَهَا
وتَحْسَبُ أنِّي مُجرَّدُ طيفٍ
وفي ذَرَوَاتِهَا؛ مُجَرَّدُ... الحُلْمِ
كم تكرَهُ في سِرِّهَا
وضوحَ... سِرِّيْ.
ويَجْذِبُهَا غموضُ... سِوَايْ
لا تدري... لماذا ترتعِشُ
حين تَلْمَسُها يدايْ !
يَحَارُ فوقَ مخدَّتي... شعرُهَا
من لَهْفتِهِ... لِسِوَايْ.
وأعرفُ... لماذا تَدُسُّ أنفَهَا
لِتَشُمَّ عِطْرَ... سِوَاها
في جِلْدِي.
وليسَ يَعْنِيْني
كَمْ رجلاً... إليها
وكم سريراً لها...
قبلَ سريري.
كأنها بين أحضاني راغبةٌ
أَنْ تموتَ
من سُوْءِ... ظَنِّي !.
خامِسَتُهُنَّ:
تقولُ في كلِّ مَرَّةٍ؛
وبعدَ كُلِّ عُشَّاقِهَا: أُحِبُّكَ.
وأعرف أنِّي... لحظةٌ
في أسرارِهَا... خاطِفَةٌ.
وأنّي جسرٌ لها
ما بينَ... رجلينِ.
وبابٌ... تَعْبُرُهُ
لتَلُوذَ بِيْ
كلَّما عادَتْ
خائبةً... من الحُبِّ!.
السادسة: ولمَّا استراحَ الرَبُّ
من خَلْقِهِ
في سادِسِهِ
فأَبْدَعَهَا.
خَصَّ روحَهَا... بِطِيْبَتِهِ
وأَعْطافَهَا... بالطِيْبِ
وما خَصَّني بشيءٍ
من أنوثتِهَا... فيهِ.
رَمَاني مِنْ عَدْنِهِ... إلى شامٍ
وكادَ ينساني في شَرْقِهِ
ورَمَاهَا... في غَرْبِهِ.
لم يَسْمَعْ شَكْوَايَ
حتى حَنَّ لأجلِهَا... مرَّةً
حين تنهَّدَتْ في قلبِهِ.
فمالَ من أجلها... نَحْوِيْ
وقالَ:
ـ قُرْطَاجُ أمامكَ... فَهَيَّا
وفيها... حَوَّاءُ
عيناها... خضراءُ
أنفاسُهَا... ماءُ
ضِحْكَتُهَا... هواءُ رِئَتَيْكْ.
وأَنْطَقَنِي؛
وأنا في مَهْدِ صَبَابَتِهِ
فَهَمَسْتُ بيني... وبينَهُ
من غِيْرتي... فِيْمَا خَلَقْ:
ـ هذي أميرةُ أحلامي
وتَمْنَعُهَا أرضُكَ... عَنِّي
ما بيننا... بَحْرُكَ
وأنا مِلْحُهُ؛
فكيفَ خَلَقْتَهَا... لِيْ
من رَهَافةِ الزَبَدِ؟!
وتَمْنَعُنِي عنها... سَماؤُكَ
وهي ماءُ نبعٍ... فيكَ
وأنا في الصَخْرِ... جُرْحُهُ
وهي فيكَ من... أَزَلٍ
وأَخْرَجْتَنِي من جَنَّاتِكَ
إلى الأبدِ.
لَوَّعَنِيْ اشتياقي لها
يا رَبُّ؛
وَهَدَّهَا... شوقٌ إليَّ؛
فامْنَحْهَا عَشْراً... أصابعي
لأَِلْمَسَ في قلبها... مَلَكُوتَكْ.
ولا تمنعني عن لقائِهَا... ثانيةً
لأُوْمِنَ بِكَ... مرَّتينِ
وإلى ما شِئْتَ من دَهْرِيْ.
سابِعَتُهُنَّ: لا أَعْرِفُهَا
ما أكادُ أعرفُهَا
تُرَاوِدُني عن عِشْقِهَا... تارةً
فلا أكادُ... ألمسُهَا.
وتغيبُ...
فما تكادُ... تَلْمَسُنِي
إلاّ... بِغِيَابِهَا عَنيِّ.
هامش:
كيفَ لي... امرأةٌ
بِسَبْعِ نِسَاءٍ... فيها؟!
لو أَنَّكِ... هُنَّ
لَقُلْتُ:
ـ كُفِّيْ... يا غَزَالةُ
أرجوكِ... عَنْ حُبِّي!!