أب يهجو ابنه العاق:
كان لفَرْعان بن الأعرف أبي المنازل السعدي ابنٌ قاسٍ، يُسيء إلى والده، فقال فيه:
جَزَتْ رَحِمٌ بَيْنِي وَبَيْنَ مُنَازِلٍ
جَزَاءً كَمَا يَسْتَنْزِلُ الدَّيْنَ طَالِبُهْ
وَمَا كُنْتُ أَخْشَى أَنْ يَكُونَ مُنَازِلٌ
عَدُوِّي وَأَدْنى شَانِئٍ أَنَا رَاهِبُهْ
حَمَلْتُ عَلَى ظَهْرِي وَقَرَّبْتُ شَخْصَهُ
صَغِيرًا إِلَى أَنْ أَمْكَنَ الطُّرَّ شَارِبُه
وَأَطْعَمْتُهُ حَتَّى إِذَا صَارَ شَيْظَمًا
يَكَادُ يُسَاوِي غَارِبَ الْفَحْلِ غَارِبُهْ
تَخَوَّنَ مَالِي ظَالِمًا وَلَوَى يَدِي
لَوَى يَدَهُ اللَّهُ الَّذِي هُوَ غَالِبُهْ
وَكَانَ لَهُ عِنْدِي إِذَا جَاعَ أَوْ بَكَى
مِنَ الزَّادِ أَحْلَى زَادِنَا وَأَطَايِبُهْ
وَرَبَّيْتُهُ حَتَّى إِذَا مَا تَرَكْتُهُ
أَخَا الْقَوْمِ وَاسْتَغْنَى عَنِ الْمَسْحِ شَارِبُهْ
وَجَمَّعْتُهَا دُهْمًا جِلاَدًا كَأَنَّهَا
أَشَاءُ نَخِيلٍ لَمْ تُقْطَعْ جَوَانِبُهْ
فَأَخْرَجَنِي مِنْهَا سَلِيبًا كَأَنَّنِي
حُسَامٌ يَمَانٍ فَارَقَتْهُ مَضَارِبُهْ
أَإِنْ أُرْعِشَتْ كَفَّا أَبِيكَ وَأَصْبَحَتْ
يَدَاكَ يَدَيْ لَيْثٍ فَإِنَّكَ ضَارِبُهْ
♦ قيل لعمر بن ذر: كيف كان بِرُّ ابنك بك؟ قال: ما مشيتُ نهارًا قط إلاَّ مشى خلفي، ولا ليلاً إلاَّ مشى أمامي، ولا رَقَى سطحًا وأنا تحته.