المسنون بحاجة إلى الرياضة أكثر من الشباب
نصح باحثون بأن يمارس المرء الرياضة أكثر مع التقدّم بالسن من أجل الحفاظ على حجم عضلاته . وذكر موقع “هلث داي” الأمريكي أن باحثين من جامعة ألاباما في برمينغهام الأمريكية، درسوا كم يحتاج المرء من الرياضة للحفاظ على حجم عضلاته أو زيادة حجمها من خلال مراقبة عدد من البالغين خلال أسبوع .
البالغون الذين شاركوا في الدراسة هم من فئتين، الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و25 عاماً وآخرون تتراوح أعمارهم بين 60 و75 .
وتبيّن أن الفئة العمرية الأصغر احتاجت إلى تمرين أقل لتحافظ على قوة عضلاتها من الفئة العمرية الأكبر .
وقال كبير الباحثين، ماركاس بامّان، إن النتائج التي تمّ التوصّل إليها في الدراسة تفيد لأول مرة بأن البالغين الأكبر سنّاً يحتاجون إلى ممارسة الرياضة أسبوعياً أكثر من الأصغر سنّاً من أجل زيادة حجم عضلاتهم أو المحافظة على حجمها .
وأوصت الدراسة بأن يمارس البالغون الكبار في السن تمارين المقاومة أسبوعياً من أجل الحصول على نتائج أفضل .
من جهة أخرى وجدت دراسة جديدة أن التمرينات الرياضية المستمرة التي يمارسها الفرد طوال عمره تحفظ عضلة القلب لدى كبار السن لمستويات تعادل أو حتى تتجاوز حالة عضلة القلب لدى الشبان ممن لم يعتادوا على التمرينات الرياضية في اكتشاف مذهل يبرز قيمة التمرينات المنتظمة .
وتم طرح الدراسة الأولى لتقييم مدى آثار المستويات المتنوعة من التدريبات الرياضية التي تمتد طوال العمر على كتلة القلب يوم السبت في الاجتماع العلمي السنوي لكلية القلب الأمريكية في نيو أورلينز .
وتشير إلى أن النشاط البدني يحفظ لعضلة القلب مرونتها كما هو الحال لدى الشبان مما يظهر أنه عندما يكون الشخص غير معتاد على الرياضة فإن كتلة قلبه تتقلص بمرور كل عقد .
وفي السياق نفسه أظهرت نتائج دراسة علمية حديثة قام بها باحثون في كلية طب جامعة هاميلتون اونتاريو، باشراف الباحثين سيمون ميلوف ومارك تارنوبولسكي أن ممارسة تمارين المقاومة الرياضية التي يتطلب أداؤها مقدرة عضلية كبيرة، تعيد الشباب للأنسجة العضلية بخاصة عند كبار السن الذين يتمتعون بشكل عام بصحة جيدة .
وفي الدراسة التي تم فيها تحليل قدرة أحد الجينات على التعبير عن نفسه عند التقدم بالعمر، قام الباحثان بأخذ عينات من أنسجة عضلية من 25 رجلا وامرأة من المتقدمين بالسن لكن يتمتعون بصحة عامة جيدة . وقد عملوا على أخذ العينات في بداية التجربة ثم بعد ستة أشهر من التمارين الرياضية التي تحتاج لقوة عضلية، وبمعدل مرتين في الاسبوع . وبعد تحليل النتائج جرت مقارنتها مع نتائج أخرى خاصة بأنسجة عضلية لأشخاص أصغر عمراً ويتمتعون بصحة جيدة .
شمل تحليل قدرة الجين المرتبط عمله بالعمر تحديداً، تحليلاً لكفاءة عمل جزء الخلية المسؤول عن امدادها بالطاقة- الميتوكندريا- وقد اختيرت الميتوكندريا لأن دراسات عدة سابقة كانت قد أظهرت أن عدم أداء الميتوكندريا لعملها بشكل صحيح يرتبط بفقدان الكتلة العضلية عند كبار السن وبضعف عملية اصلاح الخلايا .
وأظهرت الدراسة حدوث هبوط في أداء الميتوكندريا يترافق مع التقدم بالعمر، كما أظهرت أن للتمارين الرياضية تأثيراً عكسياً في قدرة جين العمر على التعبير عن نفسه إذ أعادته إلى حالته التي كان عليها كما في صغار السن .
وفي الدراسة قام الباحثان أيضاً بقياس القوة العضلية عند المتطوعين قبل أداء التمارين الرياضية فكانت أضعف بنسبة 59% منها عند صغار السن، وبعد أداء تمارين المقاومة تحسنت قوتهم العضلية بنسبة 50% وبالتالي أصبحت قوة عضلاتهم أضعف بنسبة 38% فقط .
ويقول الدكتور ميلوف “كانت النتائج مفاجئة لنا، فقد كنا نتوقع أن يحافظ الجين المعبر عن العمر على ثباته عند كبار السن، إلا أن النتائج أثبتت مدى فعالية التمارين الرياضية ليس فقط لتحسين الصحة العامة، بل لعكس عملية الهرم نفسها، وهذا أمر يجب أن يعتبر حافزاً يدفع كبار السن لمزاولة التمارين الرياضية” .
وقد حرص الباحثان على ضبط العوامل الأخرى التي قد تؤثر في نتائج دراستهم، وذلك بتحديدهم للفترة العمرية للمتطوعين بمتوسط 26 عاماً لصغار السن وبمتوسط 70 عاماً لكبار السن، وكذلك التأكد من عدم تناول المتطوعين لأية أدوية والحرص على اختيارهم ممن لا يعانون من أية أمراض، واتباعهم لأنظمة غذائية صحية، مع أخذ العينات من عضلة الفخذ لجميع المتطوعين، والقيام بتدريب المتطوعين لمدة ستة أشهر في نواد رياضية عادية وعلى أجهزة مطابقة للمواصفات، وتحديد كل جلسة بساعة واحدة لضمان حدوث 30 انقباضاً عضلياً لكل متطوع على الأقل، كما تمثل فحص القدرة العضلية بملاحظة قدرة المتطوع على ثني الركبة إلى حد معين بدون الشعور بألم أو انزعاج . وبعد انتهاء الدراسة، قام الدكتور تارنوبولسكي بمتابعة عدد من المشاركين في الدراسة، فوجد أن معظم المتطوعين من كبار السن، توقفوا عن الذهاب إلى النادي الرياضي، في حين أن بعضهم الآخر استمر بأداء تمارين المقاومة الرياضية في المنزل وحافظوا بالتالي على قوتهم العضلية . مما يشير إلى أنه لا يوجد وقت متأخر للبدء بمزاولة الرياضة، وهذا لا يعني ضرورة ممارسة الرياضة في النوادي الرياضية إذ توجد رياضات يمكن أن تتم داخل المنزل وتوفر المنفعة نفسها .
يشار إلى أنه تجري حالياً دراسات عدة تبحث في تأثير تمارين المقاومة الرياضية في أنواع أخرى من أنسجة الإنسان، وفيما إذا كانت الرياضة التي يزاولها الإنسان خارج المنزل كرياضة المشي وركوب الدراجات تؤثر في وظيفة الميتوكندريا وبالتالي في مظاهر التقدم في العمر، إضافة إلى دراسات تبحث في امكانية إنتاج أدوية معينة تؤثر في عملية الهرم من خلال تأثيرها في الجينات الخاصة بالعمر .
كما يشار إلى أن معظم الدراسات السابقة في هذا المجال، تمت على الديدان وذبابة الفاكهة والفئران .
ويقول الدكتور ميلوف: إن هذه الدراسة هي الوحيدة التي تمت على الإنسان، وبالتالي فإنه أمر جيد أن يعرف الإنسان مدى أهمية ممارسة الرياضة على صحته مما قد يحفزه إلى تغيير نمط حياته، خاصة بعد معرفته بأنها تعيد الشباب إلى خلايا جسمه .