متى يُعرف الصديق؟
يُعرف الصدِيق عندَ الشدَّة، ويكشف الزَّيْف بالامتحان، ويستبين الشجاع في ساحة الوغَى.
وقد أكْثرَ الشعراءُ والأُدباء في هذا المَيْدان، وصالوا فيه وجالوا، وأكثروا من النعوت، ومِن المدح والذم، ورغبوا في الوفاء وحسَّنوه، ونفروا من الجُحود ومقتوه.
♦ قال سلمة بن زيد الطائي:
فَتًى كَانَ يُدْنِيهِ الْغِنَى عَنْ صَدِيقِهِ
إِذَا مَا هُوَ اسْتَغْنَى وَيُبْعِدُهُ الْفَقْرُ
فَتًى لاَ يَعُدُّ الْمَالَ رَبًّا وَلاَ تُرَى
لَهُ جَفْوَةٌ إِنْ نَالَ مَالاً وَلاَ كِبْرُ
♦ وقال الشمردل بن شريك اليربوعي:
وَإِنِّي لَيَزْدَادُ الْخَلِيلُ كَرَامَةً
عَلَيَّ إِذَا لاَقَيْتُهُ وَهْوَ مُصْرَمُ
وَأَنْأَى إِذَا مَا كَانَ بِي أَنَا حَاجَةٌ
إِلَيْهِ فَيَكْفِينِي فِرَاشٌ وَمَطْعَمُ
وَأَدْنُو إِذَا مَا كُنْتُ ذِا الْفَضْلِ نَحْوَهُ
بِخَالِصِ مَا أَحْوِيهِ إِذْ هُوَ مُعْدَمُ
مِنَ النَّاسِ أَقْوَامٌ إِذَا صَادَفُوا الْغِنَى
تَعَالَوْا عَلَى إِخْوَانِهِمْ وَتَعَظَّمُوا
وَإِنْ نَالَهُمْ فَقْرٌ غَدَوْا وَكَأَنَّهُمْ
مِنَ الذُّلِّ قِنٌّ فِي الْأَنَامِ يُقَسَّمُ