يوم الوفاء للقائد المؤسس
يوم التاسع عشر من رمضان، يوم استدعاء الذاكرة لإعادة قراءة التفاصيل، واسترجاع مفاصل التاريخ العظيم لقائد بذل النفس والنفيس من أجل تأسيس دولة عصرية تقف عند هامات السحاب، معلنة هطول الخير من مزن العطاء على يد الباني والمتفاني من أجل شعب ووطن، هذا اليوم في هذا الشهر الفضيل، يفتح نافذة الذاكرة لإطلالة واعية على أهم وأعظم إنجاز في التاريخ الحديث في منطقتنا بفكر رجل فذ جهبذ، بسط اليد، وفتح الفكر لأجل جعل الإمارات بلداً راقياً متألقاً، متأنقاً، متسامقاً، باسماً، منسجماً، متلازماً مع قضايا الإنسانية بشفافية الروح وحيوية العقل، وصدق المعنى، إيماناً من القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، بأن الإنسان هو أغلى ثروة وأعظم رصيد وأهم قوة يجب الاهتمام بها والاعتناء بشؤونها ورعاية طموحاتنا.
يوم التاسع عشر من رمضان يوم انتعاش الذاكرة بما يختلج في ثناياها من حب ووفاء لرجل منَّ الله به على وطنه وشعبه، ليكون السند والعضد، واليد التي تمتد بامتداد المدى واتساع الفضاء، رجل استجابت له السماء بدعوة صافية نقية عفية شفية لأجل أن يمنَّ علينا الله سبحانه وتعالى بوطن تتلاحم فيه الأعضاء ويتجسد الاتحاد الأمين بروح الذين أحبوا الكل وتوازوا مع الأجزاء لكي تكون واحداً قوياً متماسكاً متلائماً متوائماً اسمه اتحاد الإمارات العربية المتحدة.
يوم التاسع عشر من رمضان، يوم استفاقة الذاكرة على رحيل أغلى ما أنجبته الإمارات وفقدانها أعظم الرجال وأخلص أبناء هذا الوطن. هذا اليوم يعيد للذاكرة جملة التأمل والتزمل بأحلام تساوت مع الواقع، يوم تلتقي فيه القلوب عند دروب التذكر، لأن القائد الذي رحل تبقى روحه في الوجدان الإماراتي باقية متساقية من نهر الحب ومن مشاعر العرفان لرجل لم يكتف بتأسيس وطن ببنائه الشامخ فحسب، بل هو صنع ثقافة ورسخ فكراً وكرس وعياً بأهمية أن يكون الإنسان إنساناً كونياً لا ينغلق على ذات، ولا ينكفئ على أنا، ولا يغيب في كنف مشاعر الضغينة والاحتباس النفسي.
رجل ألهب الصحراء بنواميس العطاء والبذل والسخاء والانتماء إلى مشاعر الناس أجمعين دون تفريق بين عرق أو دين أو لون. رجل من أولئك الذين يصنعون التاريخ ولا يتوقفون كثيراً عند ميلاد اللحظة الراهنة، لأنه آمن بأن التاريخ هو الحبل السري الذي يربط الماضي بالحاضر ليذهب بعيداً إلى المستقبل، بكل ما يتطلبه من شحذ الطاقات وحشد القدرات وتمكين الناس جميعاً ليكونوا شركاء أوفياء في صناعة المنجز الحضاري الذي تستحقه الإمارات.