في محاولة لزيادة قدراتها التنافسية
ثلاثة بنوك إسلامية بحرينية تدرس الاندماج
كشف عبد الحكيم الخياط الرئيس التنفيذي لـ”بيت التمويل الكويتي - البحرين” عن مبادرة جديدة قام بها مصرفه لتشجيع ثلاثة بنوك إسلامية على الاندماج، موضحاً أن هذه البنوك دخلت في مباحثات لتحقيق هذا الهدف، وسيتم الكشف عن ذلك الشهر المقبل، في توجه جديد تشهده البحرين يهدف إلى تقوية المراكز المالية للمصارف وزيادة قدرتها على المنافسة في ضوء التقلبات والأزمات المالية العالمية الحادة التي تشهدها الأسواق.
وأشار الخياط، في تصريحات نشرتها صحيفة “الوسط” البحرينية أمس، إلى أن “هناك محاولات جادة لدمج بعض المصارف سواء الاستثمارية أو التجارية، وسيتم إعلان اندماج ثلاثة بنوك قريباً، والتي قد تكون باكورة اندماجات للمصارف الاستثمارية”. وأضاف أنه خلافاً للمصرفين الإسلاميين، وهما “بنك السلام - البحرين” و”بنك البحرين الإسلامي”، اللذين كشفا عن خطط للاندماج، هناك اندماجات في البحرين لمصارف إسلامية سيتم إعلانها قريباً وستكون ناجحة.
ورد على سؤال بشأن دور بيت التمويل الكويتي في العملية، قال الخياط إنه “يلعب دور المنسق والمستشار في هذه الخطط، وأن البنوك الثلاثة قطعت شوطاً لا بأس به وعقدت عدة اجتماعات في هذا المجال”. وأضاف”إن الهيكلة القانونية لهذه البنوك، يمكن أن تندمج في بنك واحد أو يمكن أن تصدر رخصة جديدة لها، وستكون من أكبر البنوك الإسلامية بالنسبة إلى رأس المال في المملكة”. وأضاف “نتوقع أن يزيد رأس مال المصارف الثلاثة، عند اندماجها، على نصف مليار دولار، وهي بنوك مؤسسة في البحرين، خلال أسبوعين أو ثلاثة سيتم الكشف عن أسماء البنوك”.
وتحدث عن عملية الاندماج فبيّن الخياط أن “متطلبات التطبيقات التي ينظر إليها العالم الآن تتطلب أن تكون هناك مصارف قوية، ومتطلبات رأس المال ستزيد من خلال هذه الأنظمة والقوانين عالمياً، ولا مجال للمصارف الصغيرة التي رأس مالها صغير، ولذلك يتوجب أن يكون لديها رأس مال كبير لكي تستطيع الانطلاق وتستثمر في مجالات ذات صيت”. وأفاد أن عمليات الاندماج لم تحصل منذ سنوات بسبب أن المصارف “كان لديها طموح كبير لتحقيق أرباح كبيرة، والكل يريد أن يستأثر لنفسه. لكن الآن تبينت الحقائق، فالبنوك الصغيرة لا تتحمل المواجهة الكبيرة التي تحصل في الأسواق والمخاطر المنتظمة التي تأتينا بين الفينة والأخرى بشكل كبير”.
وتطرق الخياط إلى دور بيت التمويل الكويتي فشرح أن المصرف يمتلك خبرات فنية، ولديه بعض القدرات المالية التي يمكن من خلالها أن توثق مثل هذه المؤسسات في قدرته على خلق الأرضية المناسبة لعملية الدمج، ومعاونتها في مصاريف الدمج وتكبد بيت التمويل الكويتي بعض المصاريف الابتدائية للعملية.
لكن الخياط أوضح أن بيت التمويل الكويتي - البحرين يعتبر بنكاً كبيراً نسبياً، بالنسبة إلى حجم رأس المال البالغ نحو مليار دولار “وعليه ليست هناك حاجة ملحة لاندماجه مع مصارف أخرى، ولكن يمكنه القيام بترتيب اندماجات في البحرين تفيد القطاع المصرفي والاقتصاد البحريني”.
وأفاد الرئيس التنفيذي لبنك البركة الإسلامي محمد المطاوعة بأنه “سبق وقدمنا توصيات لعملية الاندماج عن طريق مشاركتنا في المؤتمرات والندوات، لأننا لا نريد تكاثر مؤسسات إسلامية صغيرة، لأن أنشطتها تكون محدودة والقدرة التنافسية ضعيفة”. وبين أن 80% من المؤسسات المالية الإسلامية في العالم، والبالغ عددها أكثر من 450 مصرفاً، رؤوس أموالها لا تتجاوز 25 مليون دولار بحسب الإحصاءات الأخيرة، هذا الكم الهائل من المؤسسات الصغيرة لا يساعد على نمو قطاع الصيرفة الإسلامية.
أما الرئيس التنفيذي لبنك الاستثمار الدولي عابد الزيرة فقد رأى أن عملية الاندماج فكرة جيدة وخصوصاً في ظل “التحالفات التي تتم عالمياً، وأن حجم البنوك في البحرين لايزال صغيراً بالمقارنة مع البنوك الإسلامية في المنطقة، وفكرة الاندماجات، ولو أنها فكرة حديثة، كان لا بد أن تتحقق منذ فترة، لأنه يجب أن تكون للبنوك قاعدة قوية حتى تتمكن من مجارات التغيرات العالمية”. ورداً على استفسار أفاد الزيرة “البنك لا يفكر (في الاندماج) ولكن إذا حصلت الفرصة سنرحب بها. إذا جاءت الفرصة المناسبة، سواء في البحرين أو خارجها وحتى لو كانت بنوك استثمارية أو تجارية طالما أنها تتبع الشريعة الإسلامية، فإننا مستعدون للنظر إلى هذه الفكرة”.