ليندا "إلهام" بارتو و عبد الرحمن أبو المجد
في حوار حول
(شهر رمضان احتفالات يومية)
قال - تعالى -: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185].
قال النبيُّ - صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم -: ((إذا كان أوَّل ليلةٍ من شهر رمضان، صُفِّدتِ الشَّياطين ومرَدَةُ الجنِّ، وغُلِّقتْ أبوابُ النَّار، فلم يُفتَحْ منها بابٌ، وفُتحتْ أبوابُ الجنَّة فلم يُغلَقْ منها بابٌ، ويُنادِي مُنادٍ: يا باغِيَ الخيرِ أقبِلْ، ويا باغيَ الشرِّ أقصِرْ، ولله عُتَقاءُ من النار، وذلك كلَّ ليلة))، من حديث أبو هريرة، رواه الترمذي وابن ماجه وحسَّنَه الألباني.
أنا والكثيرُ مِن القُرَّاءِ نتساءل عن شهر رمضان في الغَرْبِ، خُصوصًا في الولايات المتَّحدةِ، هل يستَمتِعُ المسلمون الغربيُّون بليالي رمضان وصوم رمضان مثلنا في بلادنا العربية والإسلامية؟
لدينا فرصةٌ مُتفرِّدةٌ لنتعرَّف على دَوْرِ الصوم في شهر رمضان في العالم، وخُصوصًا دوره في حياة المسلم الغربي، في هذه النُّقطة ليندا "إلهام" بارتو ستُعبِّر بوجهات نظَرِها حول شهر رمضان .
كتبت "رابسودي رمضان"، وقد زكى مجلسُ المنظمات الإسلاميَّة بشيكاغو ما أبدعَتْه بارتو، وقامَ بعرْض مُراجَعة قيِّمة جِدًّا لكِتابِها الذي ألَّفَتْه عن شهر رمضان:
صوَّرت ليندا "إلهام" بارتو جمالَ رمضان في احتفالات يوميَّة في كتابِها "رابسودي رمضان"، تَمسُّ بارتو كلَّ سمةٍ رمضانيَّة بالآيات القُرآنِيَّة والأحاديث، ينعَكِسُ هذا في شِعرها بشكلٍ خاصٍّ، بالإضافة إلى الدُّعاء لكل يومٍ من أيَّام شهر رمضان، تُقدِّم للقارئ الكثيرَ من الغذاء الفكري، تَبدأُ بالآيات القرآنية كموضوعٍ يومي، تُوضِّح سمات مثل: الحقيقة، التواضُعِ، الشَّفقة، وبعدَ ذلك تتوسَّع في التوضيح بانفِعالٍ شَخصي حولَ كيف يُمكِن للمسلمين أنْ يحتفلوا بكلِّ يومٍ من أيَّام شهر رمضان، ويستفيدوا إلى أبعد الحدود من هذا الصوم الخاص.
كانت بارتو محاربة بالقوَّات الجويَّة الأمريكية، وتقيم الآن في تلالِ كارولاينا الشماليَّة؛ طبقًا لكتابِها "إسلام وَجدَها في 1999".
تقول بارتو في مقدمة الكتاب: "في كلِّ التِزاماتي الرَّمضانيَّة اليوميَّة، أُبيِّن ابتهاجي بطعمِ رمضان، كلُّ يومٍ رمضاني سيكونُ مُنكَّهًا بنكهة توابل خُشوعي".
هذا الكتاب يجعلك تشعُر بأنَّ رمضان هديَّة قيِّمة لَك ولأحبائك.
تقول: زئير أسد الجوع يهدر في البطون، بغير ملحوظ الملامح.
لَست الوحيد من الذين تناوَلوا وجبات غير كافية، لكنَّني أيضًا من أولئك الذين يجوعون للغذاءِ الروحيِ.
يا رب اجعلنا السُّفن الحيَّةَ التي تُقدِّم الخبز الطازج والماء الذي يشفي الأرواح المكسورةَ ويُقدِّم البصيرةَ، يشتاق العالم "أمريكا" للحقيقة والحياة والضوءِ؛ من "رابسودي رمضان".
ليندا "إلهام" بارتو:
"إلهام" اسمها الأدبي العربي، مُلهَمة بعنايةٍ من الله - عزَّ وجلَّ - فلقد رأتْ رُؤيا ألهمَتْها اعتناقَ الإسلام، وتؤكِّد على أنَّ الإلهام ينعكسُ بطريقةٍ نادرةٍ في فنها الروحي والفلسفي، وفي الكتابة تكتب ليندا بحساسية دينيَّة تتشابَك برغبةٍ مخلصة للانسجام والوحدة مع الإيمانِ، واحترام الإنسان!
وُتركِّز على قيم السَّلام السامية، والأمانة، والعدالة، والصِّدق، والسلامة.
موهوبة في عدَّة أشكالٍ كتابيَّة، حصلت ليندا على شهادة الإنجاز بعد إكمال برنامج الكتابة لمدَّة سنتين من معهد الكتاب (سي تي)، بعض مَقالاتها تُرجمت، وامتدَّ تأليفها عبر خمس لغات، هي عضو كتَّاب كارولاينا الشمالية، وعُرِضَ كتابٌ من كتبها في كتاب إكسبو أمريكا 2009 نيويورك.
تُصوِّرُ بالألوانِ الفوَّارة رسائل خشوعيَّة تتألَّق بعاطفةٍ واضحةٍ في صُوَرٍ حيويَّة، وخطُّ يدِها مُتَدفِّقٌ ورائع.
حصَلتْ ليندا على درجةِ الفنونِ من برنامجِ الفَنِّ التجاري من كليَّة Piedmont (إن سي)، ثم أكمَلتْ أيضًا فصلاً دراسيًّا لمدَّة سنتين في الفنون الجميلة بمدارسِ الفَنِّ (إم إن).
تتمتَّع بالعيش في تلالِ كارولاينا الشماليَّة، تَتفاخر بثلاثة أطفالِ: كريترس وأودز وواكي، وزوج طيب، بيتُها زجاجي، لديها مزرعة خضار، ومشروع صابون محلي، وتظلُّ مشغولةً بمنزلها.
حصَلتْ ليندا على الحزام الأسود في الكاراتيه، وتتدرَّب بأسلحة الساي؛ السيف الصغير.
تَتمتَّع ليندا بإقامة المخيمات، والسفر سيرًا على الأقدام، وهواية إطلاق نار بالبندقيَّة على الأهداف، وتقومُ بتطريز الملابس.
بعد أَنْ خدَمتْ أثناءَ الحربين الأخيرتين، كانت ليندا محاربةً بالقوات الجويَّة الأمريكيَّة، وحرس كارولاينا الشماليَّة الجوي، مُنِحَتْ وسام خِدمة الدِّفاع الوطنيِ (مرتين)، ووسام القوات الجويَّة (مرتين)، ووسام إنجاز حرس كارولاينا الشماليَّة الوطني، ووسام جورج واشنطن للشرف، ووسام إن سي للجنرالِ المساعد.
اعتَرفت الجمعيَّة الوطنيَّة للنساءِ المحترفات والتنفيذيَّات بأنَّ ليندا واحدةٌ من أكثر النساءِ الرَّفِيعات على مستوى أمريكا، وأُدرِج اسمها في قائمة "نِساء البراعة"، وانتخبَتْها الجمعيَّة العام الماضي 2010 كامرأة العام.
أثناء قِيامي بِمُراجعة هذا الحوار معها كانت قد أرسَلتْ نسخةً إلكترونيَّة منه لأصدقائها، من منطلق مهامِّ الدَّعوة Dawah، أرسلت سيِّدة نصرانيَّة بالبريد الإلكتروني لليندا تقول: إنَّ هذا الحوار ألهمَها التَّخطيطَ لقِراءة القُرآنِ، وصديقة أخرى أرادَتْ أنْ تسمح لها بنَشرِها في مُدوَّنتها بعد أنْ تُنشَر في "الألوكة".
س: كتابك المُبهِج احتفالات يوميَّة في شهر صوم المسلمين "رابسودي رمضان" مزيجٌ لذيذٌ من القصائد، والدعوات، والأذكار القرآنيَّة، رتب في كلِّ يومٍ في النهار، ومُغامرة تعبُّديَّة، هل يمكن أَنْ تَتوسَّعي في ذلك؟
ليندا: النبي محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: بعض الناسِ لا يحصلون من صيامهم إلا على الجوع والعطش، وبعض الناسِ الذين يصلون في الليل لا يحصلون إلا على قلَّة النوم.
كتبت عن رمضان كي يكون طريقي؛ فلا يكون نصيبي منه الجوع، والعطش، وقلَّة النوم.
أصلاً كَتبتُ الرسائل كفعل الولاءِ اليومي، وأرسلتها إلى كلِّ زُمَلائي الإلكترونيِّين، استقبَلُوها استقبالاً حسَنًا، هذا ما جعلني أُرتِّبها في كتابٍ جذَّاب، حتى يستفيد منها كثيرٌ من الآخَرين، ولا يكون نصيبهم من الصومِ الجوعَ والعطشَ، كلُّ فصلٍ يومي لَهُ موضوعٌ؛ مثل: (الشجاعة)، (الإيمان)، (الأمل)، (المسؤوليَّة)، كلَّ يومٍ أَبدأُ بإعادتي الرائعة الخاصَّة بقِراءة الآيات القُرآنيَّة، ثم بعد ذلك الحديث النبوي الذي له صلةٌ وثيقة بالآيات التي قرَأتُها، ثم أتأمَّل بعُمقٍ، وقد أُلْهَمُ بكتابة نَصٍّ شِعري، يَنتهِي طَقسي اليومي بالدُّعاء a du'a بأنْ يُجعَل قلبي سليمًا طيِّبًا.
س: من كتاب "رابسودي رمضان": "يا رمضان، يُقلِقُنا الجوع، وتظمَأُ الأرواح، تُلهِمنا التَّركيز على الأهداف، علينا أنْ نقدم خبزك لأولئك الضُّعَفاء الذين ما زالوا في النِّزاعِ الروحيِ.
نحن يجبُ أَنْ نخدم ونُكافحِ في الحياة".
عظيم! متى بدَأتِ صوم رمضان؟ وماذا عن انطِباعك في الصوم؟
ليندا: اعتنقنا الإسلام في 1999، لكن أنا وزوجي وجَدْنا الصومَ تجرِبةً صعبةً، في الحقيقة في رمضان لم نعرفْ أيَّ شيءٍ عن الإسلامِ، بالرغم من أنَّنا كُنَّا نصارى، أرَدْنا نَيْلَ بعض البركات من المواسم اليهوديَّة والإسلاميَّة؛ لذا تَعثَّرْنَا خِلال بعض طُقوسِ في العطلات الغريبة، بَدونَا موهوبين على الرغم من مُحاولاتِنا بسبب جَهلِنا، رمضاننا الأوَّل ما كان صحيحًا تمامًا، لكن قُلوبنا كانت سليمةً صحيحة؛ لذا شَعرنا بالغذاء الروحي على أيَّة حال.
س: ماذا عن احتِفالك اليومي هنا في شهر الصوم؟
ليندا: نحن بشكلٍ مباشر في تلالِ غرب كارولاينا الشماليَّة (الولايات المتحدة الأمريكيَّة) ليس هناك مسجدٌ في مكان قريب أَو أيَّة جالية إسلاميَّة، نحن كثيرًا ما نعاني من الوحدة في إسلامِنا، هذا ما يجعل رمضان في الحقيقة تحدِّيًا.
بالرغم من أنَّني مُتأكِّدة أنِّي سأُنتَقد من العديد من المسلمين الملتزمين، قامَتْ عائِلتُنا بتقليدٍ رمضاني أمريكي حيث نعيشُ، نُزيِّن الأشجار في رمضان بشجرة العيد بالنجومِ الجميلة، والمصابيحِ المضيئة، وآياتٍ قرآنيَّة مكتوبةٍ بخط اليد، نُعلِّقها كرسالة تذكيرٍ بصريَّة برمضان؛ لعلَّها تُساعِد على عملٍ حقيقي لنا.
أُحِبُّ أيضًا أَنْ أُخطِّطَ مشروعًا خاصًّا في أيَّام رمضان هذه السَّنَة - إن شاء الله - أقرأ القرآن على مَدَى 366 يومًا، وأنْ أقضي نفس قدْر الوقت الذي أقضيه في الصَّلاة في دِراسة قرآنيَّةٍ، وألا أشغل نفسي بشيء إلا الله - تبارك وتعالى - أُركِّز أيضًا حول قصَّة أصحاب الكهف.
"رمضان كهف في الطريق إليه نهرب من حياتنا المشغولة بالكفاحِ الذي يغيظ.
سُدَّتْ بالتقوى آذانُنا من التهكُّم الحقير للاضطهاد الدِّيني.
عندما نُجاهِد لأَنْ نكون أكثرَ التِزامًا بأوامر الله نتَفادَى حالات صَرْفِ الانتِباه، ونُريد أنْ نتحسَّن.
الله أحيانا، و ببركة رمضان نهضنا، يا رمضان كم وقتك ثمين، و كم تمضي بسرعة مذهلة!".
س: أتساءَل: كَيف تقضين ليل رمضان؟
ليندا: أنا لم أُولدْ في أسرة مسلمة، وليس من السهل الوصول إلى مسجد في منطقتي، أنا ما أَصبحت ماهرةً في كلِّ الطقوسِ الرمضانيَّة، لكنِّي أدعو اللهَ - تبارك وتعالى - وأقوم بالدعاء، شعرت بالاطمِئنان بمعرفة الله، أدعو الله - تبارك وتعالى - بإلحاحٍ بأنْ يقبَل صَلاتي، أشعُر ببركات الله الكثيرة علينا؛ مثلاً: فُحوص زوجي الطبيَّة أكَّدت خُلوَّه من السرطان بعد أنْ كان عنده سرطان البروستاتا، والاختبارات الطبيَّة أكَّدت فقر الدم، تحسَّنت، وجدت بركات الدعاء عظيمةً؛ على سبيل المثال: أدعو الآن لأجْل النحل، تُواجِه خليَّة النحل مشكلة تُهدِّد الخليَّة، أدعو الله - تبارك وتعالى - بأنْ يتغلَّب النحل على مشاكله، وأسأل الله أنْ يجعله نحلاً صحيًّا سعيدًا آمنًا.
س: آمين، دَعِينا نعودُ إلى السؤالِ العادي: ما أوَّل شيءٍ جذَب انتباهك نحو الإسلام؟
ليندا: أنا وزوجي كُنَّا سُعَداء جدًّا كنصارى،وما كَان عندنا رغبةٌ لتَغيير دِينِنا، أنا ما استجوبت أيَّ مذهب نصراني؛ على سبيل المثال: مفهوم الثالوث المقدَّسِ أصبح مفهومًا لي، وأنا عُلِّمتُه في مدرسة الأحد، فَهمتُ رسالةَ الإنقاذ خِلال الصلب، وكنت قادرة على تَوضيحها للآخَرين، درستُ التوراةَ طول حياتي وأنا مقتنعةٌ بأنَّ النصرانية كَانت الدِّين الحقيقي، عرفتُ قليلاً جدًّا حول الإسلامِ، ولَم أعرفْ أيَّ مسلم.
رحلتي إلى الإسلامِ بدَأتْ بالأحلام حول الإسلام ورسالته.
إنَّ سرد الخبَر كاملاً عن تجربتِنا مكتوبٌ في مذكرات كتابِي الأحدث "هليبلي المسلم"، في ذلك الكتاب أُوضِّح في أواخِر صيف 1998 بدأتُ برؤية الأحلامِ حول بلادٍ ما سبق أَنْ زُرتها، وناس ما سبق أَنِ اجتمعتُ بهم، ذات ليلةٍ حلمت بأنَّني كنت أُتابِع برنامجًا وثائقيًّا في التلفاز، وصَف الراوي دولةً إسلاميَّةً على البحر الأبيض المتوسط، وضَّح أنها كَسبت استِقلالها في القرنِ العشرينِ، وأنَّ حكومتها بَنَتِ البُيوت والمدارس للمواطنين، وفي النهاية كَشف الله لي أنَّ البلدَ كَانت تونس.
تونس؟
كان لا بُدَّ أنْ أُفتِّشَ عنها في الموسوعة، ووجدتُ أنَّ أحلامي كَانتْ دقيقةً، مضيتُ - بفضل الله - في أحلامي، نماذج إسلاميَّة وضحَتْ لي، وبدَأتُ أفهمُ، بدأتُ بقِراءة القُرآنِ، قرأت ما وضح لي في أحلامي عندما أصبحت مشوشة حول تَعالِيم الكنيسة، قمتُ بدِراسة التاريخِ، حينما فكرتُ بأنَّ القُرآن كَان خاطئًا، بحثي بيَّن أنَّ القُرآن كَان صحيحًا، وتكريمًا لأوَّل رؤيا قمتُ برحلةٍ إلى تونس؛ حيث أنا وزوجي نطقنا الشهادة shahada في مسجد عُقبة الكبير بالقيروان.
س: ما الذي أَسَرَ انتباهك أولاً نحو النبيِّ محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم؟
ليندا: أحيانًا يجبُ على النَّاس أنْ ينسوا لكي يتعلَّموا، كان لا بُدَّ أنْ أَنسى تصويرَ الكنيسةَ للنبيِّ محمد - عليه الصلاة والسلام - قبلَ أنْ أَقْبلَهُ كنبيٍّ حقيقيٍّ، انطِباع الكنيسة عن محمد - عليه الصلاة والسلام - أنَّه ذلك المجنون الذي استَخدَمَ السيف لإجبار النصارى على الإسلام، وقام بالقتل بلا رحمة، الكثير - إنْ لم يكونوا الأكثر - يعتقد النصارى أنَّ المسلمين يَعبُدون إمَّا محمدًا أو إله القمر بشكلٍ خاطئ، إذا أنت استمعتَ لمحطَّة الإذاعة النصرانيةاليوم، سمعت واعظًا ينقل بعض التاريخِ المُزَيَّف لإله القمر، ويُضِيف: وهكذا أجبَرَ محمد الناس على عِبادَة الإله الخاطِئ.
في الحقيقة أنا كنت متعجِّبة؛ لأنَّ النبيَّ محمدًا - عليه الصلاة والسلام - نشَأ في مجتمعٍ وثني، وبعدَ ذلك تلقَّى الوحي، بالرغم من أنَّ التوراة كانت مألوفةً جدًّا لي، إلا أنِّي فُوجِئت بوجود نبي وكتاب جديد تنبَّأتِ التوراة به.
في كتابِي "التوراة والقرآن في حافة عصر النهضة" أَستكشفُ مثل هذا التنبُّؤ، بما في ذلك هذا النص في التناخ أَو التوراة اليهوديَّة (العهد القديم يتفاوت): "جعل هناك إيحاء آخر إلى الآن تمامًا سيستلم من قِبَلِ المنادي [الملاك]، ينتظرُ هذا الإيحاء وقتًا مُعيَّنًا؛ يتنبأُ (بيوم الحساب)، وهو سيكونُ صدق مثبت، وبالرغم من أنَّه بطيءٌ في المجيء انتظر؛ لأنَّه سيجيء في الوقت المُستَحقِّ بالتأكيد" (Habakkuk 2: 2-3).
س: ما التغييرات الكبيرة التي حدثَتْ في حياتك بعد الصوم أثناء شهر رمضان؟
ليندا: حسنًا، ازداد وزني كثيرَا (هذا ليس صحيحًا، هذا مزاح!).
عندما يُركِّز المرء بعُمقٍ في تجربة رمضان يتَّصل بالعالم اتِّصالاً عميقَ الفَهْمِ، يتدرَّب على الأفعال الخيريَّة، يشعُر بمراقبة الله - تبارك وتعالى - يشعُر بمعيَّة الله الأبديَّة.
س: كَتبتِ أعمالاً عظيمةً؛ مثل: "التوراة والقرآنِ على حافة عصر النهضة"، "بوصلة إسلامية مسيحية يهودية إلى عالم السلام"، ما هي بعض السِّمات المحبَّبة الجميلة التي وجَدتِها في الإسلامِ ولا توجد في الرسالات الأخرى؟
ليندا: في بعض الكتب المقدسة وجد بعض الجمال الذي أقدره، التناخ (التوراة اليهوديَّة) تحتوي التوراةَ بقَوانينِها الدَّقيقة وقصصها على المغامرة، تحتوي على قصص الأنبياء - عليهم السلام - ورسائلهم؛ مثل: مزامير داود - عليه السلام - ويُقدِّم العهد الجديد التوراة النصرانية أجزاء من حياة السيد المسيح - عليه السلام - وتعليماته الجميلة، ويُوثق القصصَ حول تعليقات النصارى الأوائلِ.
لكنَّ القُرآن كلام الله - تبارك وتعالى - يظهر كهداية إلهية كبرى، يُوضِّح القُرآن أنَّ الإسلام هو الدِّين الحقيقي، هذا دِينُ إبراهيم الذي ما كَان يهوديًّا أَو نصرانيًّا، الإسلامُ في تعريفِه الأصفى كَان الدِّين الذي جاء إلى الإنسانيَّة من وقت آدم وحواء، القُرآن كتابٌ مثالي لا يُشيرٌ بأنْ نعود إلى كذا وكذا من الكتب القديمة؛ كالوصايا العشر المشهورة، بدلاً مِن ذلك يُعيدنا إلى فجر الإنسانيَّة النظيف جدًّا، يُعيدنا إلى خطَّة الله الأصليَّة للكمالِ، أعتقد أنَّ القرآن رهيبٌ!
س: أخبرتِني بأنَّه نُشِرَ لكِ في الأسبوع الماضي كتابٌ جديد، أرجو - بمشيئة الله - أنْ تخبرينا قليلاً عنه؟
ليندا: مذكرات "هيلبيلي المسلم" مُتعلِّقة بالسِّيرةِ الذاتيَّة، ويتضمَّن رحلتي غير العاديَّة إلى الإسلام، وبعدَ ذلك أَفحَصُ حَياتي الرِّيفيَّة في سلسلةٍ من تسعةٍ وتسعين درسًا، تبدأ بدليلٍ من القُرآن، ثم جزءٍ من القصَّة الشخصيَّة، منهج مَدروس أردتُ تطبيق القُرآن الكِتاب المقدَّس على مَعِيشة الحياة اليوميَّة.
يستعملُ الكتاب الحكمةَ الريفيَّةَ لاستكشاف أصْناف المواضيعِ المتنوعة؛ مثل: القِيَم، الأخلاق، وما يتعلَّق بها من قضايا؛ كالمواطَنة والمسؤوليَّات البيئيَّة، والنصيحة غير العامَّة، استعمل الذَّكاء والتشويق ليظلَّ المحتوى يتدفَّق بحيويَّةٍ.
بغضِّ النظَر عن دِينِ القارئ، هذا الكتابِ سيُنوِّر، ويُشجِّع، ويُلهِم، أُحاوِل توضيحَ جمالِ رسالة الإسلام الحقيقيَّة، ويُساعِد المعتنقين الجدُد.
كُتُبي مُتوفِّرة على موقعِ ويبي
www.Lit-by-Linda.com، ومتوفِّرة على الأمازون، وعلى بارنز وموقع ويب نوبل.
س: في رأيك، كيف ينبغي علينا أنْ نُبيِّن النبيَّ محمدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم - للقُرَّاءِ الغربيينَ؟
ليندا: أعتقدُ أنَّ الشيء الأكثر أهميةً هو أنَّ حياتَنا الخاصَّة تَعكِسُ الشَّفقةَ، والأمانة، والتَّقوى، والكرم، بالطريقة التي عرضَتْها حياةُ النبيِّ، ونعيشُ دِيننا بإخلاصٍ وسلامٍ على طريقة النبيِّ - عليه الصلاة والسلام.
في كتابِي "التوراة والقرآن في حافة عصر النهضة"، استعملت عدَّة أحاديث تُبيِّن ذلك، "محمد ما كَانَ نبيًّا عظيمًا فقط، لكن أيضًا كان ربَّ عائلةٍ ، وأعزَّ صديقٍ ، وأصدقَ جارٍ ، وكرَّس نفسه خادمًا لله"، هذه الصورةِ للنبيِّ - عليه السلام - تغيبُ من التقارير الإخباريَّة، سمعت في أخبار الساعة السادسة تغييب لهذه الصفات ، يجب على المسلمين أنْ يُقدِّموا الصورةَ بشكلٍ فعَّال نشيط.
في مُذكراتِ كتابِي "هيلبيلي المسلم" تعرَّضت لفكرة تَمديد الإسلامِ إلى مَناطقَ في الولايات المتحدة الأمريكيَّة حيث المساجد مفقودة، أغلب المساجد الكبيرة والمراكز الإسلاميَّة مقرُّها في المُدُنِ والجاليات الإسلاميَّة الكبيرة، فكرتي هي أنَّ تلك المساجد الناجحة الكبيرة تبني مساجدَ mosquettes كبيرة ، هذا الموسكيت المسجد يشيد في المناطق الريفيَّة البعيدة ، و يكون مرتبط بالأقمار الاصطناعية بالمساجد الكبيرة التي في المدن ،في الاحتفالات الكبيرة كعيد الفطر و الأضحى يبث بثاَ تفاعلياَ عبر شاشات كبيرة كالفيديو كونفرانس ، و يقدم ما يقدمه لخدمة الجالية في المناطق الريفية ، يجب أنْ تكون رسالة الإسلامِ مُتوفِّرة للناسِ الذين ليس لديهم حافزٌ يُوجِّههم نحو الإسلامِ كدين حيٍّ، كلُّ الموسكيت mosquette يجِب أَنْ يكون مرئيَّة ونشيطَةً كجار وصديق جيِّد في جاليته في المناطق الريفية البعيدة.
س: صِفي لنا هذا الموسكيت mosquette؟
ليندا: أولاً الاسم موجودٌ في الإنجليزيَّة أو الإسبانيَّة، تُخيفُ اللغةُ العربيَّةُ الأمريكيين؛ لأنَّهم يربطون بينها وبين الإرهاب، لكنَّ الموسكيت الجيِّد قَد يكونُ روحًا حقيقة يُوضِّح للناس ويُثِير الفُضول، يجِبُ أَنْ يكونَ له برنامج دَعوة مفتوحة على مَدار العام، لدعوة الزُّوَّار ليسمعوا عن الإسلامِ.
عند افتتاح الموسكيت، يجب أن يُؤكِّد بالأدلَّة المتطوِّرة وبشكل مستمر، بأنه يُوضح الإسلام ببَساطةٍ دُون أنْ يُقلِّل من قيمة أيِّ دِين آخَر، ويجبُ أنْ يتوافَر مَن يُمثِّلون الإسلام لإجابة أيَّة أسئلة، تُوضَع إشارة في الهواء الطلق تَدعو الزُّوَّار، وأوقات الصلاة ، يجِبُ أَن يُرحَّب بالزائر الذي يَجِيء إلى mosquette، بغضِّ النظَر عن لبسه؛ إذا ملابس الزائر ليست ملائمة، هو أو هي قَد يطْلُبُ لبس أحد الملابسِ الخارجيَّة التي يجِب أَنْ تبقي في mosquette لهذا الغرَض، كلُّ زائرٍ يجِبُ أَنْ يحصل على قائمة البرنامج التي تتضمَّن كلَّ الصلوات، والاستماع للقُرآن باللغةِ العربيَّة المصحوبة بترجمة إنجليزيَّةٍ صَوتيَّةٍ، يجِب أَنْ ينضمَّ إلى جُهودِ الكنائسِ والمعابدِ في تَزويد الإغاثة للمَرضى، والسُّجَناء، هذه فقط بضعةُ أفكارٍ أوليَّة، لكني أرى a mosquette كمسجد مُؤَسَّسٍ أعتقدُ أنَّه أفضل دربٍ لتَقديم الإسلامِ في المناطق الريفيَّة البعيدةِ؛ حيث إنَّ الإسلام مكروهٌ، ويُخاف منه، ويُساء فَهمُه.
س: أَتذكر أنَّ الأخت جيني أوهيرا قالت: أَتمتع بكتب ليندا إلهام، مثل "رابسودي رمضان"، لا شَكَّ هناك كثيرٌ ممَّن يستمتع بكتب بارتو، هل ساعَد كتابُك العظيم آخَرين لاعتناق الإسلام؟
ليندا: أنا أَعرفُ شخصيًّا أنَّ كلَّ شيءٍ بإرادة الله، وإن شاء الله عندما أَصِلُ إلى السماءِ سأَلتقي بالناس الذين سيقُولون: إنَّني أَثَّرت في حياتِهم، بالرغم من أنَّني لم أقابلهم إطلاقَا، أرجو أنْ تكون كل مؤلفاتي دينيَّة.
س: ماذا عن الصوم والسحور؟
ليندا: في نهاية كلِّ يوم من رمضان بالبركة التي أشكُر الله عليها أتناول الإفطار، وليس بشَراهةٍ، ونشكر الله على ما منحنا من طعام ونباتات نتناولها في الإفطار.
نشكُر الله الذي أحلَّ لنا هذه الأطعمة، أتذكَّر في كتابي "رابسودي":
"عندما نصوم دعنا نتذكَّر الذي كلُّ الخَلق يصوم لكماله، مأمورون بألا نصنع الضوضاء، لكنَّ المعاناة تتواصَل بطُرق شريرة، اغتصاب الغابات، تلوُّث الأنهار والبحيرات والأرض، الذبح الشهواني للحياة البريَّة، وخزي البحار والرملِ.
عندما نفطر في المغرب يجِب أَنْ نُصلِح ما في أيدينا، إنَّ إهمال مثل هذه الأشياء جحودٌ".
عبد الرحمن: أشكُر للأخت ليندا الشاعرة الإنسانيَّة شكرًا جزيلاً.
ليندا: شكرًا لهذه الفرصة الرائعة لأُشارِك بأفكاري وآرائي، كلُّ الثناء والشكرُ والمجد لله!