منتهى الكسل:
ضمَّ عثمانَ بن رواح السفرُ ورفيقًا له، فقال له الرفيق: امضِ إلى السوق فاشترِ لنا لحمًا، قال: واللهِ ما أقدر، قال: فمضى الرفيق واشترى اللحم، ثم قال لعثمان: قمِ الآن فاطبخ القدر، قال: واللهِ ما أقدر، فطبخها الرفيق.
ثم قال: قم الآنِ فاثرد، قال: والله إني لأعجز عن ذلك، فثرد الرفيق، ثم قال: قم الآن فكل، فقال: والله لقد استحييتُ من كثرة خلافي عليك، ولولا ذلك ما فعلت.
♦ قال نصر بن سيَّار لأعرابي: هل أتْخمتَ قط؟ قال: أما مِن طعامك وطعام أبيك فلا.
ويقال: إنَّ نصرًا حُمَّ من هذا الجواب أيَّامًا، وقال: ليتني خرستُ ولم أَفُهْ بسؤال هذا الشيطان.
♦ كان هلال بن الأسعر التميمي أكولاً، فيزعمون أنه أكَلَ فصيلاً، وأكلتِ امرأتُه فصيلاً، فلما أراد أن يجامِعَها لم يصلْ إليها، فقالت له: وكيف تصل إليَّ وبيني وبينك بعيران.
♦ قال بكر بن عبيدالله: أحقُّ الناس بلطمةٍ مَن أتى طعامًا لم يُدعَ إليه، وأحقُّ الناس بلطمتين مَن يقول له صاحب البيت: اجلسْ ها هنا، فيقول: لا ها هنا، وأحقُّ الناس بثلاث لطمات مَن دُعِي إلى طعام، فقال لصاحب المنزل: ادع ربَّةَ البيت تأكل معنا.