سبانيا.. ثلاث مشكلات تطل برأسها على الموسم الجديد
تأجيل مباريات المرحلة الأولى بسبب إضراب اللاعبين
مع انتظار ضربة البداية لفعاليات الموسم الجديد من الدوري الإسباني لكرة القدم والذي تنطلق فعالياته اليوم، تطل ثلاث مشكلات برأسها على الموسم الجديد للمسابقة المثيرة وهي الإضراب والعائدات والصراع بين ريال مدريد وبرشلونة ومدى قدرة النادي الملكي ومديره الفني البرتغالي جوزيه مورينيو على إيقاف هيمنة برشلونة.
وتبشر هذه المشكلات الثلاث بموسم مثير حافل بالمنافسة الشرسة والصراعات داخل الملعب وخارجه.
وتأتي في مقدمة هذه المشكلات، الصراع الدائر بين اتحاد اللاعبين ورابطة الدوري الإسباني. وهدد اتحاد اللاعبين قبل أسبوع بالإضراب لأن العديد من أندية دوري الدرجة الثانية المتعثرة مالياً لم تسدد رواتب لاعبيها منذ أشهر عدة.
وتقرر أمس تأجيل المرحلة الأولى من الدوري في الدرجتين الاولى والثانية، بحسب ما أعلن رئيس رابطة الدوري خوسيه لويس استياساران ونقابة اللاعبين المحترفين في مؤتمر صحفي، بعد فضل المفاوضات بين الطرفين. وقال استياساران: “وضعنا مواقفنا على الطاولة وهي متباعدة جداً، ونحاول الآن انقاذ المرحلة الثانية”. ويلتقي الطرفان مجدداً اليوم وبعد غد في محاولة للتوصل إلى اتفاق.
ويعارض اللاعبون رابطة دوري المحترفين حيال حقوقهم من صور المباريات وبشأن احجام بعض الاندية المديونة عن دفع كامل رواتب لاعبيها. كما تطلب نقابة اللاعبين ضمانات لدفع الرواتب، وبحق اللاعبين فسخ عقودهم بحال تخلف فرقهم عن دفع رواتبهم لثلاثة اشهر متتالية. وتقول نقابة اللاعبين إن 200 لاعب في الدرجتين الأولى والثانية لم يتم دفع كامل رواتبهم من قبل أنديتهم المتعثرة مالياً، والبعض منها تحت الحماية القانونية، وأضافت ان المبالغ المترتبة على الأندية تبلغ نحو 50 ملين يورو.
وعقد الأربعاء الماضي اجتماع بين مسؤولي الاتحاد والرابطة لحل القضية ولكنه فشل لتظل فكرة الإضراب واردة مما يعني إمكانية تأجيل مباريات المرحلة الأولى من المسابقة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]والطريف أن الاتحاد الإسباني قرر بداية الموسم الجديد للدوري في موعد مبكر عن موعد انطلاقه في كل موسم وذلك لإتاحة الفرصة والوقت أمام المنتخب الإسباني للإعداد الجيد عقب نهاية الموسم للدفاع عن لقبه القاري في بطولة كأس أمم أوروبا (يورو 2012). ويجتمع مسؤولو الاتحاد والرابطة للتوصل إلى حل للمشكلة حتى لا يتأجل انطلاق فعاليات الدوري إلى 27 أغسطس على الأقل.
أما المشكلة الثانية التي تطل برأسها قبل انطلاق فعاليات المسابقة المقرر اليوم فهي الصراع الدائر بين رابطة الدوري الإسباني والحكومة الإسبانية حول عائدات البث التلفزيوني. وتسعى الرابطة جاهدة إلى زيادة عائدات الأندية من البث التلفزيوني المشفر ولذلك وزعت مباريات كل مرحلة بالمسابقة على ثمانية مواعيد مختلفة خلال أيام السبت والأحد والاثنين من كل أسبوع.
وأصرت الرابطة أيضاً على الضغط على الحكومة بشأن المباراة التي تقام في موعد متأخر يوم السبت والتي تبث مجاناً، حيث تأمل الرابطة في أن توفر عائدات من هذه المباراة أيضاً لزيادة عائدات البث لصالح الأندية. أما المشكلة الثالثة فتتعلق بالصراع داخل المستطيل الأخضر بين ريال مدريد القوي مكتمل الصفوف بقيادة مديره الفني البرتغالي جوزيه مورينيو وبرشلونة الذي يهيمن على كرة القدم الإسبانية والأوروبية منذ ثلاثة مواسم. ويأمل ريال مدريد في الإطاحة بمنافسه التقليدي العنيد برشلونة من فوق العرش الذي اعتلاه على مدار المواسم الثلاثة الأخيرة.
ورغم الهزيمة 2-3 الأربعاء الماضي أمام برشلونة في إياب كأس السوبر، فقد منحت مباراة الإياب بعض الأمل لريال مدريد ومورينيو في تقليص الفجوة بين مستوى الفريقين.
وأشار مورينيو إلى أن موسمه الثاني مع أي من الفرق التي تولى تدريبها كان دائماً أفضل من الموسم الأول له مع هذه الفرق وهو ما يعني أن الفريق بقيادة مورينيو ومواطنه كريستيانو رونالدو مهاجم الفريق سيشكل ضغطاً كبيراً على برشلونة وربما يقصيه من فوق عرشه.
وفي المقابل، لا يبدو الانزعاج والقلق على لاعبي ومشجعي برشلونة من وجود مورينيو في الدوري الإسباني. وقال لاعبو برشلونة إن وجود مورينيو يمنحهم حافزاً إضافياً للأداء القوي وتقديم أفضل المستويات. كما أظهرت مباراة كأس السوبر أن الروح العدائية بين لاعبي برشلونة وريال مدريد ما زالت بقوتها نفسها. ويحتاج فيسنتي دل بوسكي المدير الفني للمنتخب الإسباني إلى بذل جهد كبير لإعادة الانسجام بين لاعبي الفريقين وتصفية الأجواء بينهم قبل يورو 2012.
وما من شك في أن الصراع على لقب الدوري الإسباني سينحصر مجدداً بين برشلونة وريال مدريد في الموسم الجديد بعدما لجأت أندية فالنسيا وفياريال وإشبيلية وأتلتيكو مدريد لبيع العديد من لاعبيها لتقليص حجم الديون المتراكمة عليها.