استخدم الرومان في القدم عشبة سانت جونز روت لدرء الشر وطرد الأرواح الشريرة، أما السكان الأصليون لأميركا فاستخدموها كعلاج لأمراض عديدة، فيما تجاهلها العالم الحديث ونسي فوائدها.
وفي العام 1997 توقف العالم عن تجاهل هذه العشبة، وفجأة باتت كلّ صيدلية في الولايات المتحدة والعالم تبيع هذه العشبة بأشكالها المختلفة، ووصفها أطباء عديدون لعلاج مرض الاكتئاب، معلنين بأنها "عقار البروزاك الموجود في الطبيعة، ولكن من دون آثاره الجانبية السلبية".
وسانت جونز عبارة عن عشبة معمرة ذات سيقان دقيقة وأزهارها صفراء جميلة، وتعرف بعدة أسماء منها؛ حشيشة القلب والهيوفارقون وأفاريقون وحشيشة القديسين، وتنمو برياً في كثير من أنحاء العالم.
والجزء الذي يستخدم من هذه العشبة السيقان المزهرة، وتحتوي العشبة زيتا طيارا وأهم مركباته كاروفيلين وهيبريسين وشبه الهيبريسين وفلافونيدات.
وأثبتت عشرات الدراسات العالمية أن هذه العشبة فعالة أكثر من الأدوية المضادة للاكتئاب، مشيرين إلى أن أكثر من 50 إلى 80 بالمائة من المكتئبين الذين تناولوا العشبة شعروا بالتحسن من دون الشعور بالأرق وقلة الرغبة الجنسية وخفقان القلب، وما إلى ذلك من أعراض جانبية تسببها الأدوية الكيميائية المضادة للاكتئاب.
ويقول الطبيب النفسي د. هارولد بلوفيلد إن الأعراض الجانبية للعشبة ضئيلة جدا وتكاد لا تذكر، مشيرا إلى أن الإقبال عليها في تزايد ملحوظ ومبهر.
ويمكن استخدام العشبة لعلاج الاكتئاب من خلال أخذ ملعقة كبيرة من أزهارها ووضعها في كوب، ثم يصب عليها ماء مغلي وتترك لمدة ما بين 5- 10 دقائق، ثم تصفى وتشرب بمعدل كوب إلى كوبين في اليوم، أحدهما في الصباح الباكر، والآخر بعد وجبة الغداء مباشرة.
وحشيشة القلب تستعمل كمضاد للاكتئاب والتشنج، وتنبه تدفق الصفراء وقابضة وتفرج الألم ومضادة للفيروسات.
أما لعلاج ضغط الدم المنخفض فتؤخذ ملعقة من أزهار العشبة، ويضاف لها ملء كوب ماء مغلي وتترك لمدة 20 دقيقة، ثم يصفى ويشرب مرة في الصباح، وأخرى في المساء قبل الأكل.
فيما يفضل كثيرون تناول العشبة على هيئة أقراص مغلفة تباع في الصيدليات مع المكملات الغذائية تحت اسم (St. Johns Wort).
ولهذه العشبة أعراض جانبية بسيطة، منها تهيّج المعدة والأمعاء والغثيان وعسر الهضم وآلام البطن.
وأظهرت الدراسات أن نسبة حدوثها ضئيلة للغاية أي حوالي 2.5%، وقد يصبح التعرض لأشعة الشمس ضارا مع تناول هذه العشبة.
وتعد هذه العشبة من أكثر الأعشاب الأوروبية قيمة، ويكثر استخدامها لعلاج مَن يعانون من الألام العصبية، ولطالما استخدمه العشابون كواقٍ من القلق والتوتر والأرق والاكتئاب، وخصوصا الاكتئاب المترافق مع سن اليأس.
كما وتعد العشبة مقوية للكبد والمرارة، والزيت الأحمر المستخرج من أوراقها مطهر ممتاز، ويستخرج لعلاج الجروح والحروق وتفريج المغص وألم العصب، ويمكن أن يؤخذ لالتهاب المعدة والتقرحات الهضمية.
ويجب عدم استخدام هذه العشبة من قبل النساء الحوامل والمرضعات والأطفال تحت سن السادسة، وعدم التعرّض لأشعة الشمس لمن يستخدم هذه العشبة.