يتباهى الناس بالثراء والشباب والجاه، وركوب السيارات الفارهة، والقصور الشامخة، وعِزِّ القبيل، وكثرة العشيرة، والعِزُّ الحقيقي هو في طاعة الله وتَرْكِ الآثام، فالدنيا عَرَض زائل، وظل مبارِح، وأيام محدودة، وليال معدودة، فالسعيدُ مَن كان نصيبه منها فِعْل الخير، والمبادرة إلى طاعة الله، والتعاون على البرِّ والتقوى، وفي ذلك فليتنافسِ المتنافسون، ولمِثْل ذلك فليعملِ العاملون.
♦ سأل الحجَّاج شيخًا طاعنًا في السِّنِّ، فقال: كيف طعامُك؟ قال: إذا أكلتُ ثقلت، وإذا تركتُ ضعفت، قال: كيف نِكاحُك؟ قال: إذا بُذِل لي عجزت، وإذا مُنِعتُ شرهت، قال: كيف نومُك؟ قال: أنام في المجمع، وأسهر في المضجع.
قال: كيف قيامك وقعودك؟ قال: إذا قعدتُ تباعدتْ عني الأرض، وإذا قمت لزمتني، قال: كيف مَشْيُك؟ قال: تعقلني الشعرة، وتعثرني البعرة.