حق الجار:
للجار حقُّ التكريم، ومراعاة التقدير، والاهتمام به، والشعور نحوه بمشاعرِ الودِّ والإخاء، والبعد عمَّا يُكدِّره ويؤذيه، وقد حثَّ الإسلامُ على حقوق الجار على جارِه، وما زال جبريلُ يُوصي سيِّدَ المرسلين - عليهما الصلاة والتسليم - بالجار حتى ظنَّ أنه سيورِّثه منه، وقد عُني ذَوُو المروءات بالحفاوة بالجار، ورأوا له حقوقًا واجبة الأداء، لو لم يوجبْها الدِّين لكان العقل السليم يرغب فيها، ويدعو لها.
♦ أتى رجلٌ الوليدَ بن عبدالملك وهو على دمشق لأبيه، فقال: للأمير عندي نصيحة، فقال: إن كانتْ لنا فأظهرها، وإن كانت لغيرنا فلا حاجةَ لنا فيها، قال: جارٌ لي عصَى وفرَّ مِن بعثه، قال: أما أنت فتخبر أنَّك جارُ سوء، فإن شئت أرسلْنا معك، فإن كنتَ صادقًا أقصيناك، وإن كنت كاذبًا عاقبناك، وإن شئت تاركناك، قال: بل تارِكْني.
♦ قال أبو الأسود الدؤلي:
فَلاَ تُشْعِرَنَّ النَّفْسَ يَأْسًا فَإِنَّمَا
يَعِيشُ بِجِدٍّ حَازِمٌ وَبَلِيدُ
وَلاَ تَطْمَعَنْ فِي مَالِ جَارٍ لِقُرْبِهِ
فَكُلُّ قَرِيبٍ لاَ يُنَالُ بَعِيدُ
♦ وقال مسكين الدارمي:
نَارِي وَنَارُ الْجَارِ وَاحِدَةٌ
وَإِلَيْهِ قَبْلِي تَنْزِلُ الْقِدْرُ
مَا ضَرَّ جَارًا لِي أُجَاوِرُهُ
أَلاَّ يَكُونَ لِبَيْتِهِ سِتْرُ
أُغْضِي إِذَا مَا جَارَتِي بَرَزَتْ
حَتَّى يُوَارِي جَارَتِي الْخِدْرُ
وَيُصَمُّ عَمَّا كَانَ بَيْنَهُمَا
سَمْعِي وَمَا بِي غَيْرُهُ وِقْرُ