استفْتِح أبوابَ الجِنان، فإنَّك سوف تراها.
♦ وكان الحسن البصريُّ يقول في خُطْبة النِّكاح - بعدَ حمْد الله، والثناء عليه: أما بعد، فإنَّ الله جَمَع بهذا النِّكاح الأرحامَ المنقطِعة، والأنسابَ المتفرِّقة، وجعل ذلك في سُنَّة من دِينه، ومنهاج واضحٍ من أمره، وقد خَطَب إليكم فلان، وعليه مِن الله نعمة.
♦ جزع بكر بنُ عبدالله المُزنيُّ على امرأته، فوعَظَه الحسن البصري، فجعل يصف فضلها، فقال الحسن: عندَ الله خيرٌ منها، فتزوَّجَ أختها، فلقيه الحسنُ بعد ذلك، فقال: يا أبا سعيد، هي خير منها، وأنشد:
أَلَمْ تَرَ حَوْشَبًا أَضْحَى يُبَنِّي
قُصُورًا نَفْعُهَا لِبَنِي بُجَيْلَهْ
يُؤَمِّلُ أَنْ يُعَمِّرَ عُمْرَ نُوحٍ
وَأَمْرُ اللَّهِ يَطْرُقُ كُلَّ لَيْلَهْ
♦ خطب بلالُ بن رباح لأخيه امرأةً من بني حِسْل من قريش، فقال: نحن مَن قد عرفتُم، كنا عبدَين فأعتقنا الله، وكنا ضالَّين فهدانا الله، وفقيرَين فأغنانا الله، وأنا أخطب على أخي خالدٍ فلانةً، فإن تنكحوه فالحمدُ لله، وإن تردُّوه فالله أكبر، فأقبل بعضُهم على بعض، فقالوا: هو بلالٌ، وليس مثله يُدْفع، فزوِّجوا أخاه، فلمَّا انصرفا قال خالد لبلال: يغفر الله لك، ألاَ ذكرتَ سوابقَنا ومشاهدَنا مع رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -؟ قال بلال: مهْ، صدقت فأنكحَك الصِّدق.
♦ قال رجل للحسن: إنَّ لي بنيةً، فمن ترى أن أُزوِّجها؟ قال: زوجها بمَن
يتَّقي الله، فإن أحبَّها أكرمها، وإن أبغضَها لم يظلِمْها.
♦ خطب صعصعةُ بن معاوية إلى عامر بن الظرب العدواني ابنتَه عَمْرة - وهي أم عامر بن صعصعة - فقال عامر بن الظرب: يا صعصعة، إنك قد أتيتني تشتري منِّي كبدي، وأرحم ولدي عندي، أبغيتُك أو رددتُك، والحسيب كفء الحسيب، والزوج الصالح أبٌ بعدَ أب، وقد أنكحتُك خشيةَ ألاَّ أجد مثلك، أفرُّ مِن السر إلى العلانية، أنصح ابنًا، وأودع ضعيفًا قويًّا.