صناعة السيارات في الهند
إ
تتحول الهند بسرعة لتكون من أهم المراكز العالمية لصناعة السيارات، وبعد مرور خمسين عاما على تصنيع أول سيارة هندية "امبسادور" أعلنت الشركات الهندية عن إنتاج سيارة صغيرة "تاتا" تتسع لأربعة ركاب وبمحرك سعته 600 سي سي وبكلفة 2500 دولار لتكون السيارة الأقل ثمنا في العالم، وفي معرض دلهي الدولي للسيارات عرضت 24 سيارة هندية، ويبلغ حجم المعرض ضعف حجم معرض طوكيو الدولي للسيارات، أحد أهم المعارض في العالم، ويجذب أكثر من 1.5 مليون زائر، وتشارك فيه أكثر من 2000 شركة لصناعة السيارات في العالم.
السيارة التي اطلق عليها، سيارة الشعب، كانت مفاجأة للشركات المعنية بصناعة السيارات بتصميمها الهندسي الملائم وبسعر متاح للطبقة الوسطى الهندية، وتنتجها شركة تاتا الهندية والتي تبلغ قيمتها حوالي 8 بلايين دولار، وسوف يمتد إنتاجها أيضا إلى السيارات الفخمة والكبيرة مثل جاغوار وفورد.
وتشارك شركة فورد انديا موتور مع الشركة الهندية "ماهيندرا أند ماهيندرا" لإنتاج 50 ألف سيار سنويا، ودخلت أيضا في ارتباط استراتيجي مع شركة "هندوستان موتورز" لإنتاج المكائن ووحدات تبديل السرعة لسياراتها.
وأقامت شركة هيونداي موتورز الكورية أكبر قاعدة إنتاجية خارجية في الهند، ومن المتوقع أن تتجاوز الصادرات قبل انتهاء عام 2010 عشرة بلايين دولار، على خلفية تصاعد كبير في الطلب على السيارات الصغيرة بسبب ارتفاع أسعار النفط.
وأعلنت شركة "ماهيندرا أند ماهيندرا" عن خطط للدخول إلى السوق الأميركية مع السيارات الرياضية المتعددة الاستعمال SUV وشاحنات "البيك آب" لجعلها أول شركة هندية تلج سوق السيارات في القارة الأميركية الشمالية.
ومن المتوقع أن تلاقي هذه الأنواع من السيارات سوقا واسعة في أفريقيا وأميركا الوسطى والجنوبية وآسيا والشرق الأوسط.
وينتج مصنع هيونداي في الهند 600 ألف سيارة سنويا، وينتج مصنع سوزوكي الهندي مليون سيارة سنويا، ويسير في الهند حوالي 12 مليون سيارة، وتتزايد مع النمو الاقتصادي والنهضة التي تشهدها البلاد، وقد تتحول إن لم تتحول بالفعل إلى أسرع أسواق السيارات نموا في العالم،
ويمكن ان تؤدي المنافسة لجعل السيارات اقل رخصا، الى تحول الهند الى مركز للابحاث والتنمية، فمصنع سوزوكي وحده في الهند يشغل حوالي عشرة آلاف موظف وعامل، وينتج المصنع سيارة واحدة كل 21 ثانية.
إن الهند تتحول بسرعة إلى دولة عظمى اقتصاديا وتقنيا وسياسيا أيضا، ويمكن أن تكون شريكا استراتيجيا بالغ الأهمية للعرب يتجاوز تبادل السلع إلى تعاون اقتصادي وتقني وسياسي في شراكة آسيوية تحرر العالم من الهيمنة الغربية والنهب التاريخي البشع لمقدرات الشعوب والبلاد، فالعلاقة التاريخية والجغرافية بين الهند والعرب تشجع على الثقة والتبادل على نحو مثالي. صحيح أن العلاقات الهندية الباكستانية تشكل عقبة أمام الشراكة العربية الهندية، ولكنها أزمة يمكن تجاوزها أو الجمع بينهما في أسوأ الحالات إن لم يستطع العرب أن يكونوا وسيطا للمصالحة والتطوير الإيجابي للعلاقات الهندية الباكستانية.