العمر:
العمر قصير، والحياة إلى فناء، فبَعْث ونُشور، ثم جنَّة أو نار، والدنيا مزرعةُ الآخرة، فمَن زرع خيرًا وجد خيرًا، ومَن زرع شرًّا حصد ندامة، والجزاء مِن جِنْس العمل، فمن وجد خيرًا فليحمدِ الله، ومَن وجد غيرَ ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسَه.
تُرَى لماذا تُنفق الساعات الكثيرة، والأيام والليالي في الشحناء والبغضاء؟! أما كان الأجدرُ أن تُصرَف إلى الوِفاق والتفاهم، والتصافي والاستزادة من البرّ، والتعاون على الخير؟!
♦قال لبيد بن ربيعة العامري يرثي أخاه أربد:
بَلِينَا وَمَا تَبْلَى النُّجُومُ الطَّوَالِعُ
وَتَبْقَى الدِّيَارُ بَعْدَنَا وَالْمَصَانِعُ
وَقَدْ كُنْتُ فِي أَكْنَافِ جَارٍ مَضَنَّةٍ
فَفَارَقَنِي جَارٌ بِأَرْبَدَ نَافِعُ
فَلاَ جَزِعٌ إِنْ فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَنَا
فَكُلُّ امْرِئٍ يَوْمًا بِهِ الدَّهْرُ فَاجِعُ
وَمَا النَّاسُ إِلاَّ كَالدِّيَارِ وَأَهْلِهَا
بِهَا يَوْمَ حَلُّوهَا وَرَاحُوا بَلاَقِعُ
وَمَا الْمَرْءُ إِلاَّ كَالشِّهَابِ وَضَوْئِهِ
يَحُورُ رَمَادًا بَعْدَ إِذْ هُوَ سَاطِعُ
وَمَا الْمَالُ وَالْأَهْلُونَ إِلاَّ وَدَائِعُ
وَلاَ بُدَّ يَوْمًا أَنْ تُرَدَّ الْوَدَائِعُ
لَعَمْرُكَ مَا تَدْرِي الضَّوَارِبُ بِالْحَصَى
وَلاَ زَاجِرَاتُ الطَّيْرِ مَا اللَّهُ صَانِعُ
وَمَا النَّاسُ إِلاَّ عَامِلاَنِ فَعَامِلٌ
يُتَبِّرُ مَا يَبْنِي وَآخَرُ رَافِعُ
فَمِنْهُمْ سَعِيدٌ آَخِذٌ بِنَصِيبِهِ
وَمِنْهُمْ شَقِيٌّ بِالْمَعِيشَةِ قَانِعُ