العزلة:
هناك مَن يُفضِّل العُزْلة والانطواء، ويكاد يعيش في عالَمٍ وحدَه، وهذا الصنف من الناس: إما زاهد قد فَهِم الزُّهدَ على غير حقيقة، والنجاةَ على غير معناها، وإنْ زعم للعزلة محاسن، فإنَّ في الخلطة من الفضائل أكثرَ إذا ما أحسن أمْر الخُلْطة، واستفيد منها على وجه صحيح.
وإمَّا إنسان مؤثِر للراحة على الإزعاج، وهارب من المجتمع، طالِب للسلامة، ولو أنه أمْعن النظر لأدركَ أنَّ العزلة لا تَحلُّ المشاكل، ولا تحوي من المنافع ما تحويه الخُلْطةُ ومشاركةُ الناس في آلامهم وآمالهم، والاهتمام بشؤونهم وإرشادهم، والتعاون معهم على الخير.