نكتة:
نابتِ الحجَّاجَ في صديق له مصيبةٌ، ورسول لعبدالملك شامي عندَه، فقال الحجاج: ليتَ إنسانًا يُعزِّيني بأبيات، فقال الشامي: أقول؟ قال: قل، فقال: وكل خليل سوف يفارِق خليله بموت أو يصاب أو يقع من فوق البيت، أو يقع عليه، أو يقع في بئر، أو يكون شيء لا نعرفه، فقال الحجَّاج: قد سليْتَني عن مصيبتني بأعظمَ منها في أمير المؤمنين إذ وجَّه مثلَك رسولاً.
♦ ضرب الحجاج أعناق أسرى، فلمَّا قَدَّموا إليه رجلاً ليضربَ عُنقَه، قال: والله لئن كنَّا أسأْنَا في الذنب، فما أحسنتَ في العفو، فقال الحجَّاج: أُفٍّ لهذه الجِيَف! أما كان فيها أحدٌ يُحسِن مثلَ هذا الكلام؟! وأمسك عن القَتْل.
♦ وقال الحسين بن الضحَّاك المعروف بالخليع:
أَصْبَحْتُ مِنْ أُسَرَاءِ اللَّهِ مُحْتَسِبًا
فِي الْأَرْضِ نَحْوَ قَضَاءِ اللَّهِ وَالْقَدَرِ
إِنَّ الثَّمَانِينَ إِذْ وَفَّيْتُ عِدَّتَهَا
لَمْ تُبْقِ بَاقِيَةً مِنِّي وَلَمْ تَذَرِ
دخلتْ عجوز على قوم تُعزِّيهم بميِّت، فرأت عليلاً في الدار، فقالت: أنا واللهِ يشقُّ عليَّ المشي، وأحسن الله عزاءَكم في هذا العليل أيضًا.