أيام الامتحانات:
أيام الامتحانات تُقْطَف فيها ثمارُ الدراسة بعدَ شهور قضاها الطالب في التردُّد على المدارس، وتأبُّط الكتب، وحمل الأقلام والدفاتر، وها هو يحصد ما زَرَع، ويَلْقى نتيجةَ ما غرس، وعند الامتحان يُكْرَم المرء أو يُهان، والامتحان اختبارٌ لمدى التحصيل، وفَهْم الدروس، وبذْل الجهد في التعلم، وليس الغرض منه الإرهابَ والقسوة، والعقوبة الصارمة، ولكنَّه وُضِع ليُعرفَ به حالُ التلميذ، وليكون حافزًا على الجِدِّ، ومواصلة القراءة والاطلاع، وتقويةِ نفسه في المعرفة، والاجتهاد في تنمية معلوماته.
ومن المؤسِف أن يتصوَّر بعضُ الطلبة الامتحانات وكأنَّها كارثة، وفاجعة وداهية! وما هكذا قُصِد بها، ولا أُريد لها، فمَن نَجَح فليتواضعْ ويَحْمد الله، وليعلمْ أنَّ النجاح في المدرسة ليس نهايةَ المطاف، ومَن أخفق ورَسب، فليجتهدْ ويتخذ مِن الفشل سُلَّمًا للنجاح، وليضاعف مِن حِرْصه واجتهاده، فرُبَّ ضارَّة نافعة.
قال عبدالله بن معاوية:
وَلَسْتُ بِبَادِي صَاحِبي بِقَطِيعَةٍ
وَلَسْتُ بِمُفْشٍ سِرَّهُ حِينَ يَغْضَبُ
عَلَيْكَ بِإِخْوَانِ الثِّقَاتِ فَإِنَّهُمْ
قَلِيلٌ فَصِلْهُمْ دُونَ مَنْ كُنْتَ تَصْحَبُ
وَمَا الْخِدْنُ إِلاَّ مَنْ صَفَا لَكَ وُدُّهُ
وَمَنْ هُوَ ذُو نُصْحٍ وَأَنْتَ مُغَيَّبُ
♦ سمع عمرُو بن عتبة رجلاً يشتُمُ رجلاً في مجلس أحد الأشخاص، فقال له: ويلَك، نزِّهْ سمعك عن استماع الخنا، كما تُنزِّه لسانك عن الكلام به، فإنَّ السامع شريكُ القائل، وإنَّه عمد إلى شرِّ ما في وعائه، فأفْرغَه في وعائك، ولو رُدَّتْ كلمة جاهل في فيه، لسَعِد رادُّها كما شقي قائلُها.