أنى لك هذه الفصاحة؟
قال أبو عمرو بن العلاء: لقيت أعرابيًّا بمكَّة فقلت: ممن أنت؟ قال: أسدي، قلت: ومِن أيِّهم؟ قال: نمري، قلت: من أيِّ البلاد؟ قال: من عمان، قلت: فأنَّى لك هذه الفصاحة؟ قال: إنَّا سكنَّا أرضًا لا نسمع فيها ناجخة التيار، قلت: صِفْ لي أرضك، قال: سيف أفيح، وفضاء صَحْصح، وجبل صَرْدح، ورمل أصبح، قلت: فما مالك؟ قال: النخل، قلت: فأين أنت عن الإبل؟ قال: إنَّ النخل حِملُها غِذاء، وسَعَفُها ضِياء، وجِذْعها بناء، وكربها صلاء، ولِيفها رِشاء، وخُوصها وعاء، وقُروها إناء.