البطاقات
لا انكر بأنني محل طمع الكثيرين ، خاصة عندما اقوم باخراج محفظتي من جيبي ، محفظة جلدية لون أسود ، مصابة بالتخمة ، ايحاءاتها بصراحة تدل ، على أن صاحبها " منغنغ " بل " مقرش " ، وثمة تسائلات تنم عمن يروها او يلمحوها ، " قديش معاه فيها " ، لويش حامل هالمصاري هاي كلها " ، وغيرها من الأسئلة والاستفسارات الباطنية ، التي في مجملها تؤكد ان سبب تخمة المحفظة هي المصاري ، مع ان الحقيقة غير ذلك ، بل وبعيدة كل البعد عن هذا الامر .
بصراحة متناهية ، تخمة محفظتي سببها " البطاقات " التي فيها .
نعم ... فهناك بطاقة الاحوال المدنية ، وبطاقة / رخصة السير ، وبطاقة / رخصة السيارة ، وبطاقة عضوية نقابة المحامين ، وهناك بطاقة طالب من ايام الماجستير ، وهناك بطاقة خلوي فئة خمسة دنانير ، وهناك بطاقة الصراف الآلي ، وبطاقة التامين الصحي .
مع كل هذه البطاقات في المحفظة لابد أن أكون محل طمع للكثيرين . على كلا الصيت ولا الغنى .
فوق كل ذلك تخطط حكومتنا الرشيدة ، لاصدار بطاقة ذكية الكترونية لشراء الخبز من خلالها . مما يعني زيادة حجم المحفظة وتعرضها أيضا الى فرط بالتخمة . ومرة اخرى الصيت ولا الغنى .
لكني أتساءل ، هذه البطاقة كم تحتاج الى مصاريف ونفقات ورواتب ، وهيئات ولجان ومياومات وعطاءات ...ألخ كي ترى النور وتزيد من نسبة الكوليسترول في المحافظ .
سؤال آخر ... وعلى غرار البطاقات الخلوية ، هل يمكن تحويل الرصيد ؟!
حكومتنا العزيزة ... الا يكفي انكم طمعانين فينا .. بدكم تطمعوا فينا الناس بمنظر هالمحافظ المتخمة .
خلدون محمد الرواشدة