الطموح:
الطُّمُوح مستحسن؛ لِمَا يدلُّ عليه من علو الهمة، وقوَّة العزيمة، واستسهال الصِّعاب، ولكن الطُّموح لا بدَّ له من الحِكمة والتدبُّر، وإلاَّ صار نزقًا وتهورًا، وإذا كان الخنوع، وضَعْف الهِمَّة، وفتور العزيمة مذمَّة ونقصانًا، فإنَّ التهور وعدم التبصُّر والتفكُّر مجلبة للمشكلات، وسبب للتهلكات، وقد يندم صاحبُها، ولاتَ ساعةَ مندم.
♦ قال بعض الحكماء:
تجنَّبوا المُنَى، فإنها تذهب ببهجة ما خُولْتُم، وتستصغرون بها نِعمةَ الله عليكم.
♦ قال بعض الشعراء:
إِذَا أَنْتَ لَمْ تَعْرِفْ لِنَفْسِكَ حَقَّهَا
هَوَانًا بِهَا كَانَتْ عَلَى النَّاسِ أَهْوَنَا
فَنَفْسَكَ أَكْرِمْهَا وَإِنْ ضَاقَ مَسْكَنٌ
عَلَيْكَ لَهَا فَاطْلُبْ لِنَفْسِكَ مَسْكَنَا
وَإِيَّاكَ وَالسُّكْنَى بِمَنْزِلِ ذِلَّةٍ
يُعَدُّ مُسِيئًا فِيهِ مَنْ كَانَ مُحْسِنَا
♦ وقال الحصين بن المنذر الرقاشي:
إِنَّ الْمُرُوءَةَ لَيْسَ يُدْرِكُهَا امْرُؤٌ
وَرِثَ الْمَكَارِمَ عَنْ أَبٍ فَأَضَاعَهَا
أَمَرَتْهُ نَفْسٌ بِالدَّنَاءَةِ وَالْخَنَا
وَنَهَتْهُ عَنْ سُبُلِ الْعُلاَ فَأَطَاعَهَا
فَإِذَا أَصَابَ مِنَ الْمَكَارِمِ خَلَّةً
يَبْنِي الْكَرِيمُ بِهَا الْمَكَارِمَ بَاعَهَا