السير في الأرض:
أمَرَ الله عبادَه بالمسير في الأرْض للتفكُّر والاعتبار، وأخْذِ الموعظة، في الصيف والعطلة الدِّراسية يكون ازدحامُ المطارات بالمسافرين، وامتلاء القطارات والسيارات بالغادين والرائحين، فهل هذه الأسفارُ التي تُقطع فيها المسافاتُ الشاسعة، والأماكن النائية للعبرة والاتِّعاظ، والتفكُّر في مخلوقات الله، حتى يزدادَ المؤمن إيمانًا، وهو يرى البِحارَ العظيمة، والأنهار المنسابة، والجِبال الشاهقة، والأشجار الخضراء، والألْسُن المختلفة، والألوان المتباينة، والطبائع المتضادة، وآثار الأمم الغابرة، والدِّيار الداثرة، والأقوام البائدة؟!
وهل يستفيد علمًا، وخِبرةً وفهمًا؟ وهل يأكل مِنَ الطيِّبات والمباحات، ويشرب من الحلال النقي، ويَحْمَد الله على فَضْله؟ وهل ينشرُ العِلم، ويدعو للحق، ويؤدِّي الواجب عليه؟
إذا كانتِ الرحلات لمِثْل هذه الأغراض، فأنْعِم بها وأكرِم! أما إذا كانت لأغراض غير حَسَنة، وأهداف غير كريمة، ففيها ضررٌ في الدين والدنيا، والآجل والعاجل.