الزواج مِن سُنن المرسَلِين، وقد جاءتِ الأديان مرغِّبةً فيه، داعيةً إليه، وقال الرسول الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم - : ((تزوَّجوا الودودَ الولود، فإني مكاثِرٌ بكم الأممَ يوم القيامة)).
ومَن عزف عن الزواج بدَعْوى حبِّ الحرية، أو خوفًا من الإنفاق، أو كراهية له فهو مناقِضٌ للشرائع والفِطر.
وفي الزواج عمارةُ الكون، والاستقرار وبقاء النوع الإنساني، قال الله – تعالى -: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾ [الروم: 21]، وقال الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - : ((حُبِّب إليَّ مِن دنياكم النِّساءُ والطِّيب، وجُعِلتْ قُرَّة عيني في الصلاة))، وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم - : ((إذا مات ابنُ آدم انقطع عملُه إلاَّ مِن ثلاث: مِن صدقة جارية، أو عِلْم يُنتفَع به مِن بَعْده، أو ولد صالِح يدعو له))، وإذا لم يحصل الوِفاقُ في الزواج، فقد أباح الله الطلاقَ؛ تيسيرًا للناس، حتى لا تكون حياةُ الزوجين في شِقاق وخِصام.
♦ قال خالد بن صفوان لدلاّل: اطلبْ لي امرأةً بِكرًا، أو كبكر، حصانًا عند جارها، ماجِنةً عندَ زوجها، قد أدَّبها الغِنى، وذلَّلها الفقر، لا ضرعة صغيرة، ولا عجوزًا كبيرة، قد عاشتْ في نِعمة، وأدركتْها حاجَة، لها عقل وافِر، وخُلق طاهر، وجمال ظاهر، صَلْتَة الجَبين، سهلة العرنين، سوداء المُقْلتَين، خدلَّجَة الساقين، لفَّاء الفَخِذين، نبيلة المقعد، كريمة المحتد، رخيمة المنطِق، لم يداخلها صَلَف، ولم يَشِنْ وجهَها كَلَف، رِيحها أرج، ووجهها بهج، ليَّنة الأطراف، ثقيلة الأرداف، لونُها كالرِّق، وثديها كالحُقّ، أعلاها عسيب، وأسفلها كثيب، لها بطنٌ مخطف، وخصر مرهف، وجِيد أتْلَع، ولُبٌّ مشبع، تتثنَّى تَثنِّي الخَيْزُران، وتميل ميلَ السكران، حسنة المآق، في حُسْن البُراق، لا الطولُ أزرى بها ولا القصر.