حل المشكلات:
كثيرٌ من المشكلات الكبيرة سببُها أقلُّ شأنًا، وأسهل مما يتصوَّر مَن تعنيهم، فرُبَّ أمر تافه سبَّب سوءَ تفاهم ونزاع، لو عُولِج بحِكمة، ونوقش بودٍّ ومفاهمة، ومعاتبة غير جارحة ولا مؤذية، لزالتْ آثارُه، وحلَّ محلَّ الخصام فيه الحبُّ والألْفة، ولكنَّه إذا تُرِك للوهم يُضخِّمه، وللتصوُّرات الخاطئة تَحكُمه، وللواشين والنمَّامين يُشعِلون أُوارَه، ويسعون لتفاقمه، فإنه يستفحل، ويصعُب عِلاجُه، وتسوء نتائجه، وكثيرًا ما يتجاوز شرُّه مَن قَدَح زناده، وَأَوْرَى ناره إلى غيرهم مِن آلِهم وذويهم، وأعوانهم وأحفادهم، وأصبح كما وصف أبو الطيب:
وَجُرْمٌ جَرَّهُ سُفَهَاءُ قَوْمٍ
وَحَلَّ بِغَيْرِ جَارِمِهِ الْعِقَابُ
وقيل في الأمثال: الآباء يأكلون الحِصْرِم، والأبناء يُضرَّسون، فلماذا لا تحلُّ الحكمة محلَّ الطيش، وحسنُ الظن بدلَ سوئه، والودُّ مكانَ العداء، وقد أمر الله المسلمين بالتسامح، والتوادِّ والوِفاق، وذلك من سعادة الأمَّة ونجاحها؟!