الصبر مِفتاح الفرج:
الصبر مِفتاحُ الفَرَج، وقد حثَّ الله على الصَّبْر ومدَحَه، ونَدَب إليه، وأثْنَى على الصابرين، ووعدَهم بتوفية أجْرهم ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10]، وما فتئ الناسُ في كلِّ جيل وبلد يَروُون قصصَ الصبر، معجَبِين بها، مُثنِين على مَن كان صابرًا حازمًا، ذامِّين الجَزُوعَ الهَلُوع، والجبانَ الخائر، والذليلَ المحتقر، وأحقُّ الناس بعدَ الأنبياء بالصبر والتجلُّد والعزم، وأولاهم هم المؤمِنون.
وما قدَّر الله فهو واقع لا محالة، ومَن الذي يَقْوى على ردِّ ما كتبه الله وقضاه؟!
وقد دار المثل على ألْسنة الناس: "الصبر مِفتاح الفرج"، وتناقلوه جيلاً بعدَ جيل.
وقد جاءتِ الكتب السماوية، والأحاديث النبوية، داعيةً للصبر، مُرغِّبةً فيه، وردَّد العلماء والحُكماء كثيرًا من الإعجاب بالصَّبْر والصابرين، فالحياةُ فيها الصفاء والكَدَر، وفيها الحسن والقبيح، وفيها الهُدوءُ والزعازع، وفيها السارُّ والمحزِن، وفيها المضحِك والمبكي، قال بعضُ العلماء: الصبر جنَّة المؤمن، وعزيمة المتوكِّل، وسبب دَرْك النجح في الحوائج.