يأمره بملازمة والديه:
قال عثمان بن أبي العاص: كنتُ عند عمر فأتاه رجل فأنشده:
تَرَكْتَ أَبَاكَ مُرْعَشَةً يَدَاهُ
وَأُمَّكَ مَا تُسِيغُ لِهَا شَرَابَا
إِذَا غَنَّتْ حَمَامَةُ بَطْنِ وَجٍّ
عَلَى بَيْضَاتِهَا ذَكَرَتْ كِلاَبَا
فقال عمر: ممَّ ذاك؟ قال: هاجر إلى الشام، وتَرَك أبوين كبيرَين، فبكى عمر وكتب إلى يزيد بن أبي سفيان في أن يُرحِّله، فقدم عليه، فقال: برَّ بأبويك، وكن معهما حتى يموتَا.
♦ قال المأمون: لم أرَ أحدًا أبرَّ من الفضل بن يحيى بأبيه، قد بلغ من برِّه به: أنَّ يحيى كان لا يتوضأ إلاَّ بماء مُسخَّن وهما في السجن، فمنعهما السجَّان من إدخال الحَطَب في ليلة باردة، فقام الفضلُ حين أخذ يحيى مضجعَه إلى قُمْقُم كان يسخِّن فيه الماء، فملأه، ثم أدناه من نار المصباح، فلم يزلْ قائمًا وهو في يدِه حتى أصبح!
♦ وقال الشعبي: ما أدركتُ أمِّي فأبرها، ولكن لا أسبُّ أحدًا فيسبها.