التفاؤل:
هل أنت متفائِلٌ تنظر للأشياء بمِنظار أبيضَ؟ وهل أنت ممَّن يشكرون الله على نِعمه الجَمَّة، وآلائه الكثيرة؟
وهل أنت ممَّن يتمتَّع بما رُزِق، مقدِّرًا لما وُهِب، مستفيدًا مما يملك؟
هل أصغيتَ للعصافير تُزقْزِق في الصباح؟
وهل تطلعتَ للشمس حين غروبها، وتأمَّلتَ الفجر عند طلوعه؟
وأيَّ جمال وروعة تشهدُها عندَ ذاك؟
ألَمْ تُبصرِ المطر وهو يتساقط كحبَّات اللؤلؤ، وتُبْصر الحدائقَ الغنَّاء، يتضوَّع أريجها، ويفوح رِيحُها، وتبسم ورودها وأزاهيرها؟
ألَمْ تُفكِّر فيما أعطاك الله مِن صحَّة ومال وولد، وأمْن وهدوء؟
ألَمْ تتبصَّر فيما وفَّقك الله من عبادة وعِلْم، وعقل وفَهْم؟
إنها أمور يتعذَّر حصرُها، ويصعب استيفاؤها، لو تأملها المرء لوجَدَ أنه يتقلَّب في نِعم عظيمة، ويرفُل في ثياب من الهناء والمسرَّات قد لا يشعر بها! فلماذا لا يتفكَّر الإنسان في ذلك، ويحمد الله؛ ليزيدَه، ويَذْكُره ليثيبَه ولينعم بما أُوتي، بعيدًا عن القلق والتصوُّرات الخاطئة، التي تُكدِّر عَيْشَه، وتنغِّص حياتَه، وتُفوِّت عليه أوقاتًا هنيئة، وسعادةً رائعة.