تدهور الحضارة الغربية:
في كلِّ يوم نقرأ عن ضحايا المخدِّرات في العالَم، وتنشر الصحف قصصًا تبعث على الإشفاق والرِّثاء، والاستنكار.
فالمخدِّرات هي داءٌ يحطِّم الأعصاب، وعادة مرذولة يَفقد معها مدمنُها الإحساسَ بالمسؤولية، والشعورَ بالواجب، ويفقد الغَيْرة والنخوة والشهامة، ويصبح له شكلٌ الإنسان ظاهريًّا، أما معنويًّا فهو محطَّم خائر، واهِن القُوى، أو قل: إنه بقايا إنسان يدبُّ على الأرض دون أن يتحلَّى بالصِّفات الإنسانية التي تُميِّز صاحبَها عن سائر الحيوانات، وترشده لأقوم الطرق.
وتذيع الإذاعات، وتسرد الصحف إحصاءاتٍ وبيانات، وتحذيرات من انتشار المخدِّرات في العالَم الغربي وغيره.
إنَّ هذه السمومَ القاتلة التي يتعاطاها أصحابُها في غير وعْيٍ سليم، ولا إدراك حكيم، لأخطارها ونتائجها، وما تُفضِي بصاحبها إليه من سوء الحال، ومِنَ ازدراء المجتمع، ومن العقوبات العاجِلة والآجلة، وما تُسبِّبه من تحطيم البيوت، وانهيار الأسر، وتخلخُل المجتمع - هي داءٌ عضال، أما المجتمع المعافَى، فإنَّه في نعمة، وأيِّ نعمة ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ﴾ [النحل: 18].