تكريم صادف أهله
تابعت الإمارات أمس تكريم الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان لاختياره شخصية العام الإسلامية من قبل جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم في دورتها الخامسة عشرة، وذلك تقديراً لجهود رئيس الدولة البارزة وأياديه البيضاء في خدمة الإسلام والمسلمين ومساعدة المحتاجين في شتى أرجاء وأصقاع المعمورة، ومساعدته أمته العربية والأمة الإسلامية، ونجدته لكل ملهوف ومحروم دون تمييز بين جنس أو عرق أو لون.
إن هذا التكريم قد صادف أهله، فقد أبت الجائزة إلا أن تتابع تألقها وتحليقها في سماء الإمارات منطلقة من مؤسسة اعتادت تكريم أيادي الخير من مؤسسها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لتحط في هذا العام عند شخصية العام الإسلامية لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم في العين، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، متوّجة صاحب الأيادي البيضاء وصاحب المكارم، وكل هذا يحمل في طياته العديد من الدلالات والإشارات المهمة التي تؤكد أن الجائزة صادفت أهلها وخير من يُكلّل بها ويشرّفها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، لما قدمه سموه ويقدمه لوطنه وأمته والإنسانية جمعاء، وما منحه إياها إلا إشارة وفاء من الجائزة التي تختار شخصيتها الإسلامية كل عام وفقاً لمعايير معينة، لقائد المسيرة حفظه الله وعظيم عطاءاته ليس فقط لأمته العربية والإسلامية بل للإنسانية جمعاء، ليكتمل التكريم بتسليم الجائزة من قبل مؤسس وصاحب الجائزة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، صاحب المبادرات الإنسانية الرائدة على الصعيدين المحلي والدولي.
منذ أن تولى مقاليد الحكم عام 2004 خلفاً للأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان يحفظه الله يعمل بصمت ودأب على الانتقال بدولة الإمارات العربية المتحدة إلى مرحلة جديدة، تبني وتعلي من الأسس الراسخة التي أرساها الأب القائد، والسنوات السبع الماضية من مرحلة التمكين التي أطلقها قائد المسيرة تشير إلى الجهد والتفاني والعمل المتصل الذي نقل الإمارات إلى مصاف الدول المتقدمة ليس فقط على الصعيد الحضاري، بل أيضاً على الصعيد الإنساني، هذه الدبلوماسية الإنسانية التي تفردت بها دولة الإمارات على يد القائد المؤسس الشيخ زايد رحمه الله، وهي اليوم تتواصل وبشكل أكثر تدفقاً وانتشاراً لتعم الشقيق والصديق ويصب خيرها في أقاصي الدنيا دون تميز أو تفريق بين جنس أو لون أو عرق.
تكريم صادف أهله لأنه تكريم للإمارات ونهجها وصورتها المشرقة دائماً، تكريم لقيادة نذرت نفسها لوطنها وأمتها، ومساعدة المحتاجين والفقراء والملهوفين دون مَنٍّ أو أذى، نهج إنساني خالص لإسعاد البشرية وصون كرامتها وتعزيز الترابط والتعاون بين كل بني البشر، وقد انعكست هذه السياسة ما تعيشه في الإمارات من تعايش وتآخ ووسطية وتسامح، لكل من يقيم على أرضها وترابها الطاهر، بفضل السياسة الحكيمة الرشيدة لقائد المسيرة حفظه الله ورعاه.