الموت:
الموت حقّ، وما بالموت عارٌ على الفتى، وكل من عليها فانٍ، والبقاء لله - عزَّ وجلَّ - ومَن يشمت بالميِّت لأنَّه مات فقد أساء، وجانبه التوفيق، فمَن الذي سينجو من الموت، حتى يفخرَ بدوام الحياة؟! وقد مات الأنبياء والمرسَلون، والأولياء والصالحون، والفائزُ مَن نجا يومَ البعث والحساب.
♦ اشتكى يزيدُ بن عبدالملك شكاةً شديدة، وبلغه أنَّ هشامًا سُرَّ بذلك فكتب إلى هشام يعاتبه، وكتب في آخِر الكتاب:
تَمَنَّى رِجَالٌ أَنْ أَمُوتَ وَإِنْ أَمُتْ
فَتِلْكَ سَبِيلٌ لَسْتُ فِيهَا بِأَوْحَدِ
وَقَدْ عَلِمُوا لَوْ يَنْفَعُ الْعِلْمُ عِنْدَهُمْ
مَتَى مِتُّ مَا الدَّاعِي عَلَيَّ بِمُخْلَدِ
مَنِيَّتُهُ تَجْرِي لِوَقْتٍ وَحَتْفُهُ
يُصَادِفُهُ يَوْمًا عَلَى غَيْرِ مَوْعِدِ
فَقُلْ لِلَّذِي يَبْغِي خِلاَفَ الَّذِي مَضَى
تَهَيَّأْ لِأُخْرَى مِثْلَهَا فَكَأَنْ قَدِ
♦ كان أبو بكر - رضي الله عنه - إذا عزَّى رجلاً قال: ليس مع العزاء مصيبة، ولا مع الجَزَع فائدة، الموْت أهونُ مما قبلَه، وأشد مما بعده، اذكروا فَقْدَ رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - تصغُرْ مصيبتكم، وعظَّم الله أجْركم.
♦ قال أكثم بن صيفي: أحقُّ مَن شركك في النِّعم شركاؤك في المكاره.
♦ وقال عبدالله بن المعتز:
نَسِيرُ إِلَى الْآجَالِ فِي كُلِّ سَاعَةٍ
وَأَيَّامُنَا تُطْوَى وَهُنَّ مَرَاحِلُ
وَلَمْ نَرَ مِثْلَ الْمَوْتِ حَقًّا كَأَنَّهُ
إِذَا مَا تَخَطَّتْهُ الْأَمَانِيُّ بَاطِلُ
وَمَا أَقْبَحَ التَّفْرِيطَ فِي زَمَنِ الصِّبَا
فَكَيْفَ بِهِ وَالشَّيْبُ فِي الرَّأْسِ نَازِلُ
تَرَحَّلْ مِنَ الدُّنْيَا بِزَادٍ مِنَ التُّقَى
فَعُمْرُكَ أَيَّامٌ تُعَدُّ قَلاَئِلُ
♦ قيل: إذا قَدُمتِ المصيبة تركت التعزية، وإذا قَدُم الإخاء سَمُج الثَّناء.