لاحظ أمير المؤمنين «عبدالملك بن مروان» أن الناس كانوا من أنفسهم يفتحون الطريق أمام شاب مشرق القسمات أثناء طوافه بالكعبة المشرفة.. فسأل الشاعر العربي المعروف «الفرزدق»: من هذا؟.. فرد عليه «الفرزدق» بقصيدة قيل أنها من أجمل قصائد المدح في تاريخ الشعر العربي.. حيث يقول مطلعها:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته
والسيف يعرفه والحل والحرم
إلى أن يقول في آخرها:
ما قال لا قط إلا في تشهده
لولا التشهد لكانت لاءه نعم
علم أمير المؤمنين أن الشاب الذي يكاد وجهه يضيئ يقيناً هو «زين العابدين بن الحسين» رضي الله عنه فقال: إذن إن لديه الحق على الناس أن يفتحوا له قلوبهم قبل الطريق كيف لا وهو واحد من آل البيت المطهرين من كل دنس.. ويروى عن «زين العابدين بن الحسين» أنه كان يكنى بـ«السجّاد».. وقد قالت عنه الأعراب: ما دخل عليه رجل إلا ورآه ساجداً.
* قال أحد المختصين في مجال التخطيط العسكري إن نظرية المربع التي قام بوضعها أسد الشرق «عثمان دقنة» تدرس الآن في أعظم الكليات العسكرية في بريطانيا دون الإشارة إلى إسمه.. وقال أن «عثمان دقنة» لم يخسر معركة واحدة في حروبه ضد الفئة الباغية من المستعمرين إنطلاقاً من هذه النظرية.. وقد روت الأيام أن هذا القائد كان يؤيد أن يكون الهجوم ليلاً في كل معاركه.. وكان يقول لرجاله احذروا أن تنازلوا عدوكم تحت ضوء الشمس فإن النهار يعمل على نصرة البنادق بعكس الليل الذي يساند السيوف في الإطاحة بأعناق الأعداء.
أثناء سباق عالمى للخيول بمدينة نيو ماركت شاركت فيه الاميرة «آن» بواحد من خيولها محبب الى قلبها وبمجرد القيام باطلاق صافرة البداية كان فرسها الاسود اللون يركض كأنه يطير في الهواء إلى ان وصل لمنصة التتويج حائزاً على المرتبة الاولى وذلك في اقل من الدقيقة الواحدة قطع خلالها مسافة سباق«الألف كليومتر» وبما أن الاعراف الملكية لا تسمح للملوك والامراء ان يكشفوا عن مشاعرهم أمام العامة من الناس إلا ان الاميرة «آن» كسرت هذه القاعدة حيث قامت بتقبيل فرسها الحاصل على المرتبة الاولى بين عينيه وسط عاصفة من التصفيق والمعروف عن الاميرة «آن» انها تعتبر من أكبر ملاك الخيول المهجنة في العالم اضف الى انها قد حصلت على معظم الجوائز الخاصة ببطولة اختراق الحواجز على مدى سنوات متتالية قد أكد بعض المقربين منها انها يمكن ان تدفع نور عينيها ثمناً لحصان لونه اسود وذلك لشدة افتتانها بالخيول السوداء
حكاية بطلها أحد الرسامين حيث نظر إلى وجه زوجته المعبأ بالتجاعيد فقرر أن يسافر إلى جزر هاييتي حيث التقى هناك بعذراء تصغره بحوالي ثلاثين عاما فأخد في رسم وجهها لمدة شهر كامل إلا أنه فوجئ بعد الانتهاء من اللوحة أنه كان يرسم وجه زوحته المعبأ برذاذ من الحزن الشفيف.. وفي رأيي أن هذا المشهد يؤكد لنا أن الجمال الروحي المتمثل في زوجة هذا الرسام كان هو المسيطر عليه وجدانيا أما الملامح الربيعية فإنها تعدتعد مجرد ضيف عابر لابد وأن يرحل يوما.. وفي هذه تأكيد أن الحب الحقيقي لا يؤمن بدورة الفصول سواء إن كانت ربيعا مشرق العيون أو خريفا يتوكأ على عصاة من دموع.
* كلنا يعلم أن سفاح إيطاليا المعروف «موسليني» جعل من الشعب الايطالي مجرد مجموعات من الحملان كان هو جزارها.. ويروى أن «موسليني» شهد حفلا في إحدى المدارس الثانوية حيث استرعت لنتباهه صبية كانت تعزف على البيانو لحنا « لموزارت» فهام بحبها إلى درجة أأن عددا من قواده المقربين نصحوه أن يترك دربها مؤكدين له أنها قد تتسبب في كارثة يدفع ثمنها الشعب الايطالي خاصة وأن البلاد كانت أيامها تعيش حالة حرب.. فخاطبهم القائد العجوز قائلا: لم تتبقَ لي شموعا أخشى عليها من الرياح فدعوني أعيش.. وقيل إنها بعد قيام الثورة التي أطاحت بمجده السلطوي نظرت إلى رأسه معلقا في أحد الميادين العامة.. فقالت لأختها ليته كان بين أحضاني أضمه بعيوني كما كنا في سالف الأيامحين تفحص قاضٍ بريطاني ورقة الاتهام الخاصة بأحد المتهمين في جريمة سرقة تبين له أن التقرير الطبي الخاص بهذا المتهم يشير إلى أنه مصاب بدرجة متقدمة من مرض عضال وأن أيامه في الحياة توشك أن تغادر فأخد يتأمله فوجد أنه كهل انكسر عوده فأصبح بلا ظل، فأحس القاضي بلمسة من الضعف استولت على قلبه تجاه المتهم بالرغم من علمه الاكيد أن صلابة القانون البريطاني لا تعرف ضعفا أمام متهم اعترف بجريمته اعترافا قضائيا.. ففأخذ يسأل نفسه: ما هي النتيجة التي سيؤدى إليها الحكم بالسجن على هذا المتهم الكهل؟.. ثم تصور منظره بين قضبان سوداء على رأسها سجان لا يرحم.. فجأة أعلن القاضي قراراً ببراءة المتهم، ثم قدم استقالته وغادر قاعة المحكمة.