خصائص المجتمع:
لهذا المجتمع خصائصُ ومَيْزات، من واجبه أن يحمد الله عليها، وأن يتمسَّك بها، ولا يذهبنَّ به إغراءُ الحضارة وبهارجها، وتنميق الألفاظ وتهويلها في صَرْفه عنها.
فالرِّضا بشَرْع الله وحُكمه، والحياء والأمانة والأمن، والروابط الأُسريَّة والأخوية، كلها تبرز جَلِيَّة، ويشهدها الوافدون ويُشيدون بها، وتبهرهم عند الاطِّلاع عليها، ويأخذون في التعليل والتحليل، ومعرفة الأسباب المؤدِّية لهذه الحال التي يفتقدونها في مجتمعاتهم، التي تضجُّ بالجرائم والعُدوان، وتقطُّع الأواصر، وتفكُّك الأُسَر، وانتشار الخَلاعة والمُجون والإلْحاد، مما أفقدها الأمنَ والاستقرار.
وعند التمعُّن والتفكُّر ببصيرة واعية، يتضح أنَّ تحكيم الشرع، والإيمان بالله، والرِّضا بقضائه وقدَرِه، والسعي للكَسْب الحلال، والإنفاق فيما يصون ويرفع - هي أسباب هذه النعم.
إنَّ مجتمعنا يقِف على مفترق الطرق، والصيحات المنكرة تُنادِيه لِمَا يضرُّه ويؤذيه ويدمِّره، ولكنَّ الأصوات الخَيِّرة تدعوه لرفْضِ الباطل وقَمْعه، والتمسُّك بأسباب العِزَّة، والسعادة والفلاح.
♦ قالتِ العرب في أمثالها: أنَجْزَ حُرٌّ ما وعد، وقالت: وعْد الحرِّ دَين، وقد يكون إخلاف الوعد اختياريًّا، فيكون صاحبُه مذمومًا ملومًا، وربما كان لأسباب قهرية، ولم يكن قاصدًا الخُلْف في الوعد، فيُلتمس له بعضُ العُذْر، ولكنَّه على كل حال يجب أن يحرِص على الوفاء بقدر المستطاع، ولا يُكلِّف الله نفسًا إلا وُسعها.