موعظة أبي العتاهية:
قال أبو العتاهية:
بَلِيتَ وَمَا تَبْلَى ثِيَابُ صِبَاكَا
كَفَاكَ مِنَ اللَّهْوِ الْمُضِرِّ كَفَاكَا
أَلَمْ تَرَ أَنَّ الشَّيْبَ قَدْ قَامَ نَاعِيًا
مَقَامَ الشَّبَابِ الغَضِّ ثَمَّ نَعَاكَا
تَسَمَّعْ وَدَعْ مَنْ أَغْلَقَ الْغَيُّ سَمْعَهُ
كَأَنِّي بِدَاعٍ قَدْ أَتَى فَدَعَاكَا
أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي كَيْفَ أَنْتَ إِذَا الْقَوِي
دَعَا وَإِذَا الْكَرْبُ الشَّدِيدُ عَلاَكَا
تَمُوتُ كَمَا مَاتَ الَّذِينَ نَسِيتَهُمْ
وَتُنْسَى وَتَهْوَى الْعِرْسُ بَعْدُ سِوَاكَا
تَمَنَّيْتَ لَوْ مَا نِلْتَ ثُمَّ تَرَكْتَهَا
تَنَقَّلُ بَيْنَ الْوَارِثِينَ مُنَاكَا
إِذَا لَمْ تَكُنْ فِي مَتْجَرِ الْبِرِّ وَالتُّقَى
خَسِرْتَ نَجَاةً وَاكْتَسَبْتَ هَلاَكَا
إِذَا أَنْتَ لَمْ تَعْزِمْ عَلَى الصَّبْرِ لِلْأَذَى
رَمَيْتَ الَّذِي مِنْهُ الْأَذَى وَرَمَاكَا
إِذَا كُنْتَ تَبْغِي الْبِرَّ فَاكْفُفْ عَنِ الْأَذَى
وَمَا الْبِرُّ إِلاَّ أَنْ تَكُفَّ أَذَاكَا
أَخُوكَ الَّذِي مِنْ نَفْسِهِ لَكَ مُنْصِفٌ
إِذَا الْمَرْءُ لَمْ يَنْفَعْكَ لِيْسَ أَخَاكَا
♦ وقال عمر بن الخطاب:
مَن أُعْطي الدعاء لم يُحرَمِ الإجابة، قال الله – تعالى -: ﴿ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60]، ومَن أُعطي الشُّكر لم يُحرمِ الزِّيادة؛ لقوله - عزَّ وجلَّ - : ﴿ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ﴾ [إبراهيم: 7]، ومَن أُعطي الاستغفارَ لم يُحرَمِ القَبول؛ لقوله – تعالى -: ﴿ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: 199].