يقصد بالالتهاب الرئوى التهاب نسيج الرئة نفسه ، أى التهاب الحويص تتعلق أسباب الالتهاب ببعض التغيرات الباثولوجية التى تحدث فى أنسجة الرئة نتيجة لتعرضها لمادة مهيجة ، قد تكون جرثومية مثل البكتيريا أو الفيروسات أو الفطريات ، أو كيميائية ، أو حارقة إلى غير ذلك .
· كيف يحدث الالتهاب الرئوى ؟
تشكل نزلات البرد والأنفلونزا المصاحبة للتقلبات الجوية الحادة ، العامل الرئيسى فى حدوث الالتهابات الرئوية فى أغلب المرضى . وكذلك تسهم الأمراض العامة مثل السكر
غير المنتظم ، أو بعض الأمراض التى تقلل من مناعة أو مقاومة الجسم ، فى حدوث الالتهابات الرئوية .
· الأنواع التشريحية من الالتهاب الرئوى :
الأنواع التشريحية من الالتهاب الرئوى : يمكن تقسيم أنواع الالتهاب الرئوى من الناحية التشريحية إلى التهابات تصيب فصا واحدا من الرئة ، وأخرى تصيب عدة فصوص ، وثالثة تصيب الشعب الهوائية . .
الالتهاب الرئوى البكتيرى
أكثر أنواع الالتهاب الرئوى الجرثومى انتشارا هو النوع الناتج عن البكتيريا . وبالطبع هناك أنواع كثيرة من البكتيريا ، ولكن الميكروب السبحى الرئوى هو أكثر أنواع البكتيريا
انتشارا كمسبب للالتهابات الرئوية ويليه الميكروب العنقودى ثم أنواع البكتيريا الأخرى .
والالتهاب الرئوى البكتيرى معروف منذ زمن بعيد ، وقبل عصر المضادات الحيوية كانت مضاعفاته كثيرة ونؤدى إلى الوفاة فى معظم الحالات ، خاصة فى الأطفال . وبالطبع تغيرت الصورة تماما بعد اكتشاف وانتشار المضادات الحيوية
وبالرغم من أن الميكروبات المسببة للالتهاب الرئوى موجودة فى الهواء الجوى وفى الفم فى بعض الأشخاص ، فإنه فى الظروف الطبيعية تكون مناعة الجسم العامة والموضعية كافلة للقضاء على هذه الميكروبات . قد يحدث الالتهاب الرئوى نتيجة لأنواع أخرى من البكتيريا .
ولكن طبيعة الالتهاب أو مكانه فد يختلفان قليلا من نوع لآخر :
1- الميكروب المكور العنقوى
2- جرثومة الكليبسيلا
· تشخيص التهاب الرئوي البكتيري:
تشخيص الالتهاب الرئوى البكتيرى يعتمد على أعراض المرض والمظاهر الإكلينيكية العامة والموضعية بالصدر ، ويستطيع الطبيب فى ضوء ذلك أن يحدد ما إذا كان الالتهاب الرئوى قد أصاب فصا واحدا ، أو عدة فصوص من الرئة . بعد ذلك تجرى بعض الأبحاث المهمة كالأشعة على الصدر وتحليل البصاق ، وأخذ صورة الدم الكاملة ، وقياس سرعة الترسيب وغيرها .
وكما ذكرنا من قبل ، فقد يأخذ الدرن صورة التهاب رئوى ، ولذلك يجب فحص البصاق لميكروب الدرن للتأكد من أن الحالة ليست درنية .
· علاج الالتهاب الرئوى البكتيرى
- الراحة التامة بالفراش مهمة جدا ، وتتراوح بين أسبوعين وثلاثة أسابيع حسب حالة المريض .
- يفضل أن يكون غذاء المريض من وجبات خفيفة وغير دسمة .
- لابد من علاج أى أمراض عامة مثل الأنيميا أو مرض السكر أو أى أمراض أخرى .
- يصف الطبيب العلاج المناسب للسعال ولارتفاع درجة الحرارة والألم ولأى أعراض أخرى .
ومن العوامل الأساسية التى تساعد على سرعة الشفاء من الالتهاب الرئوى :
1. ضرورة الراحة التامة طوال مدة العلاج التى يقررها الطبيب . حقيقة أن الأعراض العامة والصدرية تشفى خلال فترة وجيزة مع المداومة على العلاج ، ولكن الشفاء الباثولوجى ، أى شفاء الالتهابات ، يستغرق فترة تمتد فى المتوسط حتى ثلاثة أسابيع .
2. مراعاة الانتظام فى العلاج الطبى بما فى ذلك استخدام المضادات الحيوية طوال المدة المقررة للعلاج ، لأنه من الملاحظ أن بعض المرضى يتوقف عن تناول العلاج بمجرد عودة درجة الحرارة إلى معدلها الطبيعى ، وهو اتجاه خاطئ قد يسبب بعض المضاعفات وتأخر شفاء الالتهاب الرئوى .
3. لابد من الانتظام الكامل فى علاج أى أمراض عامة مثل مرض السكر والأنيميا خلال فترة علاج التهاب الرئوى وبعدها . ومن البديهى أن التدخين يتعارض تماما مع علاج الالتهاب الرئوى ، وبالتالى لابد من الامتناع عنه .
· مضاعفات الالتهاب الرئوى البكتيرى
إذا انتظم المريض فى العلاج واتبع التعليمات الطبية فعادة لا تحدث مضاعفات .
وتنشأ المضاعفات غالبا نتيجة عدم الوصول إلى التشخيص السليم للحالة ، أو علم
الانتظام فى العلاج ، أو وجود مضاعفات أخرى أو أمراض عامة بالجسم غير خاضعة للسيطرة الطبية فمثلا ، إذا كنا نعالج التهابا رئويا درنيا على أنه التهاب رئوى ناتج عن الميكروب السبحى فلن يستجيب المريض للعلاج وإذا تعاطى المريض العلاج بجرعات غير منتظمة أو لمدة أقل من المطلوب فهو يصبح عرضة للمضاعفات .
وكذلك إذا كانت هناك أنيميا شديدة أو سكر غير منتظم ، فإن ذلك يؤدى إلى ظهور المضاعفات . وإذا كان هناك مرض آخر بالشعب الهوائية مثل وجود ورم أو انسداد شعبى ، أو تلف بالرئة ، أو أى مرض بالغشاء البللورى مثل الانسكاب البللورى ، فان سرعة شفاء الالتهاب الرئوى تتأخر قليلا .
وفى بعض الحالات الشديدة قد يتحول الالتهاب الرئوى إلى خراج بالرئة ، خاصة فى وجود ضيق بالشعب الهوائية أو نقص شديد فى مقاومة الجسم . ولكن مع التقدم العلمى فى وسائل التشخيص وطرق العلاج الحديثة أصبح الخراج الرئوى نادرا .
ومن المضاعفات المعروفة أن الالتهاب قد يمتد إلى الغشاء البللورى ويؤدى إلى التهاب بللورى جاف أو مصحوب بتكون سائل يطلق عليه السائل البللورى . وفد وجد بحث إحصائى أن السبب الأول للانسكاب البللورى الصديدى هو الالتهاب الرئوى .
وهناك مضاعفات أخرى قد تحدث خارج الصدر ، فقد ينتشر الميكروب عن طريق الأوعية الدموية ويؤدى إلى التهاب بالمخ أو الغشاء السحائى ، أو بالأذن الوسطى خاصة فى الأطفال . وفى حالات نادرة قد يؤدى الميكروب إلى التهاب بالأمعاء أو الغشاء البريتونى أو حتى غشاء التامور المحيط بالقلب .
الالتهاب الرئوى الفيروسى
مع اكتشاف الطرق الحديثة لفصل الفيروسات وزرعها ، وتحديد الأجسام المضادة لها فى الدم ، أمكن التوصل للعديد من الفيروسات التى تسبب كثيرا من الأمراض ومنها أمراض الجهاز التنفسى .
والالتهاب الرئوى الفيروسى قد يحدث نتيجة للعدوى الفيروسية التى تصيب الجهاز التنفسى العلوى ، مثل فيروس الأنفلونزا أو البار أنفلونزا ، وغيرهما من الفيروسات .
· الأعراض :
من خصائص الالتهاب الرئوى الفيروسى وجود أعراض عامة شديدة مثل فقدان الشهية للطعام والصداع وحالة خمول عامة ، كما يتميز بقليل من الأعراض الصدرية
مثل السعال الجاف البسيط أو المصحوب بكمية محدودة من البصاق . ورغم أنه لا توجد أعراض إكلينيكية كثيرة ، فإن أشعة الصدر والفحص المعملى لدم المريض ، وكذلك فحص البصاق فى بعض الحالات تكفل التشخيص الدقيق للحالة .
موضوع: اكثر مرض منتشر في الاردن 
16/2/2010, 01:02
