الفرج بعد الشدَّة:
كانتِ الأرض مُجْدبة، والمَحْل قد عمّ، وتحوَّلت الأراضي الخضراء إلى أراضٍ جرداءَ قاحلة، وهلكتِ المواشي، وكاد اليأس يستولي على النفوس، والقنوط من نزول الأمطار، وارتواء الأراضي، وإنباتها من كلِّ زَوْج بهيج - أن يغلب الأمل، ولكن رحمة الله أوسعُ، ولطفه أعظمُ، فنزلت الأمطارُ بغزارة، وكثُرتِ السيول، وارتوتِ النخيل والزروع، وحَيَتِ الأرض، واخضرَّ شيحها وقيصومها، وأزهر حوذانها وأقحوانها، وفاح رَوْضُها وعبق خزامها، واكتستْ بوشاح أخضرَ، تلمع أزاهيره، فإذا هو مُنْية المتمنِّي، وسلوة المُعنَّى، وبهجة المتعَب، وهكذا يأتي الفرج بعدَ الشِّدَّة، والرخاءُ بعد العناء، ولله حِكمٌ تُبهِر العقول، وتعجز الخلائق عن الإحاطة بها، فسبحان الله، ما أعظمَ شأنَه، وأعزَّ سلطانَه!